كثيرون من الناس يدخلون تجربة بناء موقع إنترنت، ويضطرون لاتخاذ قرارات عديدة حول محتوى الموقع وإخراجه وتصميمه، والقليلون ينجحون بينما الكثيرون يفشلون في بناء الموقع الذي يحدث النجاح المطلوب.
ورغم أن مواقع الإنترنت متاحة لكل الناس بشكل متساو ومجان، فإن هذا لا يعني أن وجود موقع على الإنترنت سيدفع الناس لزيارته لأن الناس لديهم آلاف الخيارات ومن الصعب جدا اجتذابهم لخيار دون آخر.
عادة يبدأ التخطيط للمواقع بالجلوس مع المبرمجين، والمبرمج عادة يفكر بعقلية “ماذا يمكن فعله برمجيا”، فيقترح أفكارا كثيرة على مدير الموقع الذي كثيرا ما ينتابه الحماس ويتجاوب مع تلك الأفكار رغبة في توفير أكبر عدد من المميزات والخيارات في الموقع، وعندما يمارس مدير الموقع العصف الذهني حول أفكار جديدة يتجاوب معها المبرمج على أساس أن هذا “سهل ويمكن تنفيذه فورا”.
لكن تلاقي حماس التطوير التقني مع حماس تنفيذ “كل” الأفكار الممكنة ليس الحل لنجاح موقع الإنترنت بل قد يكون العكس تماما.
لقد أثبتت التجربة أن الناس تبحث عن الموقع سهل الاستخدام حيث لا يحتار زائر الموقع في الحركة والبحث عما يريده، كما تبحث عن الموقع الذي يمكن فهمه من أول مرة ثم الاعتياد عليه دون الحاجة لفهمه من جديد في كل مرة يدخل زائر الموقع صفحة جديدة.
يفترض أن يبدأ تخطيط الموقع من سؤال واضح وشديد الأهمية: ماذا سيقدم الموقع لزائره؟ كيف سيستخدم المتصفح الموقع؟ والجواب يجب ألا يزيد عن سطرين في حال من الأحوال.
بعد تحديد الهدف ببساطة، والتأكد أن متوافق مع الهدف الاستراتيجي من تأسيس الموقع، ثم تحديد الكيفيات المثلى لتحقيق هذا الهدف بما يتفوق على المتوفر في المواقع الأخرى، وبما يشهد أهل الخبرة بأنه يحقق الهدف، يمكن الجلوس مع المبرمج لمناقشة تحقيق الأهداف والمميزات.
إن مستخدم موقع الإنترنت لا يحب في العادة الروابط الكثيرة، ولا الإخراج المعقد _ حتى لو كان جميلا من ناحية التصميم _ ولا يحب الإخراج المختلف لكل لصفحة، ولا يريد أن يشوش عقله شريط أخبار متحرك أو إطارات متنوعة، بل يحتاج للبساطة التي تجعل تصفحه للموقع سهلا على قلبه وعقله ويمكن حفظه ببساطة.
عندما أرى إخراجا معقدا مليئا بالمميزات والروابط يكون دائما رأيي بأن هذا يشبه غرفة التحكم في طائرة، مليئة بالأزرار والشاشات والمعلومات التي تجعلها غرفة مثيرة للإعجاب والهيبة، ولكنها في نفس الوقت لو كانت موجودة في سيارة عادية لربما امتنع معظم الناس عن قيادة السيارات، والأمر ينطبق على جهاز الموبايل وكل الأجهزة في يدينا.
* نشر المقال في صحيفة اليوم السعودية