أريد أن أكون مسلما وأعبد الطبيعة!!

من قسم منوعات
السبت 19 سبتمبر 1998|

لا أحد يمكن أن يتوقع نتائج الانفتاح المعلوماتي الرهيب الذي يمر به العالم اليوم، ربما كان الغزو الفكري مسألة واسعة بما لا يتصوره أحد.

أقول هذا وبين يدي هذا المثال: هناك ديانة في أمريكا اسمها «الويكا»، هذه الديانة تعود للعصور الوسطى في أوروبا أصحابها ملحدون يؤمنون بأن الطبيعة هي الآلهة.

كل ما هو طبيعة خالصة يمثل إلاها، هذه الديانة تمثل ميولا واسعا للملحدين في أمريكا، إلا أن المغرمين بها عادة من الرومانسيين الميالين للشعر الرومانسي والطبيعي.

هذه الطبيعة في نظرهم تشمل الإنسان، ولذا فشعرهم «يتعبد» بجسد المرأة على أنه من الآلهة.

أحد المسلمين على شبكة نقاش ديانة «الويكا» _ وهو عضو قديم فيها _ قال، إنه يريد أن يكون مسلما ويعتنق ديانة «الويكا» في نفس الوقت، فهل لدى أهل الديانة مانع في ذلك؟!!.

أحدهم، قال له ساخرا على الفور: نحن لا مانع لدينا من قبولك، ولكن هل يقبل المسلمون أن تكون منهم وأنت تنتمي لديانة «الويكا».

آخر، قال له حسب دراستي للأديان فإن هناك ثلاث مشكلات تواجه المسلم إذا أراد الارتباط بديانة «الويكا»:

  • أولا: المسلمون يؤمنون بأن الله واحد، بينما «الويكا» يرون في كل شئ طبيعي إله.
  • الثاني: بأن الله، عز وجل، في الإسلام مستقل بذاته، بينما في «الويكا» فهي قد حل واتحد بكل شئ.
  • الأمر الثالث: أن «الويكا» تقسم الآلهة لذكور وإناث، الأمر الذي يرفضه الإسلام بالطبع.

أحدنا يمكن أن يتخيل أن يصادف هذا الشخص يوما صفحات «أهل الحلول والاتحاد» من متطرفة الصوفية على الإنترنت ليجد أن ديانة «الويكا» التي أغرم بها لها ما يوافقها في فكر الحلاج، وابن عربي، المنشور على الإنترنت، وهؤلاء بالطبع يسمون أنفسهم على الإنترنت بالمسلمين، وهذا الشخص أيضا بالتأكيد شديد الجهل بالإسلام، وإلا لما خطر بباله أن يسأل مثل هذا السؤال ليأخذ الجواب من ملحد.

مثل هذا الشخص قد يأتي لأصحابه على مجموعة نقاش «الويكا» ليقول لهم إنني وجدت أفكارا إسلامية موافقة لأفكار «الويكا»، ثم يخرج بفلسفة جديدة، ويؤسس لها صفحة على الإنترنت، ثم يأتي جهلة آخرون من المسلمين فينضمون إليه، وهذا يخلق لدينا تياراً جديداً كنا تماما في غنى كامل عنه.

طبعا هذا كله ليس للقول إننا يجب أن نقاوم الانفتاح الثقافي، فهذا أمر حتمي لابد منه، بل للقول إن نشر العلم الشرعي، واتخاذ استراتيجيات تربوية واضحة ومؤصلة لمقاومة الغزو الثقافي؛ أمر تزيد ضرورته القصوى يوما بعد يوم.

* نُشر في جريدة المسلمون الدولية