واحدة من الندوات الهامة في قمة دافوس هذه السنة كانت عن جرائم الإنترنت، واجتمع فيها أشهر خبراء العالم ومدراء شركات أمن المعلومات لمعالجة هذه القضية التي يبدو أنها بدأت تثير قلقا غير مسبوق، وخاصة كما يقول أحد الخبراء المشاركين في الندوة لأن حجم الجرائم على الإنترنت زاد خلال عام 2008 ليصل إلى حد قياسي جديد يصل في حجمه وكثافته وخطره إلى ما يتجاوز ما حصل خلال خمس سنوات سابقة مجتمعة.
المشكلات التي تواجهها شبكة الإنترنت أمنيا تقسم إلى ثلاث أنواع:
- المشكلة الأولى: الجريمة المنظمة، وخلالها تقوم العصابات بسرقة أرقام بطاقات الأئتمان أو مواقع البنوك أو أي مواقع يضع الإنسان من خلالها معلوماته الشخصية، وتستولي على هذه المعلومات وتستغلها لشراء الأشياء.
في السابق كانت المسألة مجرد مبادرات لأفراد قادرين تقنيا، ويقومون بالأمر بشكل محدود، أما الآن فقد تحول الأمر إلى عصابات منظمة.
في المؤتمر تم الحديث عن عصابة أسسها محامي بحيث تحتوي على 300 شخص من مهندسي برامج الكمبيوتر، والمحامين ومحللي المعلومات، وبحيث تقوم هذه الشبكة مع شبكات المتطوعين من المراهقين على تأسيس هجمات جماعية على الشبكات لسرقة المعلومات.
أحد العصابات في أمريكا قامت بتحويل 25 مليون عملية شراء على الإنترنت لبطاقة ائتمان في أوكرانيا، والتي تم استخدام المال لشراء مجموعة هائلة من البضائع وبيعها على موقع للمزادات العلنية، وبالتالي تمت العملية بالكامل إلكترونيا حتى تم تسليم المال ثمن البضائع دون أن يتعرف أحد على هويتهم.
- المشكلة الثانية: نظام شبكة الإنترنت نفسه، والذي توجد فيه ثغرات عديدة، ويقوم على الثقة بمقدمي الخدمة حيث لا توجد جهة مركزية لإدارة الشبكة، وتحدث الناس في المؤتمر عن الحالة الباكستانية، حيث أرادت باكستان حظر موقع “يوتيوب” في باكستان، فقامت بحظره في كل مكان في العالم بسبب خطأ بشري، وتم إعادة الموقع للعمل بعد 90 دقيقة من خلال مجموعة من المبرمجين المتطوعين.
- المشكلة الثالثة: هي حروب الإنترنت والتي استخدمتها روسيا مؤخرا ضد جورجيا أثناء النزاع بينهما وبسببه توقفت كل شبكة الإنترنت في جورجيا وكل البنوك وكانت هالة رهيبة من الدمار الاقتصادي حينها.
هناك حلول عديدة لهذه المشكلات، ولكنها تتطلب في النهاية إجراءات جراحية تقلل من مرونة الإنترنت وطبيعته الانفتاحية التي سمحت للشبكة بالنمو بسرعة هائلة خلال تلك السنوات.
في نفس الوقت كان هناك خوف لدى المشاركين في المؤتمر أن تحصل كارثة ضخمة تضطر العالم لاتخاذ إجراءات عاجلة وسريعة للعلاج، وقد لا تكون الإجراءات المناسبة، ولكنها الوحيدة الممكنة في ظل حالة الطوارئ.
حتى حل هذه المشكلة، انتبه ما استطعت إلى ذلك سبيلا!
* نشر المقال في صحيفة اليوم السعودية