منذ أن أطلق برنامج “ويندوز فيستا” مطلع العام الماضي، وهو يواجه مشكلات ضخمة حيث جعل أجهزة الكمبيوتر أبطأ وزادت نسبة الـ”كراش” الذي يصيب الكمبيوتر كما كانت هناك مشاكل كثيرة فيما يتعلق بالاتصال بالإنترنت، الأمر الذي ذكر الناس بمشاكل الويندوز القديمة، بعد أن كانت معظم هذه المشاكل قد تم حلها فعلا في نسخة ويندوز XP.
Microsoft من جهتها أطلقت واحدا من أضخم مشاريع تطوير وتسويق البرامج لإصلاح المشكلة، وأحدثت تغييرات هيكلية ضمن الشركة، وبدأت في العمل مع مئات الشركات حول العالم، حيث تؤكد Microsoft دائما أن المشكلة تأتي في غالبها من البرامج والأجهزة غير المتوافقة تماما مع ويندوز فيستا، فبالرغم من أن الدريفرات drivers الخاصة بتلك الأجهزة والبرامج تعمل، إلا أنها تسبب بطئا ومشكلات حادة في أجهزة الكمبيوتر.
الحل كان أن تطور الشركات هذه الدريفرات بحيث لا تسبب مشكلات، ثم إعلان ذلك للجمهور حتى يقوم بتحميل الدريفرات الجديدة.
Microsoft أيضا استثمرت مبالغ هائلة في جهود “التوعية” بميزات “ويندوز فيستا” من خلال إيجاد آلاف من الناس في مختلف محلات البيع والذين يحملون لقب “المعلم الروحي لوندوز” Windows Guru، بالإضافة لإطلاق حملة إعلانية بمئات ملايين الدولارت، حيث يمكن مشاهدة بيل جيتس نفسه في الإعلانات التلفزيونية مع نجم الكوميديا الأمريكية الأول، جيري سينفيلد.
لا أحد يستطيع أن يلوم Microsoft على هذه الجهود لأنها بذلك تحمي أكثر منتج ربحية في التاريخ، حيث بلغت أرباح “ويندوز” العام الماضي وحدها حوالي 13 مليار دولار.
الناس حول العالم لجؤوا لحلول كثيرة، فحوالي 95% من مستخدمي الكمبيوتر في العالم هم زبائن “ويندوز” ومتأثرين بمشكلتها، وكان من تلك الحلول الإصرار على نسخ قديمة أو غير قانونية من ويندوز XP الذي سحبته Microsoft من الأسواق قبل إطلاق “ويندوز فيستا”، كما أقبل الكثيرون في أمريكا وأوروبا على أجهزة Apple Macintosh، والتي لو كان تعريبها جيدا لربما لقيت نفس تسارع الإقبال عليها في العالم العربي.
أحد الحلول الأخرى الاعتماد على الإنترنت في إنجاز الكثير من الأمور التي يحتاجها الشخص، فبدلا من الاعتماد على برامج Word، لجأ كثيرون لمواقع الإنترنت مثل Google التي تقدم خدمات الإيميل وتخزين المعلومات وكتابة نصوص واستخدام برامج المحاسبة وغيرها، وهو الحل الذي يسعد شركات الإنترنت بالطبع لأنه يوجد موارد دخل جديدة.
الطريف أن Microsoft سمت مشروعها الإنقاذي باسم FTP168، والتي تأتي من عبارة Free The People 24*7، أي “حرر الناس 24 ساعة في السبعة أيام”/ ورقم 168 هو حاصل ضرب 24 في 7.
نأمل فعلا أن يتحرر جمهور Microsoft من المشاكل!
* نشر المقال في صحيفة اليوم السعودية