امتلأت شبكات نقاش الإنترنت الأسبوع الماضي برسائل هدفها البحث عن هوية مسلم هاجر لأمريكا حالما بالمستقبل الجميل لينتهي به الأمر على سرير في المستشفى بلا صديق ولا أهل.
بدأت القصة بمقالة نشرتها جريدة «نيويورك بوست»، تتحدث فيها عن من سمته «الرجل المنسي»، وهو مهاجر مسلم باكستاني رقد سجينًا على سريره في مستشفى «إلمهرست» بنيويورك، لمدة ست سنوات ونصف.
منذ ذلك الوقت لم تبذل أي محاولات للبحث عن أسرة إحسان راجا، أو حتى للتأكد من أن هذا اسمه الحقيقي حتى الأسبوع الماضي وقت نشر المقال، بعد أن ترك إحسان، يعاني كل هذه السنين حتى تستطيع المستشفى تحقيق أكبر فاتورة ممكنة والتي بلغت 9.3 مليون دولار، تأمل المستشفى أن يدفعها برنامج رعاية محدودي الدخل الصحي الحكومي.
بعد الكشف عن قصة المعاناة، بدأ المسئولون الأمريكيون والباكستانيون يبحثون عن أي أصدقاء أو أهل لإحسان مستخدمين عدة وسائل بينها الإنترنت، كما تدخلت جهات أمريكية لتقويم العناية الصحية التي ينالها أحسان، والتي فضحت ضعفها الصحيفة وتفكر هذه الجهات جديا في نقله لمستشفى آخر.
راجا، وُجِد عام 1991 مضروبا بوحشية وملقى على الطريق قرب المستشفى على وشك الموت.
الأطباء قاموا بعمليات أنقذوا فيها حياة راجا، إلا أن إزالتهم لكتلة دم في دماغه أدت لإصابته بالعمى الكامل.
المستشفى لم تفرج عن راجا، بل تركته في سريره أكثر من ست سنوات يعاني، لم يزره خلالها بشر.
بعد نشر القصة، بدأت القنصلية الباكستانية في نيويورك تبحث عمن يعرف هذا الشخص المجهول المنسي في أمريكا أو في باكستان.
القنصلية لامت المستشفى كثيرا، ولكن مدير المستشفى مصر على أن القنصلية أخبرت في الماضي بالقصة ولم تكن متعاونة أبدا مع المستشفى.
محمد قريشي، بالمقابل مُصِر على أن المستشفى لم يتصل إلا قبل عام تقريبا عندما أرسل رسالة طالبا المساعدة.
الرسالة ذكرت أن راجا، ينتمي لقرية ميربر قرب الحدود الباكستانية الهندية، وأنه متزوج من امرأة اسمها شيهناز، لكن مسؤولي المستشفى عاجزون الآن عن تذكر مصدر هذه المعلومات.
إحسان، فاقد للذاكرة، لكنه في لحظات تذكر أعطى اسمه واسم أبيه وأمه وعنوانهم في باكستان، لكن أحدا لم يبال بالتحقيق في صحة المعلومات.
كثير من الناس التي قرأت القصة آلمتها المعلومات وخاصة منهم من شاهد الجريدة، وشاهد راجا، ضعيف الجسد على عينيه دوائر خضراء ويداه مقيدتان إلى سريره، وبدأ مسلمو نيويورك يتراسلون عبر الإنترنت داعين للاهتمام الخاص بإحسان، وزيارته.
الإنترنت كما يبدو أمكن استخدامه في تحقيق تكاتف الجالية الإسلامية في قضية كهذه قد يكون أي واحد منهم يوما ضحية كما وقع إحسان، من قبل.
…………………………………………………………………..
تابعنا من قبل ما يكتب على صفحات الإنترنت الخاصة بالهندوس من حقد وتشويه رهيب للمسلمين وللرسول، عليه الصلاة والسلام، وللقرآن الكريم. هذه المرة تكشف الصفحات عن شيء جديد تماما: حملة ضخمة بكل الإمدادات المالية الممكنة لحث المسلمين الهنود على الارتداد عن الإسلام.
الهندوس يدعون أن كل المسلمين في غرب الهند يعودون لأصل هندوسي، لأن آبائهم تحولوا للإسلام تحت تعذيب المسلمين الذين دخلوا الهند في القرن الثاني عشر الميلادي.
