سباق برامج الموبايل يبدأ فجأة!

من قسم الثورة الرقمية
الخميس 10 يوليو 2008|

كثير من الناس يتساءل عن سبب عدم انتشار أجهزة “الماكنتوش” Apple Macintosh، رغم أنها من الناحية التقنية الصرفة أفضل بكثير من الأجهزة المنتشرة في كل مكان والمعتمدة على برامج Windows.

الجواب ببساطة أن Apple Macintosh، وقعت في خطأ قديم حيث حصرت المشاركة البرمجية في تظوير أنظمتها، بينما فتحت Microsoft الباب على مصراعيه، مما نتج عنه وجود عدد هائل من البرامج الصالحة للاستخدام مع بيئة Windows وعدد قليل صالح للاستخدام على بيئة Macintosh، كما نتج عنه سرعة حركة الترجمة للغات والتطبيقات بأنواعها على بيئة Windows.

شركة Apple تعلمت من هذا الخطأ فيما يتعلق بجهازها الموبايل المثير iPhone، وخاصة أن هناك سباقا محموما لتطوير البرامج الخاصة باستخدام الإنترنت على أجهزة الموبايل الذكية Smart Phones، وهذا السباق يتطلب مشاركة المبرمجين والشركات حتى تستطيع Apple اللحاق بمنافسيها وتحقيق التفوق في المنافسة، كما حققت التفوق في جهاز الـiTunes، عندما اتبعت نفس الاستراتيجية المفتوحة.

لهذا السبب أعلنت Apple عن تأسيسها لسوق على الإنترنت مفتوح للتطبيقات البرمجية الخاصة بجهاز iPhone، كما قدمت للمبرمجين كل الأدوات التي تسمح لهم بتطوير البرامج بكل سهولة.

كما يبدو من عدد من المصادر الإعلامية، هناك حماس هائل لدى مئات الشركات وآلاف المبرمجين لتطوير برامج لجهاز iPhone، لأن هذه البرامج ستكون معروضة لكل مستخدمي الجهاز بأسعار معينة لتحميلها على أجهزتهم، وسيحصل المبرمجون على 70% من المبيعات، وهي نسبة مغرية جدا بالطبع، وخاصة أننا نتحدث هنا على واحد من أسرع أجهزة الموبايل انتشارا في العالم.

شركة Apple بهذه الاستراتيجية ستكون جاهزة لمنافسة خصومها اللدودين، ومنهم Microsoft التي تعطي اهتماما خاصا لنظام “ويندوز موبايل” Windows Mobile، والذي يستخدم في أجهزة مثل جهاز الـiMate، وتقول Microsoft بأن هناك حوالي 18000 برنامج جاهز لاستخدامه مع نظام Windows.

بالم Palm، من جهتها تقول بأن هناك 30000 مبرمجا يعملون على برامج للعمل على أجهزة “البالم”.

الشركات العملاقة والتقليدية في مجال أجهزة الموبايل مثل Nokia، Sony، Ericsson، Motorola، بدأت أيضا تدرك أهمية التركيز على البرامج والألعاب التي تصلح لأجهزة الموبايل والتي تركز أيضا على جانب استخدام الإنترنت على الموبايل، إلا أن استراتجيتها ما زالت ضعيفة، وستصاب بزلزال مع ثورة البرامج التي أطلقتها Apple والتي قد تعني في النهاية انحدارا ضخما لمبيعات الشركات الكلاسيكية التي تسيطر على السوق الآن.

خلال عامين تقريبا سيصبح لدينا مئات البرامج المميزة لاستخدامها على الموبايل بالاتصال بالإنترنت، وهذا يعني أن الأجهزة الذكية ستنتشر سريعا، وأن خدمات الجيل الثالث ستزدهر وأن شبكة مواقع الواب ستزدهر كذلك، وأن عالما جديدا سيخلق من خلال أجهزة الموبايل.

قريبا سيصبح العالم بين أيدينا!

* نشر المقال في صحيفة اليوم السعودية