للعزوبية “طعم” جميل وخاص وفيها الكثير من “البهارات” التي لا ينالها من “يتذوق” الحياة الزوجية، لكن أمرا واحدا يضايق العزاب ويدفعهم للزواج جماعات وأفرادا مضحين بكل ميزات حياتهم الحرة الخالية من المسؤوليات الثقيلة على القلب وهذا الأمر هو مشكلتهم مع الطبخ.
فالأمر المعروف الذي ثبت عبر القرون أن الطبخ موهبة تنقاد بسهولة للنساء _ رغم أن أشهر طباخي العالم من الرجال _ وهي تصعب دائما على الرجال من أمثالي، وأقول أنه بعد محاولات كثيرة فاشلة مع إعداد البيض المقلي ومحاولة الاعتماد على سندوتشات زبدة الفول السوداني قررت الزواج والاعتماد على المرأة التي يفترض أن تصل إلى قلبي عن طريق معدتي!!.
لكن هذا كان في السابق والعالم في طريقه الآن للتغير وسيصبح بإمكان العزاب الكرام الاستغناء عن أيدي النساء _ وما يليه ذلك من إزعاج ألسنتهن _ والاعتماد على التكنولوجيا في تحضير ألذ الطبخات التي تعجز “أقبح” النساء _ هل رأيتم امرأة جميلة تجيد الطبخ؟ _ عن تجهيزها وفي وقت قياسي أيضا.
إنه الفرن الإلكتروني الجديد الذي تعمل عدد من الشركات الأمريكية على تحضيره ثم “رميه” في الأسواق وتحقيق الأرباح الخيالية طبعا.
هذا الفرن الإلكتروني مزود بقاعدة معلوماتية ضخمة من وصفات الطبخ المتنوعة والشهية والتي “تمخمخ” العقول وتطرب لها القلوب، وما أن تختار أكلتك الشهية فإن الكمبيوتر سيحدد لك المقادير المطلوبة وكل ما عليك هو أن تسرع للسوبر ماركت وتحضرها _ أو أن ترسل أخينا البواب أطال الله بقاءه _ ثم “تلقمها” للفرن الإلكتروني وتضغط enter والفرن سيقوم بطبخ الأكلة على آخر طراز وتصبح جاهزة “للالتهام” بالكمية التي حددتها.
أكثر من ذلك، هذا الفرن سيكون مربوطا بشبكة الإنترنت، بحيث يمكن للشركة التي تزودك بالخدمة أن تضيف المزيد من الأكلات، كما يمكنها أن تجيب على أسئلتك مباشرة من خلال لوحة مفاتيح وشاشة ضوئية ملحقة بالفرن في حال “تلخبطت” ولم تعرف كيف تحل مشكلة عدم وجود “سكر بني” في السوبرماركت وتريد معرفة ما إذا كان يمكنك وضع “سكر أبيض” بدلا منه.
أضف لذلك كله، أن الفرن الإلكتروني فيه روح الوفاء، فأنت تحدد له زمن الطبخ وتبرمجه على ذلك بحيث ينتهي لحظة فتحك للباب قادما من العمل ورميك للشماغ على أقرب كرسي.
كل هذا يأتيك بدون مصروف شهري وفساتين غالية ومشكلات صحية وأخرى اجتماعية وطلبات غير مفهومة اللغة والمنطق.
نصيحتي كعزوبي سابق للإخوة العزاب أنه يا رعاكم الله إذا كان الزواج أمنيتكم لأنه لم يبق في الإمكان العيش على الجبن والزيتون، فالزموا الصبر لبعض الوقت و”مشوا” أنفسكم بالهمبرجر والبيتزا إلى أن تأتي شركة “ويستنكهاوس” الأمريكية بالفرن العجيب.
إما الإخوة المتزوجين عظم الله أجرهم فأقول إذا جاء الفرن فأحضروه فورا للبيت وجربوه لمدة شهر.
ملاحظة: لابد من الصبر حينها على فراغ الزوجة، وبعدها .. أعيدوا حساباتكم!!!
* نشر المقال في جريدة الاقتصادية السعودية