بعض الذين تحولوا للإسلام وخاصة من الأمريكيين السود يشيرون أنهم سمعوا للمرة الأولى عن الإسلام من خلال أغاني الراب الأمريكية.
مستمعو أغاني الراب الأمريكية يفاجئون أحيانا بسماع كلمة «الله» بالعربية، أو أن أسماء المغنين إسلامية أو أن سيرهم الذاتية تشير لأنهم مسلمين.
الحقائق تشير أن عددا كبيرا من أشهر مغني الراب الأمريكيين يشيرون لأنفسهم أنهم مسلمين بالرغم من أن الكثير من أغانيهم لاتختلف في مضمونها وتصويرها الخارج عن كل القيم الإسلامية الأساسية عن أغاني الراب الأخرى، لكن هل هؤلاء المغنين مسلمون بالفعل؟.
«إن الأغاني والموسيقى لم تكن قط وسيلة للدعوة إلى الله»، هذا ما يقوله الداعية الأفروأمريكي المسلم المعروف، داود أديب، في تعليقه على مثل هذه الظاهرة والذي يتوافق مع الراجح عند جمهور العلماء من حكم الموسيقى، وإن كان هذا على إجماع العلماء لا يخرج من الملة.
هذا التقرير هو مجرد محاولة معلوماتية لرصد أبعاد ظاهرة مجهولة حتى لدى الكثيرين من المسلمين من أبناء المجتمع الأمريكي.
لابد أن ندرك أولا أن معظم مغني الراب الأمريكيين من السود أو كما يسمون أنفسهم «أفروأمريكيين»، وهناك في الأصل نسبة لا بأس بها من الأفروأمريكيين من المسلمين يتوزعون أساسا تحت جماعتين:
- جماعة وارث الدين محمد وهي جماعة سنية.
- و«أمة الإسلام» تحت قيادة لويس فرخان، ولهذه الجماعة انحرافات خطيرة جدا منها إيمانهم أن الله قد حل في جسد رجل أسود اسمه، والاس د. فارد محمد، وأن الله عز وجل هو رب أسود للسود فقط، وأن أليجا محمد، هو رسول الله، بالإضافة لرفض الإيمان بالملائكة والغيبيات والبعث، واعتبار أن البعث سيكون عقليا للسود فقط، واعتبار أن الصلاة عبارة عن قراءة للفاتحة مع التوجة لمكة واستحضار صورة «فارد» في الذهن خمس مرات يوميا، وجعل صيام ديسمبر بدلا من رمضان، وجعل الزكاة دفع عشر الدخل للحركة، واعتبار الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، رسولا من عند «فارد» هذا وأنه كقدوة انتهى دوره وأصبح القدوة «أليجا محمد»، ويقال أحيانا أن القرآن والإنجيل من كتابة علماء السود، وهذه المبادئ كلها من وضع «أليجا محمد»، والذي انقلب عليه ابنه، وارث الدين محمد، زعيم الجماعة بعد وفاته حيث أعلن التزام مذهب أهل السنة والجماعة، كما انقلب عليه مالكوم إكس، الذي أسس جماعة «أهل السنة»، في حين انشق عنهم لويس فرخان، وأعلن استمرار «أمة الإسلام» بزعامته.
نشأت أغاني الراب في أحياء الأمريكين السود في نيويورك في أواخر الستينات الميلادية، واقتبست لحد ما من الموسيقى الأفريقية التي تعرف بارتفاع الصوت والسرعة والنصوص الطويلة، والتي كثيرا ماتكون على شكل قصة، ثم انتشرت بعد ذلك عدد كبير من مغني الراب السود يسمون أنفسهم بـ«مسلمين»، وهم في الحقيقة ينتمون لمجموعة ذات أفكار كفرية عجيبة.
الاسم الرسمي لهذه المجموعة هو «أمة الألهة والأراضي»، وتعرف شعبيا بمجموعة «خمسة بالمائة (5%)» وقد أسسها رجل سمى نفسه الله الأب أكا، (سبحان الله عما يفترون)، وكانت الفكرة قد بدأت تختمر في رأسه في عام 1964 وعامها أسس مركزا لحركته ثم قتل في نفس العام.
