ركن «الإنترنت» – الحلقة التاسعة

من قسم الثورة الرقمية
السبت 12 سبتمبر 1998|

بدأت قبل فترة بسيطة مجلة إسلامية على الإنترنت اسمها «البلاغ»، والتي تعتبر واحدة من عدد قليل جدا من المجلات الإسلامية المنشورة على الإنترنت في الأساس وليست منشورة على الورق أصلا ويوجد على الإنترنت.

يقول خالد بايغ، ناشر مجلة «البلاغ»، إن هدف المجلة الوصول للجمهور المتحدث بالإنجليزية بمضمون إسلامي يركز على التوحيد والعقيدة بالإضافة لبعض المقالات الفكرية الأخرى التي تناقش قضايا معاصرة.

ويضيف بايغ، أن هذه المقالات كتبها في الأصل علماء معروفون في الهند وباكستان، والذين قد لا يكونوا معروفين لجمهور الناس في العالم العربي، ومنهم الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي، والمفتي محمد شافي، المفتي السابق لباكستان، ومولانا منذور النعماني، والمفتي تقي العثماني.

مثل ذلك بالطبع يضع أساسا علميا شرعيا لما يكتب من قضايا إسلامية كخطوة في تلافي المشكلة الأساسية التي تعاني منها المواقع الإسلامية على الإنترنت والصادرة من الجاليات الإسلامية في الغرب، والتي تفتقر كتاباتها للعلم الشرعي الصحيح.

ويشير بايغ، وهو مهندس كمبيوتر وكاتب في بعض المجلات الإسلامية الباكستانية، إلى أن أمامهم طريق طويل لفهم الطريق الأفضل للاستفادة من هذه الوسيلة الإعلامية الجديدة «الإنترنت».

……………………………………………………………………..

على الإنترنت مواقع عديدة حول تعليم اللغة العربية، ورغم أن هذه المواقع مازالت في بدايتها كما وكيفا ومازالت موجهة فقط للجمهور الناطق باللغة الإنجليزية، إلا أن استعراضها يقدم لنا صورة لكيفية الاستفادة من شبكة الإنترنت في هذا المجال.

أهم المواقع المتخصصة في تعليم اللغة العربية موقع ينتمي لمركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة هارفارد الأمريكية الشهيرة.

اسم الموقع: «صفحة اللغة العربية الحديثة»، ويحتوي على أرشيف لحوالي 8,000 كلمة عربية مع ترجمتها بالإنجليزية، والتي يمكن تخزينها على جهاز الكمبيوتر وتصفحها باستعمال برنامج كمبيوتر يمكن الحصول عليه من الموقع نفسه اسمه «وين فلاش»، والذي يعمل مع برنامج ويندوز العربي.

الكلمات العربية منسقة في حوالي 150 قائمة، وكل كلمة من الـ8,000 كلمة موضوعة في بطاقة مستقلة تشمل ترجمتها بالإنجليزية ونطقها الصوتي وأحيانا صورة أو فيلم فيديو يستمر لعدة ثواني لشرح الكلمة.

الكلمات والنصوص الصوتية بعضها من العربية الفصحى وبعضها الآخر مأخوذ من اللهجة المصرية.

من أمثلة القوائم قائمة المصطلحات النحوية، وقوائم مأخوذة من الصحف والمجلات العربية وقوائم مأخوذة من الأحاديث المتبادلة في فصول تعليم اللغة العربية، بالإضافة لنصوص مكتوبة وصوتية مأخوذة من الصحف والمجلات والكتب العربية أو من الأدب العربي الحديث.

على الموقع أيضا نصوص كاملة لعدة كتب لتعليم اللغة العربية والتي يمكن تخزينها على جهاز الكمبيوتر الشخصي، ومنها «الكتاب الأساسي» الصادر عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وكتاب «العربية الحديثة للمبتدئين»، من جزئين، الصادر عن جامعة كامبردج البريطانية من أشهر كتب تعليم العربية، وكتاب «يلا ندردش بالعربية»، بالعامية المصرية!!

على الموقع أيضا مداخل عديدة جدا لكل ما يظن القائمين على البرنامج بأنه مفيد لطالب اللغة العربية، ومنها مداخل لموقع إذاعة تونس، وإذاعة صوت أمريكا على الإنترنت، ومواقع الصحف والمجلات العربية، ومواقع مراكز دراسات الشرق الأوسط بأمريكا، ومواقع جمعيات الطلبة العرب بأمريكا.

