كانت ما يسمى بـ”الشبكات الاجتماعية” Social Networking، أحد التغيرات المفاجئة في عالم الإنترنت، ومن أبرز هذه المواقع موقع Facebook، وإن كانت هناك عشرات المواقع الأخرى المشابهة سواء منها العربية أو العالمية.
كثيرا ما أردد أن المرأة هي من أهم الفئات التي ينبغي أن تستفيد من هذه المواقع بشكل كبير، مع الحذر طبعا من الوقوع في المشكلات الاجتماعية التي تأتي مع هذه المواقع، والكثيرون كانوا يسألونني عن التفاصيل.
في رأيي أن المرأة العربية والخليجية يمكنها الاستفادة بشكل واسع من هذه المواقع بعدة طرق من أهمها:
- بناء العلاقات الاجتماعية الآمنة والملتزمة بالعادات المحافظة للمجتمع العربي والخليجي، فالمرأة كانت دائما تخشى الحركة والانفتاح في العلاقات وهي لا تلام على ذلك، فالكثير من الذكور بكل أسف لا يحترمون هذه العادات ويتفنون في مضايقة المرأة في حركتها.
- تأسيس مجموعات مهتمة بقضايا المرأة، وهي قضايا تحتاج الكثير من الجهد والإخلاص والتواصل مع الآخرين لإقناعهم بأهمية التكاتف لتغيير واقعنا السيء بشأن التعامل مع المرأة في المجتمع.
إن الكثير من أنشطة الجمعيات النسائية سيمكنها ببساطة الانتقال لهذه المواقع وقد تكون أكثر فعالية على شبكة الإنترنت بسبب إمكانيات التكنولوجيا وكثرة الأعضاء مما هي عليه حاليا على أرض الواقع.
- تأسيس مجموعات حول اهتمامات المرأة العملية، مما يمكنها من خلال شاشة كمبيوترها تأسيس حياة عملية متكاملة قد تتحول لاحقا إلى عمل تجاري مربح، فمثلا لو أسست امرأة مجموعة متخصصة في مساعدة النساء والرجال على التسوق من الماركات العالمية وجديد الموضة وفن الأناقة، فهي قد تستطيع لاحقا أن تحول هذه المجموعة _ عندما تحوي عشرات آلاف الأعضاء _ إلى عمل مربح في مجال استشارات التسوق والأناقة.
- تنمية معارفها حول المجالات المختلفة من خلال بناء علاقات اجتماعية مع الأشخاص الذين يبرزون ويتقنون هذه المجالات.
لقد بقيت المرأة العربية عموما _ والخليجية خصوصا _ محدودة الحركة بسبب اهتمام المجتمع العربي بقضايا حماية المرأة من أولئك الذين لا يحترمون خصوصيتها وكرامتها، وجاء الإنترنت ليحدث ثورة في هذا المجال بحيث يمكن المرأة من عمل الكثير من دون أن تغادر بيتها ومن خلال شاشة كمبيوترها.
إنني متحمس لأرى جيل جديد من الشابات العربيات الذين يتقنون استخدام الإنترنت للانطلاق خارج الإطر التقليدية، ويعملون ليل نهار لتقديم قضاياهم والتحاور حولها مع الآخرين، بحيث يتكون لدينا “رأي عام إلكتروني” يؤمن بعلاج مشكلات المرأة العربية وحمايتها ومنحها حقوقها التي حرمت منها منذ زمن طويل..
أهلا بكم إلى عالم التكنولوجيا الديمقراطي والعادل !!
* نشر المقال في صحيفة اليوم السعودية