لأديسون مقولة مشهورة جدا عرفت باسمه كفهم جديد للعبقرية والتي هي حسب رؤية أديسون: “1% نبوغ و99% عمل شاق”.
ولعل ما أعطى المقولة مصداقيتها وشهرتها أنها صدرت من واحد من أذكى الناس الذين عرفهم التاريخ حيث استطاعت اختراعاته أن تغير العالم بما في ذلك اختراعه للكهرباء والشاشة المرئية وشبكة الهاتف وصناعة الألمنيوم وغيرها كثير.
في زمننا هذا صارت نظرية أديسون أكثر مصداقية، ببساطة لأن طرق النجاح صارت معروفة وواضحة لمن يريد سلوكها، وتبقى المسألة متوقفة على من يعمل أكثر من الآخرين، وهذا ينطبق طبعا بدرجة أعلى على المجتمعات التي تتوفر فيها العدالة ويقل فيها تأثير الواسطة والعلاقات الاجتماعية.
من يريد أن يعمل أكثر يحتاج بالتأكيد وقبل أي شيء لإدارة فعالة للوقت.
الوقت أصبح من أثمن الأشياء في الحياة، فهو كالألماس نادر ومحدود مع حاجة ماسة إليه حتى نستطيع أن نلبي طلبات الحياة الكثيرة والمتعددة جدا.
معظم الناجحين الذين قابلتهم في السنوات الأخيرة ومنذ أن بدأت أهتم بهذه القضية شخصيا يعانون من هذه المشكلة ويبحثون بشكل دائم عن الحلول، فما يمكن عمله كثير، ولو عمل كله فالإنسان سيصعد للقمة بلا شك ويصبح السيد بين أقرانه، ومن يستطيع إدارة وقته بشكل فعال، فإنه بالتأكيد لو توفر له الذكاء والتعليم فإنه سيحول هذا الوقت لذهب خالص.
فيما يلي بعض الأفكار السريعة التي تعلمتها عبر التجربة، ومن يريد التوسع في هذا المجال لأنه حريص على كل دقيقة ثمينة من حياته يمكنه أن يذهب للإنترنت ويبحث عن مصطلح TIME MANAGEMNET أو إدارة الوقت.
- استخدم التكنولوجيا في تنظيم وقتك: ستفاجأ ما يمكن لبرنامج مثل Outlook عمله لمساعدتك على تنظيم وقتك والاستفادة منه بأكبر قدر ممكن.
اربط كمبيوترك بجهاز جوال يحمل برنامج Outlook كذلك، وستستطيع بذلك أن تدير حياتك كله حول البرنامج.
هناك برامج أخرى كثيرة في تنظيم الوقت حسب طبيعة عملك وكيف تريد التعامل مع جدولك اليومي.
- لا تسمح للأمور الجديدة بالتراكم عليك: من أكبر مشكلات تنظيم الوقت هي “الأمور المستجدة” فأنت تصلك عشرات أو حتى مئات الإيميلات كل يوم، وتتلقى اتصالات على الجوال وهاتف المكتب، والعديد من الأوراق، والأسرة في البيت يخبرونك بطلباتهم، وفي نفس الوقت تأتيك الكثير من الأفكار والخواطر التي تحتاج لتنفيذها، وهذه المستجدات تحتاج لنظام صارم في التعامل معها، نظام يتضمن إنهاء الأمور التي يمكن إنهاءها مباشرة باتصال هاتفي أو كتابة إيميل أو رسالة جوال، كما يتضمن جدولة الأمور الهامة لتنفيذها في وقت ما، وكتابة ذلك في مفكرتك مباشرة، إذا كنت تتمتع مثلي بذاكرة “مثقوبة”، ويتضمن الاعتذار عن بعض الأمور التي لا تدخل في أولوياتك وستشغلك أكثر من اللازم حتى لو كنت تحب عملها أو حاول الآخرون إحراجك والضغط عليك لأجلها.
- قسم وقتك: هذه نصيحة قديمة جدا ومعروفة ولكنها هامة فعلا، ومعظم الذين يخالفونها يدفعون الثمن غاليا.
تحتاج أن تحدد وقتا للعمل، وربما وقتا لكل نوع من المهام في العمل، وإذا كانت لديك مهام عملية أخرى خارج إطار العمل الأساسي فتحتاج لوقت خاص. حدد وقتا للأسرة ووقتا لنفسك وعلاقاتك الاجتماعية، ووقتا حرا تفعل فيه ما يخطر ببالك حينها، وبذلك تضمن التوازن في حياتك بشكل تلقائي دون أن تفكر في هذا الموضوع كل يوم.
- حدد أولوياتك: أيضا نصيحة قديمة، ولكنها ليست سهلة التنفيذ، فنحن نطالب بالكثير من الأمور من الآخرين، وطبيعتنا العربية تتطلب منا الكثير جدا جدا من المجاملة، فتتداخل الأمور علينا، ولكن نصيحتي العامة هي تجنب عمل الأمور غير المهمة كلما أمكن ذلك لأنه بالتأكيد هناك أمور مهمة يمكن عملها في الوقت نفسه.
كيف تحدد الأمور المهمة والأمور غير المهمة؟ الجواب ليس سهلا كذلك، تحتاج لتفكير متواصل في أهدافك في الحياة والعمل، وهذا التفكير سيعطيك قدرة تلقائية على تحديد المهم من غير المهم.
لا تكن نمطيا في تحديد المهم وغير المهم، فالبعض يعتبر كل الإجراءات الرسمية مثلا أمورا غير هامة رغم أنها قد تضر بسمعتهم العملية كثيرا.
- نصيحة أخيرة: لا تحرم نفسك من الأمور السعيدة من أجل نظام الوقت.
حين يتصل بك صديق له مكانة خاصة جدا عندك ويقترح عليك أن تغادروا خلال ساعة لتناول العشاء في مطعم ما، فلا ترفض بسبب النظام، فالنظام وضع ليحقق سعادتك، ولو أصبح سببا لتعاستك، فستكرهه عبر الزمن وتكره نفسك، وأنا لا أريد أن أتحمل مسؤولية أي عواقب وخيمة قد تنتج عن ذلك!
* نُشر المقال في مجلة الجمارك السعودية