20 سؤالا مزعجا حول الحياة!

من قسم منوعات
السبت 01 يوليو 2006|

تكمن وظيفة كاتب الرأي الحقيقية في محاولة الإجابة على الأسئلة التي تحيط بنا من كل مكان.

عمود الرأي الناجح يرى المشكلة، يبحث عن الحل، يسدد البوصلة، ويقود السفينة نحو الهدف بغض النظر عن عدد الذين يرضون الركوب معه، وعدد الذين يقذفون سفينته بالبيض أو حتى بالقنابل الحارقة!

لكن هناك أسئلة كثيرة تثير الحيرة، وتبقى بلا إجابة، أسئلة محورية في حياتنا لكننا كثيرا ما نتعامل معها بإهمال ربما حتى لا ندخل في دوامات القلق والشك وحتى لا يضحك الآخرون علينا.

هذه 20 سؤالا مختارا من بين هذه الأسئلة الكثيرة، أدعوك لقراءتها، وإن كان لديك إجابة فأرسلها لي لعلي أستعرضها خلال أسابيع قادمة:

  1. إلى أي حد نطبق في حياتنا إسلاما مشابها للإسلام الذي عاشه الأوائل أو الإسلام الذي أراده الرسول صلى الله عليه وسلم لنا؟ هل قرأنا النصوص بعناية كافية وخرجنا بكل الأجوبة، أم أننا انشغلنا بجزئيات عن قضايا جوهرية أساسية؟ وإذا كان فهمنا للإسلام صحيحا، فلماذا نبدو وكأننا عاجزون تماما عن الالتحام مع جوهره وتحقيق أهدافه؟
  2. هل ما يحصل حولنا في العالم هو فعلا ما يحصل؟ نقرأ الأخبار ولا تفوتنا جريدة، فهل هذه فعلا أحداث العالم السياسية أم أن هناك عالم خفي آخر لا نراه يحكم العالم ويحرك دفته، عالم من أجهزة الاستخبارات العالمية والمجموعات القوية المؤثرة في الخفاء؟
    إذا كان هذا العالم الخفي موجودا وقويا فلماذا لا يتحدث عنه أحد _ حتى المتقاعدين على وشك الوفاة _ وإن كان غير موجود، فلماذا تبدو لنا كثير من أحداث السياسة غريبة بلا تفسير وكأنها خبط عشواء؟
  3. هل هناك شيء حقيقي اسمه حب، يشبه الحب الذي يتحدث عنه الشعراء والرومانسيون، الحب الذي يحولك لطيف تمشي وبينك وبين الأرض مسافة غير مرئية خفيف الوزن، سحرك المحبوب فصرت لا ترى إلا آثاره، أما أن الحب هو كما نراه من حولنا قصة تكتب فصولها لتنتهي بالمتعة وتنتهي الرواية عند تحقيقها؟
  4. وهل هناك حياة زوجية سعيدة فعلا؟ أم أنها واحدة من المستحيلات بسبب كل ما نعرفه عن الرجل والمرأة من تمايز في الرغبات والطموحات، وما نعرفه عن الإنسان من غيرة وحسد وملل وتغير وتطلع للممنوع وبعيد المنال؟ وما هي السعادة الزوجية أصلا؟
  5. ربما كان السؤال الأوسع: ما هي السعادة؟ أهي هناء البال وراحة الخاطر؟ وهل هذا ممكن إذا أراد الإنسان أن لا يكون محدودا مستئنسا بحياة بطيئة خاملة؟ أم أن السعادة هي أن تعيش كل يوم لحظات المخاطرة والاكتشاف والفرح الغامر والتقاط الكرات الطائرة و”الانتقام بالنجاح” رغم كل ما تجلبه هذه الحياة من ضغط نفسي وصلع مبكر؟
