رغم إعلانات “الجزيرة” عن قناتها ذات الأبعاد الثلاثة، والذي يأتي من مبادرة FIFA مع شركة Sony لبث عدد كبير من مباريات كأس العالم 2010 بالأبعاد الثلاثة، فإن المؤكد من خلال أرقام الذين أقبلوا على شراء جهاز التلفزيون ثلاثي الأبعاد أن الخدمة ما زالت في حالة “فشل” بكل المعايير.
هذا لا يعني أن هذا هو المصير الدائم للتكنولوجيا المقبلة من وراء الأفق وسط سوق مزدحم بالابتكارات التكنولوجية الترفيهية الجديدة التي تتصارع فيما بينها لجذب انتباه المستهلك.
تقنية التلفزيون ثلاثي الأبعاد تشبه من ناحية التجربة السينما ذات الأبعاد الثلاثة، حيث يحتاج الشخص لمشاهدة هذه الأجهزة إلى نظارات مصممة خصيصا لهذه الأجهزة تمكن الشخص من مشاهدة التلفزيون بالبعد الثالث من أي مكان في الغرفة.
هناك طبعا عدة مشكلات مع هذه الأجهزة تجعل تطورها بطيئا، فحاليا يتم فقط إنتاج بعض الأفلام السينمائية في ثلاثة أبعاد، بينما باقي البرامج تنتج في بعدين فقط، ولكن مصنعي الأجهزة مثل Sony وغيرها يعتقدون أنه عبر السنوات ومع ازدياد عدد صالات سينما البعد الثالث _ موجودة فقط في دبي والكويت عربيا _ سيتم إنتاج كل أفلام الأكشن في ثلاثة أبعاد وربما كل الأفلام بعد ذلك.
إنتاج الأفلام بثلاثة أبعاد له تكلفة إنتاجية عالية، وإذا كانت الأفلام تحقق أرباحا تستحق مثل هذا الاستثمار أحيانا، فإن البرامج وغيرها لن تنتج بالأبعاد الثلاثة إلا بعد أن تصبح تكلفة هذا الإنتاج معقولة وتنخفض تكلفة الأجهزة اللازمة لتصويرها، وهذا أمر متوقع خلال السنوات العشر المقبلة.
لهذا يعتقد أن تلفزيون الأبعاد الثلاثة سيستخدم في الغالب لمشاهدة الأفلام من أقراص الـDVD، ولكن هذا يعني أن تقتني جهازا خاصا لتشغيل أفلام البعد الثالث، الموجود حاليا من بلو راي Blu-Ray فقط.
هناك أيضا استخدام آخر لمشاهدة الأفلام الشخصية، وذلك بعد أن أنتجت شركة iMax الكندية، صاحبة اختراع تكنولوجيا الأبعاد الثلاثة، كاميرات فيديو شخصية بالأبعاد الثلاثة. هذه ستكون بالتأكيد متعة حقيقية لتصوير المناسبات المهمة في حياة الإنسان الذي يملك المال الكافي للتحول من عالم البعدين إلى عالم الأبعاد الثلاثة.
حاليا تكلفة الأجهزة في الأسواق العالمية نحو أربعة آلاف دولار، فيما تكلف النظارات نحو 70 دولارا، ويتوقع أن تنخفض هذه التكلفة تدريجيا مع انتشار الأجهزة والإقبال عليها، المرهون بازدياد وجود البرامج المناسبة لها، حتى تصبح أمرا عاديا في الأجهزة، الذي يقول الخبراء إنه سيتطلب على الأقل خمس سنوات من الآن.
وإذا كان الخبراء يؤكدون أن التحدي الرئيس لانتشار هذه التقنية هو وجود المحتوى المناسب لها، وإذا كانت Sony أحد أهم منتجي هذه الأجهزة، وهي كذلك أكبر منتج سينمائي في العالم، وأحد أكبر خمسة منتجين للبرامج التلفزيونية في أمريكا، فإن وجود المحتوى العالمي بالأبعاد الثلاثة أمر قد لا يكون صعبا جدا تحقيقه بالنسبة لشركة Sony.
من ناحية المحتوى العربي، فإنه من المستبعد تماما أن تستطيع شركات الإنتاج تحمل تكلفة الإنتاج بالأبعاد الثلاثة، وباستثناء كأس العالم والرياضة والبرامج الغربية، ففي الغالب لن يجد الشخص العربي ما يشاهده عليها خلال السنوات الخمس المقبلة.