حرب المستقبل تعتمد على أشعة الليزر والموجات الكهربائية!

من قسم الثورة الرقمية
الجمعة 15 يناير 1999|

يبدو أن سلاح المستقبل قد بدأ يدخل عالم الحاضر ليصبح رعبا جديدا يتطلب استراتيجيات دفاعية مختلفة تماما عن الطرق التقليدية في بناء الجيوش وإطلاق الصواريخ.

في الأسبوع الماضي، استضافت لجنة خدمات القوات المسلحة بالكونجرس الأمريكي، ضابطا من البحرية الأمريكية، والذي أدلى بشهادة تركت الجميع في ذهول مما يمكن أن يحدث لو انتشر هذا النوع من الأسلحة، وهي الشهادة الرسمية الأولى من نوعها التي توثق ما تواردته عدد من الكتب الأمريكية الحديثة حول ما يسمى بـ«حرب الطاقة»، أو «الاكتساح الإلكتروني».

قصة ضابط الاستخبارات بالبحرية الأمريكية، جاك دالي، التي رواها للكونجرس الأمريكي، بدأت في عام 1997، حين أرسلته استخبارات البحرية الأمريكية لتصوير سفينة روسية اسمها «كابيتان مان»، والتي كانت متوقفة على سواحل الحدود الشمالية الغربية لأمريكا بالقرب من ولاية واشنطن، وذلك لأن كان من المشتبه أنها تقوم بمراقبة الغواصات الأمريكية الحربية.

دالي، خرج في هيلوكبتر تابع للبحرية الأمريكية ليلتقط 30 صورة للسفينة، ليعود بعد ذلك هو وقائد الهيلوكبتر إلى القاعدة.

بعد أن وصل الإثنان بقليل بدؤوا يشعرون بصداع شديد وباهتزاز في الرؤية وألم قوي في العينين.

لم يعرف أحد السبب حتى تم إنتاج الصور المأخوذة بأفضل تقنيات الجيش الأمريكي، والتي تبين أن السفينة كانت تطلق شعاعا من الليزر على الهيلوكبتر أثناء تصوير السفينة.

لما فحص الأطباء جاك دالي، قال له الطبيب: «لا أعرف ماحدث لك، لم أر في حياتي شيئا مثل ذلك من قبل».

الفحص الطبي أثبت أن عيني دالي، قد أصيبت بحرق وقد يكون في طريقه للعمى.

فيما بعد اكتشف أن هذا الحرق والذي يسبب آلما مستمرا لدالي، وقائد الهيلوكبتر، لم يمكن علاجه حتى الآن، ينتج فقط عن إطلاق أشعة الليزر ذات تردد عالي وموجات قصيرة نحو هدف معين والذي قد يكون على بعد عشرات الكيلومترات.

القصة نفسها تكررت مع سائق هيلوكبتر أمريكي آخر، ومرافق له، ولكن هذه المرة في البوسنة في شهر نوفمبر الماضي.

وزارة الدفاع الأمريكية أكدت إن عيونهم أحرقت بأشعة الليزر، لكنها لم تؤكد فيما إذا كانت الحادثتان مترابطتين.

دالي، قال بأنه تحدث مع المصابين في هذه الحادثة ووجد أن ما حدث لهم متطابق تماما مع ما حدث له شخصيا، ضوء أحمر وسطه أبيض ينطلق نحو العين.

بعد هذا الهجوم وزعت القوات الأمريكية على جنودها في البوسنة نظارات مصممة خصصيصا لحماية أعينهم من هذا النوع من الأشعة.

الجيش الأمريكي صرح رسميا أن هناك أبحاث مستمرة لاستخدام أشعة الليزر لتأسيس نظام لمقاومة الصواريخ، هذه الأشعة حسب هذه التصريحات يمكنها أن تقسم طائرة كاملة في الجو، إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية تؤكد أنها لن تسمح بتطوير أشعة الليزر التي تطلق على الأفراد فتصيبهم بالعمى أو التلف السرطاني لأن ذلك مخالف للقانون الدولي.

ويوجد حاليا استخدامات عديدة لأشعة الليزر يوجد منها إرشاد «القنابل الذكية»، وقياس المسافات ومهام أخرى لاتدخل في الحرب المباشرة.

حرب الطاقة أو الاكتساح الإلكتروني، له وجه آخر أكثر إرعابا وخاصة للدول المتقدمة.

