كيف تملك قلبا من حديد؟

من قسم منوعات
الخميس 04 سبتمبر 2008|

هناك أمر حتمي في الحياة يمر به كل إنسان بلا استثناء عندما نواجه تلك المواقف الأليمة التي تعطينا الكثير من الإحباط والألم والغضب أحيانا.

نقف وتدور بنا الأرض من حولنا ونحن نشعر أن الأمل قد ضاع وأن الحلم قد تبدد ولم يبق إلا دخان اليأس.

والناس تتفاوت عادة في التعامل مع هذه المواقف بين أشخاص قلوبهم من حديد، تقاوم غدر الدنيا وطعناتها وتعيد بناء الموقف من جديد باحثة عن أشعة الضياء بين الركام، ثم تبتسم وتنطلق، وهناك أناس تنهار أمام الموقف وتتحطم مفردات حياتها وتنطلق عواطفها الحزينة بلا تحكم لتضفي السواد على كل ما حولها.

كيف يمكن امتلاك “عامل المقاومة” Resilience Factor كما يسميه علماء النفس؟.

في السابق كان العلماء يقولون بأن هذا أمر جيني فبعض الناس يولدون ومعهم هذا العامل وآخرون لا يملكونه، إلا أن التجارب والدراسات الحديثة أثبتت أن كل الناس تولد ومعها بعضا من المقاومة، ولكن ما يحصل _ أنه تماما كالعضلات _ بعض الناس ينشئون وهم يعملون باستمرار على “تمرين” عضلة المقاومة لديهم، فتقوى وتكبر، بينما آخرون يهملونها فتضمر لديهم ويصبحون ضعيفين أمام المقاومة.

الذين يمتلكون عامل المقاومة أو القلب الحديدي الصابر والدؤوب هم أولئك الذين ينظرون لظروف الحياة على أنها مشكلات تحتاج إلى حل، وأن عليهم أن يبذلوا كل جهدهم لإيجاد الحل، ويثقون في قدرتهم على إيجاد الحلول وتطبيقها مهما تنوعت المشكلات وقست، وهم في نفس الوقت يحاولون تجنب الإحساس بأنهم “ضحايا” لظروف الزمن الذي جنى عليهم وتركهم بلا قوة ولا حيلة.

بكلمات أخرى، هؤلاء الناس لا يشتكون ويبكون ويجزعون مما حصل لهم، بل بدلا من ذلك ينظرون للمستقبل ويعملون على حل المشكلة بشكل عملي.

هناك ميزة أخرى لأولئك الذين يملكون القلب الحديدي وهي الميزة التي ركز علماء النفس على إيجاد برامج تدريبية مرتبطة بها لمساعدة أولئك الذين تحاصرهم قسوة الحياة وظلم الناس وضغط الظروف وهي “التحكم في العواطف” فكلما تمكن الشخص من التحكم في عواطفه والبقاء هادئا تحت الضغط استطاع في النهاية من الاستفادة من كل ما لديه من معطيات ومعلومات وخبرة في الحياة في التعامل مع الموقف الذي يواجهه للخروج من المأزق والتوجه نحو مستقبل أكثر إشراقا.

التحكم في العواطف يتبعه أيضا التحكم في جزئيات العلاقة الشخصية مع الأصدقاء وفي العمل والمنزل، وإنجاح تلك العلاقات، ومن لا يمكنهم ذلك تكون حياتهم صعبة ومليئة بالفوضى والمشكلات الشخصية بشكل عام.

هناك اختبار لطيف لـ”عامل المقاومة” وضعه اثنان من علماء النفس الأمريكان، والمطلوب هو إعطاء نفسك درجة مقابل العبارات الثمانية أدناه كالتالي: (1=ليس صحيحا، 2=صحيح أحيانا، 3=صحيح إلى حد كبير، 4=صحيح في العادة، 5=صحيح جدا).

  • حتى لو خططت مسبقا للحديث مع زوجي، زوجتي، مديري في العمل، ابني أو غيره، أجد نفسي في النهاية أتحدث بشكل عاطفي أكثر من اللازم.
  • لا أستطيع بناء عواطف إيجابية في نفسي بحيث أستطيع التركيز على حل المشكلات
  • أستطيع التحكم في نفسي عندما تواجهني التحديات والظروف الصعبة
  • أنسى نفسي وأفقد التحكم أمام عواطفي
  • أنا أجيد تحديد ما أفكر فيه وكيف يؤثر على مزاجي الشخصي
  • إذا قام أحد بأمر يحبطني، أستطيع الانتظار لإيجاد الوقت المناسب لمناقشته معه بعد أن أهدأ.
  • عواطفي تؤثر سلبيا على قدرتي على التركيز على الأمور العملية في المنزل والعمل.
  • عندما أجادل صديقا أو قريبا حول موضوع خلاف، أتمكن دائما من التحكم في عواطفي وردود أفعالي.

اجمع إجابة السؤال الأول مع رقم 3، وإجابة السؤال الثاني مع رقم 5، وإجابة السؤال الثالث مع رقم 6، وإجابة السؤال الرابع مع رقم 8، ثم اجمع النتائج الأربعة لتحديد المجموع الإيجابي.

اجمع إجابة السؤال الخامس مع رقم 1، وإجابة السؤال السادس مع رقم 2، وإجابة السؤال السابع مع رقم 4، وإجابة السؤال الثامن مع رقم 7 لتحديد المجموع السلبي.

اطرح المجموع السلبي من المجموع الإيجابي لإيجاد النتيجة النهائية.

إذا كانت النتيجة النهائية أكثر من 13 فأنت تملك عامل المقاومة بشكل ممتاز، وإذكانت أقل من 6 فأنت لديك مشكلة حقيقية، وتحتاج لقراءة ما كتبت أعلاه بتمعن حتى تغير حياتك.

القلب الحديدي يحتاج أحيانا لبعض السمكرة!!

* نشر في مجلة المرأة اليوم الإماراتية