أفكار هذه المجموعة هي أفكار متطرفة ضمن الإطار العام لجماعة «أمة الإسلام» التي يرأسها لويس فرخان، والتي تبدأ من تقديس السود وتفضيلهم على غيرهم من الأجناس وما يتبع ذلك من أفكار.
اسم المجموعة جاء من نظرية أليجا محمد، الشخص الذي أسس أصول «أمة الإسلام» في النصف الأول من هذا القرن الميلادي، وأدعى بعدها النبوة والتي تقول بأن المسلمين السود والذين يشكلون (5%) من الناس عليهم أن يعلموا ويقودوا الأغلبية العمياء (85%) والمضطهدين من «البيض الأشرار» (10%).
هذه المجموعة تكونت في أوائل التسعينات كمنظمة ذات أفكار سياسية لمغني الراب الشباب في نيويورك بأيدلوجية متطرفة تقوم علي أساس عظمة الجنس الأسود والانفصالية عن عموم المجتمع الأمريكي.
وبرز هؤلاء للضوء في عام 1990، عندما حظرت قناة MTV، أبرز قناة أغاني أمريكية، أغنية لهم اسمها «استيقظ» والتي تسيئ لرجال الأعمال البيض، ثم مرة أخرى عام 1993، حيث حظرت أغنية «بالله نحن نثق».
في نفس العام بدأت محاكمة أحد أفراد المجموعة واسمه الأصلي «جرين» والشعبي «الرب يو الله» بتهمة قتل والد مايكل جوردان، أشهر لاعبي السلة في العالم، وعرضت في المحاكمة لقطات من شريط فيديو يرقص فيه جرين، مع أصدقائه على أغاني الراب، وأدعى في المحاكمة أن هذه من طقوس ديانة الإسلام وكانت فرصة لا تعوض للإعلام الأمريكي لكتابة تلميحات معينة ضد الإسلام.
في كتاب صدر عام 1992 ونال توزيعا واسعا وسط الجالية الأفروأمريكية كتبه إس إي سوزار، أحد أعضاء المجموعة يحاول فيه الإثبات من خلال شواهد علمية وتاريخية أن موسى والمسيح عيسى بن مريم ومحمد صلى الله عليهم جميعا وسلم كانو سودا وكذلك خمسة من رؤساء أمريكا وعدد هائل من المخترعين والعلماء وأن كل الحضارات بدأت برجال سود بما فيها الحضارة الفرعونية والسامرائية والبابلية والصينية والهندية والأوربية والأمريكية “الهنود الحمر” القديمة “قبل الميلاد” والحضارات الأفريقية بالطبع، الأمر الذي أبرز المجموعة وسط الجالية الأفروأمريكية.
الأهداف الرسمية للخمسة بالمائة التي يسعون لتحقيقها ثلاثة هي:
- الشعور الوطني بأصلهم المميز، فنحن أول الناس وجودا في هذا العالم وكل الباقين جاءوا منا، نريد الشعور الوطني بالتاريخ والثقافة الفريدة للسود ومشاركتنا التي لاتعادلها مشاركة في بناء حضارات العالم بما أننا آباء الحضارة.
- السيطرة على المنظمات التعليمية والاقتصادية والسياسية والإعلامية في جاليتنا لنثبت بعدها للعالم عظمة ثقافتنا.
- السلام القائم على غياب الفوضى ووجود القانون، ولأن أساس ديننا الإسلام هو السلام فلذا فسنسعى لتحقيق السلام في جالياتنا وأمتنا وفي العالم.
ولذا فهذه المجموعة معروفة بنشاطها القوي لصالح الأقلية السوداء في أمريكا وخاصة المساجين منهم، مما أدى لقرار إدارات السجون بنيويورك وسوث كارولينا وأوهايو ونيوجرسي بمنع دخول مطبوعاتهم للسجون وكذلك حمل شعاراتهم أو وضعها على الملابس على اعتبار أن الخمسة بالمائة هي عصابة ينطبق عليها قانون العصابات التي تحارب الإدارات تكونها في السجون، إلا أن المجموعة تحاول تحدي هذا القرار وتهريب المطبوعات للداخل كما تتابع دعوى ضد إدارة السجون في المحكمة الفدرالية لشمال نيويورك على أساس أن المجموعة حاصلة على تصريح رسمي بكونها منظمة غير ربحية، ويرأس مثل هذا النوع من النشاط واحد من أهم شخصيات المجموعة واسمه كينج بورن الله، أو «الملك الوليد الله»!!
