«روح الفريق» في علاقة الزواج!

من قسم منوعات
الخميس 10 يوليو 2008|

من أصعب القضايا التي تواجه المتزوجين، وخاصة أولئك الذين مضت عدة سنوات على زواجهم، هو ذلك الإحساس بـ”أنا” بدلا من الإحساس بـ”أنا وهو” أو “أنا وهي”.

بكلمات أخرى، الرجل أو المرأة يحتاجون أحيانا لممارسة شخصيتهم الفردية حيث يقرر الإنسان ما يفعل وكيف يستمتع بوقته وحياته دون مراعاة للآخرين في حياته.

كلا من الرجل والمرأة يحتاجون لذلك الوقت الذي يجلس فيه الإنسان وحيدا يترك مشاعره على هواها، يضحك عندما يفرح، ويعبس حين يحزن أو يغضب دون أن يضطر للتفكير في موقف الطرف الآخر من تقاسيم وجهه ومشاعره الآنية.

في الزواج لا يوجد في الأصل “أنا” بل هناك دائما الأسرة واحتياجاتها كأولوية دائمة، وهذا الأمر يتقبله الكثيرون طبعا، ولكن هناك لحظات يقف فيها أحد الزوجين باحثا عن “الحرية” والانعتاق من المسؤولية الأسرية.

حسب ما تقوله الدراسات، فإن الكثيرين من المتزوجين يعانون من هذه المشكلة، حيث يشعرون بعبء الأسرة أحيانا ويتمنون أن يحصلوا على إجازة لممارسة “أنانيتهم”.

هذه المشكلة تواجه أيضا الأمهات بشكل خاص، فهي تضحي كثيرا لأجل أبناءها الذين تعشقهم، ولكنها في لحظات معينة، تبحث عن نفسها ورغباتها وهواياتها ولحظات هدوءها دون أن تراعي دائما الأطفال واحتياجات الزوج.

هناك أربعة حلول لهذه المشكلة:

  • الأول: أن يكون لدى الزوجين وعي بهذه المشكلة وبهذه الحاجة البشرية الفطرية، وأن يكونا مستعدين أحيانا لإعطاء الطرف الآخر إجازة زوجية دون الشعور بالانزعاج أو تفسيره على أنه نقص في الحب.

الأب أحيانا يحتاج لمنح زوجته هذا الوقت من خلال رعايته للأطفال بينما الأم تعيش لحظات الهدوء بعيدا عن الجميع لتفعل ما تريده هي فقط.

  • الثاني: بناء مناخ منزلي يعطي للإنسان شيء من الخصوصية، فلا يلزم دائما أن يأكل الجميع سويا وينامون في وقت واحد، ويذهبون لنفس المكان، ويكون لديهم نفس الأصدقاء، فشيء من الخصوصية لكل من الزوجين مفيد جدا لاستمرار انتعاش الحياة الزوجية.

هذا المناخ مهم جدا أيضا للأطفال الذين يعيشون نفس المعاناة عندما يبحثون عن أنفسهم ورغباتهم الذاتية بعيدا عن قيود وأنشطة الأسرة.

  • الثالث: بذل جهود مستمرة لتنمية “روح الفريق” في الأسرة، فكما أن الشركات والمؤسسات تبذل جهودا من هذا النوع بشكل دائم من خلال أنشطة متنوعة تؤكد هذا الروح في الشركة، فإن على الأسر أن تبذل جهدا حقيقيا ليبقى الشعور الجماعي مستيقظا في أعماق الزوجين بحيث لا يشعر أيا منهما بالعبء وبأن الحياة الأسرية مزعجة، بل يكون الشعور في الحقيقة هو التقبل الكامل لطبيعة الحياة الأسرية والاستمتاع بها.
  • أخيرا: روح الفريق واختفاء روح “الأنا” وعدم توفر الوقت الخاص ليس مشكلة الأسرة وحدها، بل هو أمر طبيعي في العمل ومع الأصدقاء، وعندما يتذكر الإنسان هذا الأمر ويتذكر أن الروح الجماعية ستساعده على بناء علاقات ناجحة في العمل ومع الأصدقاء، فإن هذا سيساعده على تقبل الحياة الأسرية كجزء من هذا التمرين اليومي والصعب أحيانا.

بعض الناس لا يبالون كثيرا عندما تذوب ذاتهم في ذات الحياة الأسرية، وبعض الناس يضايقهم هذا كثيرا ويجعلهم يبحثون عن الحل وقد يكون هذا مدمرا للحياة الزوجية.

على الزوجين بذل الجهد للاستمتاع بالحياة الجماعية، وإلا فإن “الإجازة” هي الحل!

* نشر في مجلة المرأة اليوم الإماراتية