في شهر فبراير من كل عام تلتقي أكثر من ألف شركة متخصصة في الموبايل تحت مظلة مؤتمر ومعرض باسم “Mobile World Congress” في برشلونة في أكبر استعراض سنوي للجديد في عالم الموبايل مع نقاشات عالية المستوى في القضايا ذات العلاقة بهذا المجال.
الحديث عن الموبايل هو حديث عن موضوع مهم لفئات عديدة من المتخصصين لأن الموبايل هو جزء من حياتنا جميعا اليوم، وترتبط به صناعات ناشئة متنوعة.
فيما يلي قائمة بأهم القضايا التي طرحت في المؤتمر، كتبتها بشكل مبسط للقارئ غير المتخصص:
- ما هو مستقبل المنافسة بين مختلف أنظمة الموبايل ؟ هل سيستمر IPhone في تفوقه أم أن أندرويد “جوجل” سيكتسح العالم كما يتوقع الكثيرون ؟ وإلى أين تذهب BlackBerry مع الانحدار الكبير الذي تعانيه ؟ وهل ستستعيد Nokia مكانتها مع Windows ؟ وكيف ستؤثر هذه المنافسة على سوق تطبيقات الموبايل بشكل عام ؟
- كيف ستتعامل شركات الاتصالات مع النمو السريع وغير المتوقع لقوة شركات أجهزة وأنظمة الموبايل ؟ في السابق كانت الأجهزة مجرد أجهزة، ولكنها اليوم تقدم عالما متكاملا معها من التطبيقات بما يقلل من قدرة شركات الاتصالات على المنافسة معها، ويترك الميدان فسيحا لها.
كيف ستحاول شركات الاتصالات الاستفادة من علاقتها المباشرة بالمشتركين وقدرتها على التسويق لهم بشكل فعال وقدرتها على أخذ المال منهم بشكل سهل في الاندماج مع عالم تطبيقات الموبايل بحيث لا ينخفض دخلها، ويكون لها مكان في هذا العالم المتنامي بسرعة مخيفة.
- شركات الاتصالات استفادت من جهة أخرى من إقبال الناس على استخدام خدمات الجيل الثالث أو ما يسمى بـ”الداتا”، والتي يدفع الناس مقابلها مبلغا لا بأس به، ولكن كيف تستطيع شركات الاتصالات تقديم خدمة جيدة دون أن تزيد من تكاليفها وبما يحقق لها أكبر قدر من الأرباح ؟ بعض الشركات التقنية طرحت حلولا تحجب بعض المواقع التي تكلف حجما أكبر من الكيلوبايتات، بحيث يمكن لشركات الاتصالات تخصيص الاشتراك فيها لمن يدفع أكثر، وشركات أخرى طرحت حلولا تجعل الإنترنت أبطأ على المستخدم بعد أن يصل إلى حد معين من استهلاك الداتا، وشركات أخرى تراهن على الجيل الرابع LTE في حل المشكلة.
- الجيل الرابع كان جزءا كبيرا من أحاديث برشلونة، فهناك بطء كبير في الاستثمار في الجيل الرابع، وإذا كان عدد من شركات الاتصالات في العالم العربي قد أعلنت عن إطلاقها لخدمات الجيل الرابع فإنها جميعا، شأنها كشأن شركات كثيرة حول العالم، لم تفعل تلك الخدمات بشكل حقيقي، ولم توجدها إلا في مناطق محدودة؛ لماذا كل هذا البطء ؟ وما هي الحلول ؟.
- واحد من الأمور التقنية المثيرة التي كانت محل نقاش موسع هو الاتصال عبر شبكة الإنترنت VoIP، فانتشار هذه الخدمات يهدد خدمات شركات الاتصالات بشكل كبير ويقلل من دخلها بسرعة، فما هو الحل وما الاستراتيجية الصحيحة لعلاج المشكلة بحيث يحقق الجميع أرباحه دون أن يضر بالآخرين ؟ هذه المشكلة تبدو أكبر مع خدمات الجيل الرابع لأن الـVoIP عبر الجيل الرابع أقوى وذي إمكانات جبارة وسيجعل الاتصال بالموبايل بالطريقة العادية أقل إغراء للجمهور.
- ومع انتشار الشبكات الاجتماعية، هناك تحديات، منها انخفاض دخل الـSMS والتأثير على خدمات القيمة المضافة، فكيف يمكن لشركات الاتصالات معالجة هذه التحديات ؟
- هناك أيضا مشكلة الخصوصية التي ظهرت فجأة وتتسارع قوانينها في عدد من أجزاء العالم، وهي المشكلة التي تواجه شركات الأجهزة وشركات تطبيقات الموبايل بشكل خاص، وطرحت هذه المشكلة عددا كبيرا من الأسئلة وخاصة أن الحصول على معلومات الجمهور جزء أساسي من نجاح هذه الشركات في تسويق منتجاتها وكسب جمهورها.
- التسوق عبر الموبايل كما هو واضح مقبل على ثورة، وهناك تطورات مميزة في ارتباط التسوق بالمكان واحتياجات الجمهور واستخدام الموبايل كوسيلة للدفع، وهناك إشكاليات كثيرة مرتبطة بالموضوع.
- المحتوى يبقى قضية كبرى، ولكن لا جديد فيها هذا العام، فالتساؤلات هي نفسها، وقدرة قطاع الموبايل على فهم كيفية استخدام المحتوى الإعلامي والترفيهي لإثراء خدماته بشكل ذكي لم تتطور كما يبدو.
- وأخيرا كيف تستطيع شركات الاتصالات الحفاظ على عملائها أو اكتساب عملاء جدد ؟
هذا سؤال قديم، ولكن كل عام هناك أفكار جديدة، وهذا العام هناك فكرة جديدة عن الاستفادة من دروس نجاح عالم ألعاب الفيديو.