هناك انزعاج يتنامى بين مستخدمي موقع “فيسبوك” حول الإجراءات التي تقلل من خصوصية مستخدميه، وقد زادت هذه الإجراءات خلال الأشهر الماضية وصارت حديثا لأعضاء موقع “فيسبوك”، حتى أن أحد الجروبات الموجودة على “فيسبوك” والتي تحتج على تلك الإجراءات بها حوالي 2,2 مليون عضو واسمها “MILLIONS AGAINST FACEBOOK’s PRIVACY POLICIES AND LAYOUT REDESIGN”.
هناك أيضا موقع يطالب الجماهير بإغلاق حسابهم على “فيسبوك” بشكل جماعي يوم 31 مايو القادم اسمه Quit Face Book Day فيه أكثر من 14 ألف عضو، وهناك موقع ثالث اسمه Face Book Protest والذي يطالب بعدم دخول موقع “فيسبوك” يوم 6 يونيو القادم، وذلك أيضا للاحتجاج على انتهاك الخصوصية وعلى مشروع لـ”فيسبوك” لبيع معلومات المستخدمين كما يدعي مستخدمي الموقع، وفيه أكثر من 3000 عضو.
حتى الآن لم تظهر إدارة موقع “فيسبوك” أي علامات تساهل أو تغيير في سياساتها للتجاوب مع هذه الاحتجاجات، وذلك ببساطة لأن موقع “فيسبوك” ينمو بشكل مذهل رغم كل شيء، ويسيطر على ساحة مواقع الإنترنت التفاعلية والاجتماعية بلا منافس.
لهذا السبب يقول خبراء وأكاديميون بأن هناك عددا كبيرا من الناس ينتظر اليوم الذي يجد فيه البديل الجيد لـ”فيسبوك” حتى يستبدله بموقع آخر، لأن “فيسبوك” يزعج أعضاءه بعدم وجود خصوصية كافية وبعدم وجود تعهدات كافية لحماية معلومات أعضائه من الاستخدام تجاريا بواسطة إدارة الموقع.
هذا الشعور شجع الكثير من المستثمرين الأمريكيين بتمويل مشاريع مواقع شبكات اجتماعية جديدة تقوم في جوهرها على المراهنة على حماية خصوصية المستخدمين وإعطائهم خيارات لحفظ معلوماتهم ومن هذه المواقع الجديدة موقع PIP و The Fridge، وعشرات المواقع الأخرى التي ترغب ركوب موجة مواقع الشبكات الاجتماعية وموجة الغضب على “فيسبوك”.
لكن نجاح هذه المواقع صعب جدا لأن “فيسبوك” لديه ميزتين أساسيتين:
الأولى: نجاح هائل إعلانيا وماليا يمكنه من الاستثمار المستمر في التطوير، وهو الأمر الذي مكن “فيسبوك” من النجاح بالدرجة الأولى حيث تطور سريعا من الناحية التقنية بينما بقي منافسه السابق (MySpace.com) في مكانه بلا حركة، وآخر هذه التطورات ما أعلن عنه “فيسبوك” الأسبوع الماضي من تطوير نسخته على الموبايل.
الثاني: أن هناك الآن عددا هائلا من الناس على “فيسبوك”، ومن الصعب على الناس أن ينضموا إلى مواقع جديدة بينما معظم أصدقائهم على موقع “فيسبوك”.
منافسة “فيسبوك” أمر صعب جدا، والهجوم عليه قد لا يزيده إلا قوة، كما تتكسر الأمواج على صخور الشاطئ العتيدة..!