هذا الادعاء الخالي تماما من أي شواهد تاريخية جعل الهندوس الذين ينتقدون ويضادون بعنف كل المحاولات لدعوة الهندوس للإسلام أو المسيحية ويعتبرونه تعديا على حقوق الإنسان لا يرون الآن بأسا بحملة مشابهة ضد المسلمين، «لأننا نعيد الناس لأصولهم الحقيقية».
هذا ما يقوله شامرا، رئيس مجلس الهندوس العالمي ذو الارتباط الوثيق بالحزب الوطني الهندي المتطرف الذي يحكم الهند حاليا، الذي يقع مركزه في مدينة أجمار، والتي تبعد 400 كيلومترا عن نيودلهي.
شامرا، الذي يعبر على الإنترنت بصراحة عن خوفه من دخول الناس في الإسلام سعيد هذه المرة لأن جهوده الضخمة بدأت تؤتي ثمارها من خلال عدد من الناس يدعي الهندوس أنهم اقتنعوا بالفعل بالهندوسية وتخلوا عن الإسلام.
الحملة التي يشنها المجلس العالمي مدعومة جيدا من الحكومة والتي أحدثت تغييرات في الكتب الدراسية تنص على قضية الأصل التاريخي الهندوسي المزعوم للمسلمين الذين يزيد عددهم في الهند عن 125 مليون نسمة حسب المصادر الهندوسية.
عدد كبير من المبشرين الهندوس يدورون قرى المسلمين طالبين منهم الالتحاق بالهندوسية مع وعد من يستجيب بتحقيق طموحاته المادية ومنحه وظيفة مناسبة.
عدد كبير من المسلمين، حسب المصادر نفسها وهي مصادر قد تزور الكثير لتحقيق أغراضها، مازالوا حتى الآن يحتفلون بأعياد الهندوس ويشاركونهم عاداتهم في حفلات الزواج، والهندوس يدعون أن ذلك من بقايا عادات أجدادهم الهندوس.
هؤلاء الناس الواقفين في الوسط هم الهدف الأساسي للحملة الهندوسية بحكمهم الأسهل للتأثير عليهم كونهم بعيدين عن دينهم الإسلام أصلا.
بكل أسف هناك مسلمون سابقون كتبوا على الإنترنت تجربة تخليهم عن الإسلام، ومنهم جوفيند، الذي يقول بأن جهله السابق بتاريخه وأصول آبائه هو الذي أخر كثيرا التحاقه بالهندوسية.
بعد نقاش قصير مع أحد مبشري المجلس، وبعد وعود مغرية، قررت كل أسرة جوفيند، «العودة لأصولها الهندوسية».
ليس ذلك فقط، فجوفيند نفسه يعمل الآن في أوساط المسلمين بحماية وتمويل المجلس الهندوسي العالمي لدعوتهم للارتداد عن الإسلام.
لكن المجلس غاضب جدا من محاولات الجالية الإسلامية للضغط على المسلمين المرتدين للعودة إلى دينهم ونجاحهم في عدد من الحالات.
المجلس يتهم الجالية بأنهم يدفعون مالا لهؤلاء تعويضا لهم عن الفرص المالية التي يتيحها لهم المجلس إذا ما اعتنقوا الهندوسية.
بعض الآباء المسلمين لم يوافقوا على الارتداد عن دينهم لكن وافقوا على فكرة المجلس بتسجيل ديانتهم الرسمية كهندوسيين الأمر الذي سيضمن مرتبا لهؤلاء الأبناء وتعليما مجانيا في المدارس الهندوسية الخاصة.
كل ما سبق ورد في مواقع الهندوس على الإنترنت وهي مواقع لا يوثق فيما تورده، لكنني بالمقابل لم أجد على مواقع المسلمين الهنود أي حديث حول هذه القضية بالذات.
هناك بلا شك حرب هندوسية مكثفة على الإسلام في الهند وهذه المواقع تؤكد أن الحكومة الهندية الحالية تدعم مثل هذه الجهود التبشيرية من خلال دعمها غير المحدود للمجلس الهندوسي العالمي.
* نُشر في جريدة المسلمون الدولية