لهذه المجموعة مدرسة في الشارع السابع بحي هارلم بمدنية نيويورك _ والذي تسكنه أغلبية من الأمريكيين السود _ اسمها «مدرسة الله في مكة»، وخرجت هذه المدرسة للضوء بعد أن بدأ أصحابها حملة لجمع التبرعات لشراء مبنى المدرسة “بعد أن استأجروه من العمدة لمدة 29 سنة مقابل دولار واحد سنويا على أساس أنهم سيقدمون خدمات للشباب في الحي”، ويتبع هذه المدرسة «مركز شباب الله في مكة» والذي يعتبر مركزا أساسيا لهذه المجموعة “تعرف ذلك من كون معظم عناوين المراسلات مع أفراد هذه المجموعة على عنوان هذا المركز”، كما أن معظم أفراد هذه المجموعة ينتمون لحي هارلم وهو من الأحياء المعروفة بارتفاع نسبة الجريمة فيها على مستوى أمريكا كلها.
بل إن حي هارلم، هو أرض الحج الخاصة بهؤلاء، وهم يدعون أن الحج من اختراع المصريين القدماء “استنادا على حجة مضحكة: المصريين كانوا يرسلون الكرنك كل عام إلى مكة، وزعيم الجماعة قال بأنه قرأ كيف كانوا يفعلون في الحج فوجده قريبا جدا من حج المسلمين، والمعروف أن مثل هذه الرحلات كانت في وقت العثمانيين وليس الفراعنة”، ثم سرقه اليهود والنصارى منهم ثم سرقه المسلمون منهم، ولذا فقد قرروا تحويل مكة وأرض الحج لحي هارلم بنيويورك.
شعار هذه المجموعة هو دائرة تحمل كلمة «بسم الله» وفي الوسط نجمة ثمانية مرسومة على شكل صليب وفي وسطها هلال ونجمة، وعلى الهلال مرسوم رقم 7 باللغة الإنجليزية والذي يمثل رقم الشارع الذي يشغله مركزهم بهارلم، وكل الشوراع المتقاطعة مع هذا الشارع أعاد هؤلاء تسميتها فهناك شارع الله وشار ع المعرفة وشارع حكمة الله.
ويدعون أن هذا الشعار هو «العلم العالمي للإسلام» وصممه شخص يسمي نفسه «شامجاود الله العالمي»!!.
وللمجموعة كتاب ضخم يضم عدة مقالات «تفلسف» دعوى ادعاء أن كل فرد هو «الله» وفلسفة مفهوم «الجهاد الأسود» وغيرها من «الخرافات».
أحد المقالات كتبها شخص يدعى «الله الرشيد» _ سبحان الله تعالى عن هذه التسميات الشركية علوا كبيرا _ فيها 9 مواد تمثل «الفهم العظيم»، تقول الأولى منها: «الله ليس روحا، الله هو الرجل الأسود من آسيا، عندما جاء لم يأت كروح بل كرجل آسيوي، الله خالد ليس له بداية ولانهاية، هو دائما هنا، الوجود بالنسبة له كذبة، بداية الكون كانت بالشمس، والشمس أوجدت الكواكب، والكواكب أوجدت الأقمار» وقس على ذلك.
أيضا في الكتاب مقالة كتبها «الرب الرحيم الله الودود» _ سبحان الله عما يفترون _ يقول بأننا لسنا مسلمين على طريقة المسلمين الآخرين الموجودين في أمريكا، المسلمون «يسلمون» أنفسهم لله ويؤدون الفرائض، «الرجل الأسود هونفسه الله يسلم له الناس وهو لايسلم لأحد».
ويضيف الله والإسلام كلمات عربية من حق كل واحد استعمالها، الإسلام تعني السلام واستعملها المسلمون ونحن نستعملها بطريقتنا.
زعيم الجماعة الحالي اسمه بورن الله، أو وليد الله، _ تعالى الله سبحانه _ وهو مسجون منذ 25 عاما في إحدى سجون نيويورك.