  6. سؤال سياسي محير آخر: هل تقبل أمريكا على سيطرة حقيقية على العالم من خلال التوسع والانطلاق من قضية لأخرى وسحق كل المخالفين ونصبح خلال عقود من الزمن تحت رحمة القوة الكبرى؟ أم أن أمريكا تورط نفسها في مسؤوليات ضخمة وسرعان ما يتسع الخرق على الراقع ويصبح الاقتصاد على وشك الانهيار، وتصبح كالبقرة التي وقعت بين أيدي الجزارين الذين طالما رفستهم؟
  7. لماذا لا يقرأ العرب بالضبط؟ إذا كانت كثرة الملهيات، فلماذا كانوا لا يقرؤون قبل أن تأتي القنوات الفضائية والإنترنت، ولماذا يقرأ الغربيون والشرقيون رغم وجود هذه الملهيات لديهم؟ وإذا كانت ثقافتنا البدائية هي السبب، فلماذا يستمر الحال بنا كذلك رغم التعليم والتقدم؟ هل معقول أن العرب لا يجدون ما يقرؤون؟ ومن المسؤول إذا صح هذا عن عدم كتابة ما يمكن للعرب قراءته والترقي لمستوى الشعوب الأخرى؟ وأخيرا كيف يمكن للعرب أن تكون لديهم ثقافة وأدب ومؤلفات وفكر حين لا يوجد قراء؟
  8. وبمناسبة ذكر الثقافة والأدب، هل سبب الاضمحلال الثقافي العربي هو فعلا عدم وجود القراء، أم أن هناك قصة أخرى؟ أين القصيدة التي تطربنا كما كانت كل القصائد القديمة والحديثة تطربنا؟ هل عجزت الأرحام عن أن تنجب مثل المتنبي وشوقي ونزار أم أن القصيدة أصبحت دقة قديمة؟ وما بال رواياتنا الجديدة، أغلبها خال من الحبكة وضعيف النص وتصلح فقط لإطلاق التثاؤب في أجسادنا؟ أم أن هناك قصيدة ورواية عربية لم نكتشفها؟ في النهاية، ما سر حياتنا المادية التي لا ترى أثرا للثقافة في زواياها رغم أننا عاطفيون فاشلون ماديا ولدينا الكثير جدا من المعاناة؟
  9. إلى أي حد يجب أن نبحث في حياتنا كل يوم عن الترفيه؟ هل الترفيه هدف بمعنى أنه من الإنجاز أن تكون حياتنا دائما ضاحكة مرحة منطلقة نعيش حياتنا في سفر ولقاء الأصدقاء _ ما دام ذلك ممكنا ماديا _ ونعمل بأقل قدر ممكن، أم أن الترفيه يجب أن يكون في حدود ما ينعشنا فقط لنعود لحياة الجد وتحقيق الأهداف والطموحات؟ وأيا كان الجواب، لماذا يكره الناس الجادون ويقللون من شأن أصحاب اللهو والمرح؟
  10. هل يمكن تطوير الذات فعلا كما تدعي عشرات الكتب والمدربين؟ أم أن عاداتنا رسخت في أعماقنا وليس لها من حل إلا التحايل عليها بين الحين والآخر لعلنا ننجو بأفعالنا؟
  11. لماذا ينجب الناس الأطفال؟ هل هي رغبة أنانية لتحقيق السعادة للنفس بينما يعاني الأطفال من قسوة الحياة حين يكبروا؟ أو أنها واحد من أفعالنا التي تمضي بلا تفكير؟ هل تستحق متعة إنجاب الأطفال كل المسؤوليات والمعاناة المرتبطة بها؟ أم أن الأطفال وبناء العائلة هي واحدة من أهم أهداف حياتنا؟
  12. أيهما أفضل للشعوب الحرية أم الرأي الواحد؟ هل يعقل أن الخلافات الحزبية والانتخابات وتبدل الحكومات وفوضى الرأي والسلوك هو خير للأمم من الرأي الواحد الذي يقود الأمة نحو خيرها على المدى الطويل؟ وماذا لو كان الرأي الواحد هذا غير سديد؟