من المواقع الأخرى على الإنترنت والمهتمة بتعليم اللغة العربية موقع «الرابطة الأمريكية لأساتذة اللغة العربية»، وهي رابطة تسعى لدعم التعاون بين أساتذة اللغة العربية والأدب العربي في أمريكا في مجال المناهج والبحث وأساليب التعليم، وينشر على الموقع أخبار البرامج العربية في أمريكا بالإضافة لمقتطفات من مجلة «العربية»، وهي مجلة أكاديمية محكمة تصدر من أحد الجامعات الأمريكية بالإنجليزية وتتناول الدراسات اللغوية والأدبية العربية.

هناك أيضا موقع باسم «تعال نتعلم العربية»، صممه روجر آلن، من جامعة بنسلفانيا، ويذكر روجر آلن، أن تعليم اللغة العربية بدأ بجامعة بنسلفانيا عام 1788، أي قبل حوالي 210 أعوام، وكان البرنامج يركز في ذلك الحين على العربية الفصحى وعلى تعلم مهارة القراءة دون غيرها إلى جاءت الستينات الميلادية، حيث بدأ تعليم العربية بكل المهارات الأربع: القراءة والكتابة والحديث والاستماع.

البرنامج يركز أيضا كما يقول روجر آلن، على اللغة العربية «الحية» وهو يعني بذلك «العامية» وقد لا يكون في الأمر مؤامرة من البرامج العربية في أمريكا ضد العامية بقدر ما هو بكل أسف الإحساس بأن تعلم العربية الفصحى لن يكون مفيدا للطالب الأمريكي بحكم أن العالم العربي لا يتكلم الفصحى وربما يضحك على متحدثها، مما عزز اهتمام محبي تعلم العربية بالعامية أكثر من الفصحى.

برنامج «تعال نتعلم العربية»، تم بدعم من الحكومة الأمريكية، والذي صُممت له مناهج واختبارات مقننة، ويوجد على الموقع بعض هذه المناهج مع صور وتسجيلات صوتية ودروس ناطقة.

أحد المواقع الأخرى يتضمن قائمة بالجامعات والمعاهد في شمال أمريكا والتي تدرس العربية وعناوينها، والتي يبلغ عددها 191 جامعة ومعهدا!، وبعض هذه الجامعات تدير برامجها في الخارج حيث يسجل الطالب مواده مع الجامعة الأمريكية ثم يسافر لمصر أو الأردن أو المغرب أو اليمن أو «تل أبيب» ليأخذ المواد الدراسية باعتبار أن تعلم اللغة بين أهلها أفضل وأسرع.

موقع آخر يتبع لجمعية اللغويات العربية بأمريكا، ويتضمن قائمة بالكتب الخاصة بتعليم اللغة العربية وكيفية الحصول عليها وهذه الكتب كثير منها مؤلف بواسطة الجامعة الأمريكية في القاهرة أو بكل أسف في جامعات «إسرائيلية» بالإضافة للجامعات الأمريكية والبريطانية.

موقع «أرشيف عمرو العربي»، يحتوي على قائمة طويلة ببرامج الكمبيوتر العربية على الإنترنت، سواء منها برامج تحرير النصوص أو برامج تصفح الإنترنت والبريد الإلكتروني أو برامج الترجمة بالإضافة للبرامج التعليمية العربية والإسلامية، ولهذا الموقع شعبية عالية، حيث يشير عداده إلى أن أكثر من 80,000 شخصا قد زاره، فيما يوجد موقع مماثل وهو «تعلم العربية عن بعد»، ويحتوي كذلك على قوائم ببرامج كمبيوتر، بالإضافة لقاموس عربي – إنجليزي، وعلى هذا الموقع مدخل لآلة بحث في ملخصات رسائل الماجستير والدكتوراه الأمريكية والتي يبلغ عددها حوالي مليون ونصف ملخصا.

هذه المواقع وضعها كما هو واضح هيئات أكاديمية أو شركات تجارية تهدف لجذب الزبائن لمواقعها أو وضعتها برامج تعليم اللغات بالهيئات العسكرية، ونجد في هذا الصدد ثلاثة مواقع لتعليم العربية تابعة للقوات المسلحة بأمريكا وكندا وأستراليا.