في مقالة له كتبها من السجن وتوزعها المجموعة يعلن فيها أنه مظلوم، يقول بأن والده مؤسس الجماعة (الله الأب) قتل في مركز قمار على يد عصابة في حي هارلم هو ومعاونه الأول «الله الفاطر»، مدعيا أن «الله الفاطر» هذا _ هكذا اسمه كما النطق العربي ويشرحون إسمه بالإنجليزية بأن معناه خالق الكون _ حلقت روحه حول المكان لفترة بعد قتله حتى أن دموعه نزلت بعد وفاته، وفي عام 1971 اشتبك «وليد الله» مع أحد العصابات وقتل أحدهم، وسجن بعدها إلى يومنا هذا.
مع ذلك فهو يحتفظ حتى الأن بالزعامة، ويبذل أفراده حملة سياسية للإفراج عنه، وهو أثناء هذا الوقت حصل على شهادتين جامعيتين ودرس في عدد من المعاهد وتحصل على عدد من شهادات الخبرة العملية وكتب عدة كتب حصلت بعضها على جوائز عامة.
أحد أفراد المجموعة البارزين من مغني الراب اسمه ضمن المجموعة «رب المعرفة» يقول: «لأنني رجل أسود من آسيا فأنا رجل عظيم أجلس في مكان أعلى من معادلة الخير والشر التي يندمج فيها البشر العاديين، سمينا أنفسنا بالآلهة لأننا الأصليين حيث جاء كل البشر والحضارات منا، وسمينا نساءنا بالأراضي لأنهن أصل الحياة كما أن الأرض أصل الحياة».
نسبة قليلة من أفراد هذه الجماعة ممن يؤمنون بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم، إلا أن هؤلاء بالطبع من أتباع «أمة الإسلام» ويؤمنون بالله على طريقته، وبعضهم وقعوا في دعوة منحرفة أخرى هي دعوة «رشاد خليفة» الكيميائي المصري الذي اكتشف في القرآن الكريم معادلات رقمية رياضية تدور حول الرقم 19، وتطور هذا الاكتشاف لينكر كل السنة النبوية ويدعي النبوة بعد ذلك وذلك كله بعد هجرته لأمريكا “رشاد خليفة أسس مسجدا في ولاية أريزونا ما زال قائما على أساس دعوته إلى يومنا هذا، وكان رشاد قد قتل على يد مجموعة من السود السنة”، ولهذه الجماعة نفوذ يتنامى بين المسلمين الأمريكيين بسبب جهلهم وجاذبية دعوته التي تبدو وكأنها مرتبطة بالعلم والمنطق ولأسباب أخرى ليس هذا محلها.
مصدر تابع للمجموعة أرسل لي قائمة بمغني الراب التابعين لهم وعددهم 63 شخصا ومنهم «بلاك مون» (القمر الأسود)، فرقة دارك بويتس «الشعراء ذو اللون الغامق»، فرقة «جاد سكواد» (زمرة الله)، فرقة «قادة المدرسة الجديدة»، «لوردس فيانسي» (خطيبة الرب) _ تعالى الله وعز وجل عما يقولون _ «ناس» أبرز ثلاثة مغني راب في أمريكا على الإطلاق وأكثر من تحمل أغانيه لفظ الجلالة «الله» بالعربية، وأصل اسمه من «ناصر»، فرقة «شعراء الظلام»، «الملكة لطيفة» (من أشهر مغنيات الراب في أمريكا ومن نجوم الأفلام الكوميدية الأمريكية)، «سن رايسر» ومعناها الذي يجعل الشمس تشرق.
معظم هؤلاء منضمون للنوادي الماسونية في نيويورك، وقد يكون لهذا أبعاد كتلك التي نراها في كل مكان تضع فيه الماسونية أصابعها.
قراءة أسماء الأعضاء الأخرى _ من غير المغنين _ مثيرة للألم والاشمئزاز ولايملك الإنسان معها إلا تسبيح الله عز وجل، فجميع الأسماء هي مقتبسة من أسماء الله عز وجل وصفاته العليا بالإضافة لأسماء غريبة مثل «المسيح عيسى الأسود»، «جهاد الله»، «الله الشمس».