نتيجة هذه الحرب في مدينة يهاجمها من يملك هذا السلاح أن تتوقف الهواتف عن العمل، أن تصدم القطارات، تنقطع الكهرباء، تتوقف كمبيوترات المطارات، تصطدم السيارات الموجهة عبر الأقمار الصناعية، ببساطة تتوقف كل أجهزة التكنولوجيا عن العمل مسببة كل ما يمكن من المصائب دون أن يعرف أحد السبب.

هذا يمكن أن يحدث باستخدام أشعة كهرومغناطيسية ذات موجات طويلة وتردد منخفض، توجه نحو أي جهاز أو شبكة كمبيوتر بما يكفي لإحراق الكمبيوتر من الداخل دون أن تظهر أي آثار لذلك من الخارج.

النتيجة كما هو متوقع إمكانية تدمير الكمبيوترات الحيوية وما ينتج عن ذلك من مشاكل دون أن يلاحظ أحد السبب في الوقت المناسب.

أحد مستشاري الجيش الأمريكي، قال في حديث صحفي لمحطة تلفزيونية أمريكية، بأن إنتاج الأجهزة التي تنتج موجات الراديو هذه أصبح سهلا وغير مكلف ويمكن عمله من خلال مواد متوفرة لعموم الناس في الأسواق.

حسب تجربة قام بها هذا الضابط على شاشة التلفزيون، أمكن له تدمير جهازي كمبيوتر بالكامل خلال ثلاث ثواني دون أن يبدو لأحد أي أثر على الأجهزة نفسها.

في ثوان أخرى أمكن للضابط تدمير جهاز طبي معقد لتشغيل القلب، وكمبيوتر سيارة حديثة.

في حال تسليط نسب أقل من الأشعة يضطرب عمل الأجهزة بسبب فقدانها لبعض محتوياتها لترتكب أخطاء غير متوقعة.

الأسوأ من ذلك أن هذا يمكن أن يحدث من على مسافات بعيدة نسبيا، لتتدمر بذلك الأجهزة دون أن يلاحظ أحد الفاعل.

هناك شواهد من خلال اعترافات ضباط روسيين سابقين في المخابرات الروسية، أن الاتحاد السوفييتي قد استعمل في السابق هذه الأجهزة، وبالذات حين أحدث السوفييت في الثمانينات الميلادية، حريقا في السفارة الأمريكية في موسكو باستعمال هذه الأجهزة، ثم أرسلوا رجال الإطفاء والذين كانوا من المخابرات الروسية لزرع وسائل تجسس داخل السفارة.

من الثابت أنه بعد سقوط الاتحاد السوفييتي تمكن بعض رجال المافيا في روسيا من الاستيلاء على بعض هذه الأسلحة، واستطاعوا من خلالها سرقة عدة بنوك ببساطة من خلال تعطيل أجهزة الإنذار والحراسة الإلكترونية.

إحدى شركات السلاح الأمريكية أنتجت سلاحا لم يتم اعتماد تداوله بعد، يقوم على إنتاج موجات صوتية إذا تسلطت على الأجساد البشرية تسبب نشاطا سرطانيا في الأعضاء الداخلية للمصاب.

السويد قالت في تقرير مشابه، أنها استطاعت تطوير أشعة كهرومغناطيسية من هذا النوع أمكنها تفجير سيارة بالكامل مع على بعد حوالي كيلومتر.

«المختبر الوطني» التابع للجيش الأمريكي والمسؤول عن أكثر التطويرات التقنية تعقيدا وسرية لأسلحة الجيش الأمريكي، أعلن على موقعه على الإنترنت عن قبوله لعروض اختراعات في مجال «حرب الطاقة المباشرة»، والتي تشمل الاستخدامات العسكرية لأشعة الليزر، أشعة الميكرويف، والأشعة الذرية، على أن لاتزيد فترة التجارب اللازمة للمشروع عن عامين.

أمريكا تدرس حاليا تقرير إجراء لحماية أجهزة الكمبيوتر من الأشعة الكهرومغناطيسية، وخاصة الحيوية منها، وذلك من خلال تغطية أسلاكها وصفائح السيليكون فيها بعازل معدني من نوع معين، وذلك للتأكد من تحجيم هذه المشكلة والتي جاءت للعالم مع تطور التقنية الحديثة.

ويجدر بالذكر أن الظهور الأول لمصطلحات «حرب الطاقة» و«الحرب الكهربائية»، كان في مؤتمر نظمه الجيش الأمريكي في عام 1995، والذي حددت فيه بعض السياسات المتعلقة بهذا الشأن ورسمت فيه العلاقة بين الجيش والمصانع الراغبة في تقديم مخترعات في هذا المجال.