سألتني عن الحب والأشواق..

من قسم منوعات
الأحد 23 ديسمبر 2007|

سألتني عن الحب ما معناه، وهل أحبها وأنا من أخبرتها يوما بأنني لا أؤمن بالحب، وسألتني هل أشتاق..

فأجبتها:

لم أقل يوما أنني لا أؤمن بالحب، ولكنني قلت بأنني أؤمن بثقة أن الحب أمر نادر جدا وليس شعورا مشاعا يملكه كل إنسان ويلعب به متى شاء مع من يشاء.

رأيت في عينيك يومها شعورا باليأس وكأنني أضع الحب في صندوق بلا مفتاح..

الحب يا صديقتي هو قرار عميق تصاحبه قناعة عمياء بالحاجة للاتحاد الأبدي مع الإنسان الآخر.

هناك درجات من الحب طبعا بين من يريد الاتحاد الأبدي وبين درجات أقل ترضى بنتائج أقل من ذلك مثل الزواج أو اللقاء اليومي أو حتى مكالمة هاتف بين الحين والآخر !

أما الشوق فهو أمر مختلف تماما..

الشوق هو الرغبة التي تنتاب الإنسان عندما يحس أنه يحتاج للتواصل مع شخص معين يسيطر على خياله.

قد يكون الشوق جارفا قويا فتكون الرغبة جبارة تجعل الحياة جحيما إن لم يتوفر اللقاء وقد تكون أقل من ذلك، وكذلك نوع التواصل درجات ققد لا يطفئ الشوق إلا الاتحاد الروحي والجسدي، وقد يطفئه مكالمة هاتف..

* * * * *

لن أخبرك بما أشعر عندما أشتاق وفي أي الدرجات هو، ولكنني أحب أن أجيب على سؤالك لماذا أشتاق لك..

لك روح رائعة تهيم من حولي وتجعلني أضحك وأمرح وأفكر وأتأمل..

عندما تبتعدين تبدأ بقايا الروح الرائعة تتلاشى وأحس أنني أريد القبض عليها حتى لا تذهب بعيدا، ولا تتركني وحيدا متعبا، تماما كما تشعر الصحراء عندما تحاول القبض على السراب حتى لا يذهب ويتركها جافة قاحلة بلا معنى ..

أعرف أنه مع الزمن سأخسر هذه الحالة العذبة ولكنني أحاول أن أقاوم ذلك كما يحاول كل الناس مقاومة اضمحلال الشباب واختفاء الشعر الأسود من الرأس..

كل من يحب يشتاق، لأن الحبيب بدون حبيبه لا معنى له، ولكن ليس كل من يشتاق يحب، لأن الحاجة للآخر قد تكون حالة طارئة..

أعرف يقينا أنني أشتاق إليك ..!

نظرت إلي بمكر حتى لا أهرب منها بين الشوق والحب وسألتني: هل تؤمن بالحب من النظرة الأولى؟

تغلبتني حالة المكر نفسها وقلت: “الحب لا يكون إلا من النظرة الأولى” .. رأيت عيناها الجميلتين تشعشع بالفرح كأجمل العيون في الدنيا..

ثم أكملت مبتسما: ولكن الحبيب لا يعرف أنه قد وقع في الحب إلا بعد معارك مع القلب والعقل والذات.. قد يستهلك هذا وقتا طويلا.

بدى عليها الإرهاق والانزعاج.. هالني ذلك كثيرا، وشعرت بالذنب، ثم أطرقت حزينا وقلت لنفسي:

هل أحبها حقا أم أنني مجرد مشتاق؟!

* نشر في مجلة المرأة اليوم الإماراتية