وهناك مواقع أخرى كثيرة وضعتها جامعات أمريكية بهدف التعريف ببرنامج اللغة العربية في الجامعة كموقع جامعة ولاية أوهايو، والذي يتضمن وصفات أكل عربية وتسجيلات عربية ونصوص شعر عربي وأخبار عربية بالإضافة لمواقع وضعها أفراد مهتمون وهي قليلة جدا.

أما بالنسبة للشعر العربي فهناك مواقع عديدة جدا معظمها للشعراء المعاصرين، الذين يحمل شعرهم صبغة سياسية «ثورية»، ويخرج عن هذا النسق مواقع ذات مستوى راق كصفحة «الشعر» التي تحتوي على شعر لزهير بين أبي السلمى، وأحمد شوقي، وأبي العلاء المعري، ومواقع الشعر الشعبي مثل موقع «الشعر العربي»، والذي يحتوي على قصائد للأمير خالد الفيصل، وعبدالعزيز بن سعود، وطلال السعيد، وغيرهم.

بالإضافة لذلك يمكن الاشتراك مجانا في أحد مجموعات النقاش حول اللغة العربية والدراسات العربية، وهذه المجموعات لا يلزم الاشتراك فيها الدخول على شبكة الإنترنت، بل فقط عنوان بريد إلكتروني لاستقبال المناقشات والإعلانات والرسائل وطبعا لغة هذه المجموعات كلها _ بكل أسف _ هي اللغة الإنجليزية.

«المعلومات العربية»، هي أشهر شبكة نقاش على الإطلاق حول دراسات اللغة العربية ودراسات الشرق الأوسط، وتحتوي دائما على إعلانات لوظائف وطلبات لأساتذة زائرين في مجال الدراسات العربية ودراسات الشرق الأوسط حول العالم.

……………………………………………………………………..

مازالت الصفحات الإسلامية الناطقة باللغة البوسنوية قليلة جدا مقارنة بالصفحات التي ترعاها الفرق الضالة كالقاديانية وغيرها أو صفحات التبشير المسيحي.

من الصفحات القليلة التي تضيء وسط هذا الظلام صفحة لجمعية إسلامية بوسنوية فيها مئات الصفحات، وهي مزكاة من قبل العارفين باللغة البوسنوية والتي رأوا فيها رصيدا رائعا من العلم الشرعي.

……………………………………………………………………..

وزارة التعليم العالي بالسعودية لها موقع ذو إخراج لطيف وفيها عشرات الصفحات، بالإضافة لآلة بحث إلكترونية لتصفح محتويات هذه الصفحات.

يتضمن الموقع نشرة شهرية بدأت بالصدور قبل شهرين، ويتضمن العدد الأخير على كلمة لوزير التعليم العالي بالسعودية، د. خالد العنقري، حول الآفاق المستقبلية لوزارة التعليم العالي، الأمر الذي يتزامن مع مؤتمر «التعليم العالي بالسعودية: رؤى مستقبلية»، والذي سينعقد بجامعة الملك سعود بالرياض حسب ما يشير الموقع في إعلاناته عن المؤتمرات التي ستقيمها الجامعات السعودية في الفترة القادمة، ومثال ذلك مؤتمر قادم لجامعة أمر القرى في مجال الهندسة ومؤتمر علمي لجامعة الملك سعود حول «الهندسة للمعمارية للمساجد».

في النشرة أيضا نبذة عن «أستاذ الشهر» من بين السلك الأكاديمي في الجامعات السعودية.

على الموقع أيضا نبذ عن مسئولي الوزارة ونبذ عن الجامعات السعودية والتخصصات الموجودة فيها، وعن مجلس التعليم العالي ونظامه والملحقيات السعودية الثقافية بالخارج وعن البحث العلمي في السعودية.

كما يتضمن الموقع إحصائيات سنوية مفصلة لواقع التعليم العالي في السعودية خلال السنوات الخمس الأخيرة، وعن الطلبة السعوديين المبتعثين خارج السعودية. والموقع مكتوب باللغتين العربية والإنجليزية.

……………………………………………………………………..