هناك مجموعة صغيرة خارج «الخمسة بالمائة» اسمها الشعبي «الأنصار» “بالنطق العربي نفسه”، واسمها الرسمي «قوة الأنبياء الإسلامية العبرية» وتضم 9 من مغني الراب “غير المشهورين” وقد ساعد كل هؤلاء بدخول توزيع موسيقي معين للموسيقى الأمريكية اسمه «بوب مسلم» يوجد على أشرطة الراب التي تحمل هذا التوزيع حتى لو كان أصحابها غير مسلمين.
بعض مغني الراب الأمريكيين يحمل اسما مسلما وينتمي لأسرة مسلمة لكن أحدا لايدري إن كان مسلما بالفعل أولا لكونه لم يصرح بذلك أبدا ولم ينتسب لأي مجموعة من مجموعات الأفروأمريكيين المرتبطة باسم «الإسلام»، ومن أمثلة هؤلاء المغنية “عالية” والتي حصلت على عدد من جوائز الموسيقى الكبرى في أمريكا وقتلت شابة صغيرة في حادث طائرة العام الماضي، وكذلك مغني من أبرز مغني الراب اسمه «أكينيلي» والمشهور بأغانيه الجنسية والذي أخذ منحى هابطا جدا في أغانيه بعد عام 1992 وذلك حسب قوله لجمع المزيد من المال.
«كاني» هو مغن مشهور أيضا، يقول البعض أنه من أصل أثيوبي، وأغنيته «كلمة للأرض الأم» فيها تلميحات إسلامية، وما عدا ذلك فأغانيه جنسية هابطة جدا وهو صاحب لقب «قاتل السيدات»، بالإضافة لـ«كيزياه جونس» والذي يحمل لقب «أكثر المغنين موهبة في تاريخ أغاني الروك آند رول»، والذي هاجر من نيجريا تاركا والده المسلم والذي قال عنه جونس بأنه اضطر لكسر قلب والديه حتى يدخل عالم الغناء.
سئل هذا المغني: هل أنت مسلم؟ قال «تقريبا»!!
فرقة (لاست بيوتس) «آخر الشعراء» كل أفرادها ماعدا واحد من المسلمين، ومن أفرادها عمر بن حسان، وأميري بركة، ولهذه الفرقة مركز في نيويورك تقدم فيه أغانيها يوميا إلا أن احد أعضائها الذي حدثته لايذكر أن في أغانيهم أي تلميحات إسلامية سوى مجموعة كبيرة من الأغاني عن مالكوم إكس، وأن كانت أغانيهم مليئة بتقديس السود وحي «هارلم» بنيويورك، والحديث عن اضطهاد السود.
الغريب أن العضو الوحيد غير المسلم أوبيدون أويلول، قال في حديث صحفي لمجلة خاصة بالأفروأمريكيين، أنه منزعج لأن الناس في هارلم لايحترمونه لأنه غير مسلم: «الحقيقة أنني مع ذلك أحترم الإسلام».
الحق أن مغني الراب الأفروأمريكيين قد حاربوا بالفعل مغني الراب اليهود بكل قوة _ هناك 3 مغني راب يهود شهيرين فقط _ الأمر الذي استغله اليهود بقوة لتبرير أن الجالية الأفروأمريكية معادية للسامية.
إكس، مغني راب «مسلم» مشهور في كاليفورنيا يقول في حوار مع مجلة موسيقية، أنه لايغني أغاني جنسية لأنه «لا أريد لأسيئ لأخواتي المسلمات»، «كل أغاني هي لتحسين مستوى الرجل الأسود».
لكن اتجاه إكس، غير معروف ولم يمكنني الاتصال به لسؤاله.
هناك أيضا مغنيين مسلمين وإن كانت اتجاهاتهم غير معروفة، ومن أبرز هؤلاء فايث وساهيم والمعروفين في مدينة نيويورك بإلقاء أغاني الراب ذات المضامين الإسلامية في أعياد الفطر المبارك في الأوساط التي يغيب عنها الحكم الشرعي لمثل تلك المممارسات.
