وخير ريجيم في الزمان السفر!

من قسم منوعات
الخميس 15 فبراير 2007|

هناك أشخاص يدعون أن السفر يُسبب السمنة، ولهذا السبب قررت أن أحل هذه المشكلة وأخترع “ريجيم السفر”.

هذا النظام حقوقه محفوظة، وإذا سمعت أن أي شخص استفاد من أفكاري تجاريا بأي شكل من الأشكال فسأشتكيه لجهة ما لا أعرف ما هي، ولكن سأشتكيه، أو سأرسل له “شباب حارتنا” في أسوأ الأحوال.

ريجيم السفر فكرته بسيطة، سافر بطريقة معينة عدة مرات في السنة، وستفقد الأوزان المتراكمة وتصبح نحيفا وبلياقة عالية أيضا.

  • أولا: عليك أن تختار وجهة السفر بعناية فائقة.

اختر بلدا من النوع الذي لا يمكنك أن تأكل أكله، الفليبين مثلا أو أي دولة أفريقية من ذوات الأسماء الصعبة “سيراليون أو الكونغو أو ساحل العاج”.

بذلك تكون قطعت نصف الشوط، لأنك ببساطة لن تستطيع الأكل هناك.

انتبه من الوقوع في إغراء مطاعم الوجبات السريعة التي تبدو وكأنها الشيء الوحيد الذي يمكن أكله هناك.

بالعكس، عليك أن تدخل المطاعم الشعبية، المغرقة في المحلية، وتنظر لقائمة الطعام، وتأخذ نظرة على الأكل، وتنظر لأيدي العاملين في المطعم، ثم تقرر أن تأخذ زجاجة ماء تتأكد من إغلاقها وأنها مختومة وتاريخها لم ينته، ثم تمضي من حيث أتيت.

نعم ستجوع، وفي كل مرة تجوع، ادخل لواحد من هذه المطاعم، وإذا اشتد بك الجوع أكثر، فاطلب شيء ما عندهم، فالجائع مستعد عندما يبلغ مرحلة الجوع القصوى أن يأكل التراب، وهذه المرحلة هي التي تحتاجها حتى تعرف أن الريجيم بلغ أقصاه.

انتبه ألا تقع على غفلة في حب ذلك الطعام الشعبي وتقبل عليه بنهم، لأن هذه مصيبة، حيث ستتغير رائحة جسمك وشكلك سيتغير ونظرات عيونك ستتغير، وحتى شكل أنفك سيتغير.

إذا كان هذا الأمر ممكن أن يحصل في تقديرك، فاهرب من ريجيم السفر هربك من الذئب “وهو حيوان موجود في حديقة الحيوانات للاطلاع”.

إذا كان ولا بد ستسافر إلى بلد طعامه شهي ومغري “إيطاليا مثلا”، وتريد أن تطبق هذا الريجيم، فأقول لك إن الحل الوحيد لك أن تنظر بتأمل ليل نهار للأجسام الرشيقة في تلك الدولة، وتقارن بينها وبين الكرشة المتدلية، إلى أن تصيبك عقدة نفسية يسموها “التعقد من النحافة الأوروبية”، كما بإمكانك لتسريع حصول العقدة النفسية لديك أن تذهب لمحلات الملابس الغالية هناك وتحاول قياس أي بدلة لتكتشف أنه لا يليق بك أي مقاس من أي ماركة، فتعود مهزوما مدحورا إلى غرفتك في الفندق.

لكن ريجيم السفر لا يتوقف هنا، بل هناك الكثير من التفاصيل الدقيقة الأخرى. عليك أن تختار مثلا أسوأ خطوط طيران موجودة تصل لتلك الدولة “بالإضافة لكونه تخفيض جيد في المصاريف”.

في هذه الخطوط ستصلك الوجبة الباردة البائتة الصغيرة “أحيانا تحتاج لمكبر قراءة لترى مكوناتها”، وبعدها ستكتفي بالماء، وحتى لو أكلتها فهي لا تتضمن أي قيمة غذائية.

في هذه الرحلات في الغالب، سيختار الكابتن الطريق ذي المطبات الجوية المميزة، وعندها ستتحرك معدتك وكل أعضاء جسمك، ويترك الرعب أثره عليك، وهذا على الأقل سيقضي على خمسة كيلوغرامات دفعة واحدة.

عندما تخطط للذهاب للمطار، نام متأخرا، واربط الساعة قبل ساعة و17 دقيقة من الإقلاع “رقم محسوب بدقة بناء على عدد من التجارب”.

إياك أن ترتب شنطتك أو أغراضك قبل النوم، وعندما تستيقظ فجأة، انطلق كالمجنون في أنحاء الغرفة رتب كل أغراضك خلال ثلاث دقائق، اركض إلى المصعد، اطلب من كل الموجودين الابتعاد لأن الرحلة ستفوتك، انتهي من إجراءات الفندق خلال ثلاث دقائق أخرى وأنت تستعجل الموظف وتصرخ فيه وتهدده بعدم العودة للفندق مرة أخرى في حياتك.

أوقف أول تاكسي، اقلب شخصيتك من الرجل الغاضب للرجل المسكين وترجى السائق بكل ما تملك من مهارات أن يسرع ويكسر كل القوانين لأنك ستدفع له الضعف، اركض في المطار مثل المجنون وعزائك أن أحدا لا يعرفك هناك، تمسكن أيضا عند موظف الحجز ولمح “مجرد تلميح” إلى أنك قد تترك السفر على خطوطهم العظيمة إذا لم يسمح لك بالسفر.

بعد كل هذا الجري، والخوف من ضياع الرحلة و”اللخبطة” الشديدة، ستكون فقدت ثلاثة كيلوجرامات أخرى.

لكن هذا الريجيم لن يتحقق بالكامل إلا بعد تحقيق بعض الشروط الدقيقة جدا التي لا يليق ذكرها هنا، وسأشرحها لك “بعد دفع رسوم الاستشارة” بشكل سري وخاص..

ستقول لي أن هذا ريجيم مكلف لأنك ستسافر وستدفع لي وإلى آخره، وأقول لك تذكر أنك ستوفر الكثير من المال في حياتك على المدى الطويل عندما تصبح نحيفا وتتوقف عن الأكل المحترم إلى الأبد!

* نشر في مجلة عالم الغذاء السعودية