  13. ما قيمة الشهرة؟ لماذا نبحث عن المشهورين ونتناقل أخبارهم أيا كانت أسباب شهرتهم؟ هل ذلك لحاجة نفسية في قلوبنا؟ أم لأنهم فعلا فرضوا أنفسهم علينا؟ هل هناك حل يمنع المتسلقين الذين لا يستحقون من الشهرة ويعطيها للعظماء المجهولين الذين يستحقونها؟ وهل هناك حقا عظماء مجهولون؟ أم أنهم أشخاص فشلوا في “تسويق” أنفسهم وأفكارهم.
  14. هل يمكن تطوير الفكر؟ هل للنظريات والآراء والكتب قيمة في تطوير أفكارنا أم أنها مجرد نقاشات تشغل أوقاتنا قبولا ورفضا ليبقى كل شيء هل ما هو عليه لاحقا؟ وبالمناسبة: هل الأفكار الدينية قابلة للتطوير كما يرى البعض بمعنى ظهور آراء جديدة تستند للقواعد الشرعية العامة نفسها ولكنها تناسب أوضاعنا أكثر رغم مخالفتها للاجتهادات السابقة؟ أم أن اجتهادات فقهاء السلف تبقى هي الأساس وعلينا أن نكيف أوضاعنا على أساسها؟
  15. كيف نتعامل مع المراهقين؟ هل صحيح أننا نكبت مراهقينا ونمنعهم من نزواتهم بشكل يدفعهم للجنون أحيانا والتخبط النفسي طوال سنين عمرهم أحيانا أخرى؟ أم ان ما نفعله هو الصحيح من ضبط المراهقين وفرض الجد وقواعد المجتمع عليهم؟
  16. متى ننقاد للعقل ومتى ننقاد للعاطفة؟ هل الانقياد للعقل قتل للعاطفة التي تمثل الجمال والإنسانية في حياتنا؟ أم أن الانقياد للعاطفة ضعف وتضييع لعظمة العقل وأمبراطوريته وإفساد لسير الحياة؟ ماذا يفعل أب أو مدرس أو مدير تقوده عاطفته للتساهل وعقله لضبط الأمور وفرض العقوبات رغم الآلام العاطفية التي ترتبط بذلك؟
  17. لماذا نتورط في عشرات العلاقات الاجتماعية؟ هل هو أمر جميل؟ هل هو أمر مفروض علينا؟ هل نحن أسرى لمجتمع لا يسمح لك بالنجاح إلا مع تعدد العلاقات؟ هل نحن “مصلحيون” في علاقاتنا؟ هل النجاح فعلا بكثرة العلاقات؟ أم أن العلاقات تمثل جوهر حياتنا الإنسانية رغم ما تفرضه من نفاق ومراء وكذب؟
  18. ما قصة أولئك الذين يموتون كل يوم؟ هل هم ضحايا أفكار ومتسلطين أم أنهم مختلفون عنا بشيء ما لا نعرفه؟ إذا كانوا مثلنا فهل يمكن أن نموت يوما مثلهم؟ كيف يقوى على الحياة من يرى الضحايا تسقط بسببه؟ وكيف تتصاعد أفكار الإنسان بحيث يقبل على رمي نفسه في التنور؟
  19. والسؤال الأخير: ما قيمة التفكير أصلا؟ والبحث عن أجوبة للأسئلة مادامت الحياة تمضي، تقودنا حيث نقف عاجزين، نخسر أعمالنا فنبحث عن وظائف جديدة، نتزوج كيفما اتفق، وننجب حين تحمل زوجاتنا، ونضحك عندما يكون الوقت مواتيا، ونسعد حين يصادف وننفق أموالنا في استثمار صحيح؟ أم أن التفكير يعني وضع النقاط على الحروف حيث تتضح بعدها الرؤية ويصبح توجيه الشراع ممكنا؟
  20. ترى ما هو السؤال العشرون الذي بإجابته نرى النور الذي يمنحنا القدرة الخرافية للإجابة على كل الأسئلة السابقة؟ هل يوجد هذا الشيء أصلا؟

* نشر في مجلة المرأة اليوم الإماراتية