هذه ترجمة حرفية لقصة كتبتها شابة اسمها مونيكا، من الأكوادور بأمريكا اللاتينية، وفيها الكثير من المعاني الهامة التي تستحق التأمل نقدمها بين يديكم بلا تعليق:

«ولدت في أسرة كاثوليكية بالأكوادور، عائلتي لم تكن أبدا متدينة، أعني أنهم لا يذهبون للكنيسة أو أشياء مثل ذلك ماعدا جدتي التي أحبها كثيرا، مع ذلك، أرسلتني عائلتي لمدرسة ثانوية كاثوليكية، وهناك تعلمت عن الدين وتعلمت عن الجانب الروحي من الإنسان، وبعد أعوام أتيحت لي الفرصة للذهاب للدراسة بكلية بالولايات المتحدة الأمريكية.
في البداية لم أكن أعرف أي شيء علي الإطلاق عن الإسلام، في بعض الأحيان كنت أراهم يؤدون الصلاة، لم أر في حياتي صلاة مثل هذه، لقد كنت أراها مليئة بالسلام، ويبدون وكأن لديهم إيمان عميق أثناء أدائها، كان هذا اول شيء جذبني للإسلام.
في الحقيقة، لم يكن هناك شيء في بالي حتى قررت العودة لوطني بعد ان انتهيت من الدراسة حيث قررت أن أتعلم شيئا عن هذا الدين، كنت دائما أحب أن أتعلم عن الثقافات والمعتقدات الأخرى، ولكنني أيضا في نفس الوقت كنت أحس بعدم الارتياح للكاثوليكية، ولذا حاولت الاتصال ببعض الناس في المسجد، والذين دلوني بعد محاولات لأخت تقدم دروسا للمسلمات الجدد في المسجد.
بدأت حضور هذه الدروس، وبعد بضعة أشهر قررت أن الإسلام هو الدين الذي يناسبني تماما.
الإسلام، بخلاف الكاثوليكية، يبدو نقيا جدا، أعني أن تأثير البشر في وضع عباداته قليل جدا، لقد بدا الإسلام لي كاملا بلا نقص، كان من الصعب أن أجد شيئا لا أستطيع الموافقة عليه، ومن الصعب الآن أن أعبر عن الفرق الذي شعرت فيه عند المقارنة بين هذين الدينين.
أيضا شعرت أنني في الإسلام سأكون موجهة تماما بالقرآن أو بالحديث، بينما في الكاثوليكية، كان يبدو أن علي أن أجد بنفسي وأقرر ما علي فعله في مواقف كثيرة.
الناس قد تظن أن الإسلام محدد جدا، وأنا أعتقد أن هذا ما يجب أن يكون عليه الدين، أحس أنه بهذه الطريقة يخبرنا الله بوضوح شديد ماذا يريد منا فعله، وليس عليك فقط أن تحمل العجب وتبحث في العالم عن الحقيقة والسعادة الحقيقية وأشياء مثل هذه.
الإسلام لم يكن سهلا، علي أن أعترف بذلك، بالنسبة لهؤلاء المنتمين لأديان أخرى، وللمسلمين كذلك، أحب أن أقول من المهم جدا أن نحترم الآخرين، ونتعلم الاستماع لهم، واحد من المشاكل التي عانيتها عند إسلامي أن المسلمين منغلقين جدا عن الناس الآخرين لدرجة لا تمكنهم من التعرف عليهم أو على دينهم، أيضا أعتقد أن المسلمين يجب أن يكونوا منفتحين أكثر للمسلمين الجدد، وأكثر احتراما لهم.
لقد شعرت بعد إسلامي بأنني مرفوضة من المجموعتين المسلمين وأصدقائي الكاثوليكيين القدامى، لقد قابلت مسلمين جدد آخرين ويبدون لي في كثير من الأحيان أنهم متدينين أكثر من الأشخاص المولودين كمسلمين، ولذا فهم يستحقون الاحترام، إنه من غير العدل أبدا أن تعاملهم كما لو كانوا غير مسلمين حقيقيين.
هذا ما أردت قوله، وأرجو ألا أكون قد نسيت شيئا. بالطبع هناك أشياء أخرى كثيرة أحب قولها ولكن المقالة أصبحت طويلة جدا».

* نُشر في جريدة المسلمون الدولية