عاطفة المرأة هي الطاقة التي تجعل قلبها يتوهج وعينيها تشع ويجعلها تمنح عطاءاتها وحنانها، وبقدر ما تمثل عاطفتها نقطة ضعف مع سيطرة العاطفة على العقل إلا أنها في نفس الوقت تمنحها قوة هائلة تجعلها قادرة على منح كل شيء من حولها معنى الحياة.
إلا أن المرأة تملك ثلاث أنواع من العاطفة، وهي في معظم الأحيان غير قادرة على صنع التوازن بين هذه الأنواع، بل إن نوعا من هذه الأنواع يسيطر عليها ويشكل حياتها وعلاقاتها مع الآخرين من حولها، وفي العادة لا يصعب على المرأة أن تعرف نفسها، وبعض النساء يطلقن العنان لـ”العاطفة المسيطرة” فتصبح ظاهرة للعيان من خلال سلوكياتها، وبعض النساء يكون لديهن خوف شديد من معرفة من حولها بـ”عاطفتها المسيطرة” فتبذل جهدا متكلفا لإخفاءها وإظهار العكس.
الأنواع الثلاثة لعاطفة المرأة هي عاطفة الأمومة والعاطفة الحميمة والعاطفة الخارجية.
عاطفة الأمومة تكون للمرأة التي تملك قلبا فيه الكثير جدا من الإخلاص والارتباط بالأسرة، وهي تتوجه بعاطفتها إلى أقصى حد نحو والديها وأسرتها ثم لما تصبح أما تتوجه بعاطفتها نحو أطفالها، والعاطفة نحو الوالدين “الأم والأب” قريبة جدا من العاطفة نحو الأبناء.
صحيح أن الفتاة قد تكره والدتها أو والدها لأسباب ما، ولكن في الأسر السوية، يحصل مثل هذا التقارب.
هذه المرأة في العادة تفشل في حياتها الزوجية إلا إذا وجدت زوجا يتفهم كثيرا مثل هذه العاطفة الجياشة لديها ويدرك أثرها الإيجابي على أبناءه ويتنازل عن عدم تحقيقها لبعض احتياجاته _ حتى لو بذلت أقصى جهدها _ وهي امرأة عادة أكثر قلقا من غيرها وتبحث عن الأمان ولكنها في نفس الوقت تملك الكثير جدا من الطيبة والإخلاص ومحبة الآخرين.
أما العاطفة الحميمة فحين تسيطر على المرأة تغلب فيها طبائع الأنثى وتكون ممن يربط الجانب العاطفي بالجانب الجسدي، وتكون شديدة الارتباط بزوجها، كثيرة الاهتمام بنفسها، أقل اهتماما بأطفالها وبثقافتها وبشخصيتها الاجتماعية، ومشكلة هذه المرأة أنها شديدة الغيرة، وأنها تفقد أحيانا الذكاء في ملاحقتها لزوجها فتحاصره ويسبب هذا نوعا آخر من المشاكل.
إذا فقدت هذه المرأة احتياجاتها مع زوجها، فقد تميل للخيانة.
وتأتي العاطفة الخارجية مناقضة للنوعين السابقين من العاطفة، فالمرأة التي تسيطر عليها عاطفتها الخارجية تميل للبحث عن الأصدقاء والخروج من المنزل وتهتم أكثر بنجاحها وشخصيتها الاجتماعية وثقافتها، فيما تعطي اهتماما أقل بزوجها وأولادها.
هذه المرأة تعشق الانتباه واهتمام الناس بها، وهي إذا بنت علاقات حميمة خارج إطار الزوجية فهي في الغالب تفعل ذلك ضمن محبتها لتجربة الحياة الاجتماعية بكل أشكالها.
ومن الواضح أن هذه المرأة تدخل أيضا في إطار نوع مختلف من المشكلات في حياتها، ولكنها عندما تكون ذكية بما يكفي، فهذا النوع من النساء قد تكون الأنجح في حياتها لأنها تعكس تجربتها الاجتماعية على حياتها في منزلها فتحقق النجاح والهدوء العائلي.
والنساء طبعا ليسوا أنواعا ثلاثة حسب العاطفة المسيطرة، بل إن نسب أنواع العاطفة تتفاوت في المرأة مما يخلق أنماطا مختلفة منها، وكثير من النساء من الذكاء والاجتهاد والصبر وحسن التربية أنها تبذل جهدا جبارا فتحقق التوازن بين العواطف الثلاثة كلها.
والعاطفة هي عامل فقط من عدة عوامل تحكم السلوك، فقد تميل المرأة لزوجها ميلا شديدا، ولكن كونها جاءت من أسرة تعتني بتربية الأبناء فإن هذا يجعلها تعتني بأولادها، وقد تعاني المرأة من تجربة قاسية يجعلها تتخلى عن عاطفتها الحميمة وتستغني بالأصدقاء أو الأطفال عن حاجاتها الجسدية.
كتبت ما كتبت أعلاه لأنني وجدت الكثير من الأصدقاء يقفون حائرين أمام فهم النساء، ووجدت أن هذا التقسيم بشرحه المبسط يسمح للرجل بدخول عالم المرأة الغامض والجميل في آن واحد.
عاطفة المرأة _ أيا كان نوعها _ هو ما يجعلها أعظم مخلوق يمشي على الأرض!
* نشر في مجلة المرأة اليوم الإماراتية