عندما يتحول الموبايل إلى محفظة إلكترونية..

من قسم الثورة الرقمية
الثلاثاء 27 يناير 2009|

توجد في اليابان تجربة مميزة حيث يستخدم الناس موبايلاتهم كبطاقات ائتمان يدفعون من خلالها في كل مكان بما في ذلك في السوبرماركت، على سبيل المثال.

يأتي هذا من خلال تقنية غير معقدة يتم إضافتها للموبايل تعطي ذبذبات قصيرة المدى تسمى بـNFC وتسمح للموبايل أن يرسل معلومات بطاقة الإئتمان إلى القارئ الآلي الموجود لدى الكاشير، ثم تلقي المبلغ ووضعه على الفاتورة.

هذه التكنولوجيا تجعل الحياة أسهل، فهي تغني عن المحفظة الإلكترونية لأن الإنسان يستطيع تخزين عددا من بطاقات الإئتمان في موبايله، كما يساهم في تطوير خدمات الزبائن لأن الإنسان حاليا يحتاج إلى بطاقة لكل محل تجاري حتى يثبت أنه عميل مميز، وهذا ساهم في اضمحلال هذه الخدمات، ولكن مع وجود المحفظة الافتراضية على الموبايل يمكن استيعاب كل هذه البطاقات بحيث تعمل إلكترونيا دون الحاجة لتذكر البطاقات التي يحملها الإنسان أو كوبونات التخفيض أو بطاقات خطوط الطيران وغير ذلك.

من جهة أخرى، فالعميل تصبح عنده فاتورة واحدة وهي فاتورة الهاتف سواء كانت مسبقة الدفع أو لاحقة الدفع، وعلى الفاتورة تأتي كل المصاريف ويدفعها الشخص مرة واحدة وينتهي.

هذه المميزات قد لا تبدو مهمة للبنوك والمؤسسات المالية التي يفترض أن تتعاون مع شركات الاتصالات، ولكنها مفيدة جدا لشركات الاتصالات لأن هذا يجعلها جزء من كل المصاريف اليومية في حياة الإنسان، ويضمن لها نسبة من هذه المصاريف، وهي من أجل ذلك تحرص على أن تجعل هذا ممكنا من خلال مميزات عديدة للجمهور تجعلهم يستغنون تدريجيا عن محافظهم وبطاقاتهم.

لكن الأمر ليس سهلا، فحتى الآن لم تتمكن أي دولة أخرى من تطبيقه بشكل واسع، بل هو موجود على نطاق محدود في بعض الدول، وذلك لأن إطلاق هذه الخدمة يحتاج إلى اتفاقيات بين البنوك وشركات بطاقات الإئتمان والبنك المركزي _ أو مؤسسة النقد في حالة السعودية _ وشركات الاتصالات وشركات أجهزة الموبايل وشركات التأمين المالية، وهذه العملية استطاع اليابانيون تنفيذها، واستطاعت بعض الشركات الأمريكية والأوروبية تنفيذها، ولكن ما زالت تحتاج لتطبيق في باقي دول العالم.

النجاح الهائل والسريع للتجربة اليابانية في خلق “المحفظة الافتراضية” كما تسميها شركة دوكومو، عملاق الاتصالات الياباني، هو الذي سيشجع الباقين على تنفيذها، وهناك أفكار أخرى لدمج بطاقات التعريف بالشخصية الرسمية مع الموبايل أيضا، وهذا طبعا يحتاج لتنسيق مع المؤسسات الحكومية، وهو ما يزيد الأمر تعقيدا.

على الأقل يبقى حلما جميلا ألا تحتاج يوما للمحفظة !!

* نشر المقال في صحيفة اليوم السعودية