هناك فرقة في ولاية أوهايو، تتكون من ثلاثة أفراد: هاشم عبدالخالق، عبدالله، طارق، وهم يؤكدون أنهم من أهل السنة، وقد أقام هؤلاء بكل أسف العديد من الحفلات في أوساط الجالية المسلمة في شهر رمضان الماضي.
كما أن هناك اثنين من مغني الراب من أعضاء جماعة وارث الدين محمد السنية، وهم دا يانجستار، وديفينج ستيلر، كما أن هناك 4 آخرين من مغني الراب متعاونين مع أنشطة الخمسة بالمائة إلا أنهم عرفوا بأنفسهم على أنهم «مسلمون سنة متعصبون» وهم علي شهيد محمد، د. سوسي، كيو تيب، مالك ب.
لويس فرخان، استضاف قبل 3 أعوام قمة لمغني ومنتجي وكتاب الراب الأفرو الأمريكيين وخاصة منهم التابعين لـ«أمة الإسلام» تحت عنوان «سلام في الطرقات»، وتحدث في الحفل عدد من مغني الراب الشهيرين في أمريكا ومنهم بيزي بون، وسي إل أو، دوج فريش، بوف دادي أحد أشهر مغني الراب في أمريكا والذي وضع الأذان في خلفية أحد أغانيه _ كلهم من أعضاء جماعة «أمة الإسلام» _ وأعلن فرخان، أنهم رتبوا إنتاج بعض الأغاني في مناسبة ذكرى مسيرة المليون رجل التي قادها فرخان قبل 7 سنوات قائلا «هؤلاء هم جنود الله الذين قالوا نحن من سيمضي معا!» ودعا فرخان، كل إعلامي أفروأمريكي لدعم مغني الراب السود إعلاميا مدعيا أن هذه الأغاني كان لها دور كبير في إحياء الجالية الأفروأمريكية.
بقي أن نشير أن مالكوم إكس، كان دائما موضوعا لأغاني الراب الأفروأمريكية سواء كانوا المغنين مسلمين أو غيرهم بحكمه أحد ابرز اثنين في تاريخ الجالية الأفروأمريكية _ بالإضافة لمارتن لوثر كينج _ واللذان ساهما في إلغاء قوانين العنصرية الأمريكية ضد السود واستصدار قوانين المساواة العرقية في الستينات الميلادية.
الأمريكيون السود أحبوا مالكوم أكثر من مارتن لوثر، لأن لوثر _ متأثرا بكونه قسيس _ دعى لأن يصبح السود والبيض أصدقاء يجلسون بجوار بعضهم، بينما مالكوم إكس، ركز أكثر على الحفاظ على هوية السود وأخذ حقوقهم في المجتمع، ومالكوم إكس، هو أيضا من حول اتجاه الجالية المسلمة الأفروأمريكية من الاتباع الكامل لأليجا محمد، إلى مذهب أهل السنة والجماعة، ومن السهل جدا لمن يخالط الأفروأمريكيين غير المسلمين أن يجد الكثيرين المحبين لمالكوم إكس، والمفتونين بشخصيته، بل إن سيرته كانت سببا في إسلام عدد كبير من الناس في أمريكا من البيض والسود أو على الأقل احترامهم للإسلام.
مالكوم، كان أيضا موضوعا لفيلم سينمائي شهير ولأوبرا موسيقية في نيويورك سيتي تفوقت في عام 1986 لتصبح الأكثر اجتذابا للجماهير.
بقي أن نختم كل هذا بنموذج مضيء حقا، مستقيم سهير، أحد مغني الراب السابقين أسلم في التسعينات ثم أنتج عدة أشرطة أناشيد إسلامية خالية تماما من الموسيقى ذات كلمات جذابة ومضامين إسلامية رائعة.
مستقيم، يتميز بموهبة غريبة تمكنه من إصدار عدد من أصوات الآلات الموسيقية من خلال صوته الطبيعي، وهو يستعمل هذه الأصوات كخلفية لصوته الجميل الأمر الذي كان مدهشا في أحد المرات لجمهور الحاضرين في المؤتمر السنوي للإتحاد الإسلامي لأمريكا الشمالية، وبيعت الآلاف من أشرطته بعد ذلك في أوساط الجالية المسلمة في أمريكا.
* نُشر في جريدة المستقبل المصرية