«الأحلام المتشابهة» هي سر نجاح الزواج

من قسم منوعات
الثلاثاء 24 أبريل 2007|

كثير من الناس يبحث عن سر لنجاح الزواج، وهناك عشرات الكتب والمقالات والنظريات التي تقدم أفكارا ممكنة تساعد على إنجاح العلاقة الزوجية، وذلك لأن الزواج أحيانا يبدو أمرا معقدا جدا، فهناك طرفين ارتبطت حياتهما ببعضهما، وهم بطريقة أو بأخرى لم يعودا يجدان المبرر للاستمرار في هذا الارتباط بالشكل الذي حلما به.

أنا لدي نظريتي الخاصة لعلاج هذا الموضوع، واسمحوا لي بأن أسميها بـ”الأحلام المتشابهة”، فأنا أعتقد جازما أن مشاكل الزواج أو عدم نجاحه تأتي في كثير من الأحيان من اختلاف الأحلام أو الرؤية بشأن المصير المتشرك سواء عند الأيام الأولى من الزواج أو عند فتوره وظهور المشاكل، وبالمقابل فإن تشابه الأحلام أو التفكير حول المصير المشترك للأسرة يساعد في إحياء العلاقة الزوجية وجعلها تنمو مع وجود آمال وطموحات تعطي الحيوية والطاقة لدفع العلاقة الزوجية للأمام.

تخيل أن هناك شركة، بدأ الشركاء في بناءها وهم لا يعرفون ماذا سيفعلون في مستقبلهم ولا يعرفون ما هو نشاط الشركة، ولا من سيديرها، ومن أين سيأتون برأس المال، وغير ذلك من الأسئلة الحاسمة حول مستقبل الشركة، أظن أننا جميعا متفقون على أن هذا طريق الفشل شبه الأكيد للشركة.

أيضا تخيل أن شركة ما مر عليها عشرات السنين وهي تقوم بنفس العمل الروتيني، حتى لو كان ناجحا، وليس هناك رؤية تطويرية مستقبلية ولا أهداف تسعى إليها الشركة وتشعل الحماس في أفرادها، أظن أن الخبرة علمتنا أن هذا أيضا يمثل طريق لفشل تلك الشركة، أو على الأقل فتور أفرادها وشعورهم بالملل وبحثهم عن وظائف أخرى تمنحهم السعادة أكثر من هذه الشركة الروتينية المملة، بل إن الدراسات الإدارية تؤكد أن الأعمال الروتينية هي الأسوأ في التأثير على إنتاجية الموظف وحيويته النفسية.

إذا كان هذا صحيحا في قطاع الأعمال، حيث الأمور عادة ليس فيها بعد شخصي، وإنما هي جزء من الحياة العملية، فإن الأمر أولى بأن يكون صحيحا في الحياة الشخصية التي تمثل صميم وجودنا ومعنى حياتنا، ومشكلة كثير من الأزواج أنهم بدؤوا حياتهم بدون تصور واضح، أو أن حياتهم سيطر عليها الروتين حيث صار للرجل أحلامه المرتبطة بحياته العملية ومغامراته الشخصية، بينما للمرأة أحلامها الخاصة كذلك.

أعرف أن كلامي هذا يبدو غريبا، فالزواج زواج كما قد يقول البعض، ولكن هذا ليس صحيح، فليس كل زواج يشبه الآخر، وإلا لما كانت بعض العلاقات الزوجية ناجحة وممتعة وبعضها الآخر فاشل وليس له معنى.

الزواج هو مشروع يمتد طوال الحياة ويمثل أهم معاني حياتنا.

لو آمنت بما قلت أعلاه وأنت متزوج خائف من الملل من الحياة الزوجية، وتريد فعلا البحث عن حلم مشترك فإياك أن تصدق أن الأمر سهل ويمكن حله خلال نصف ساعة من التفكير أثناء شرب القهوة.

كما هي الشركات تماما، يبذل الناس الكثير من الجهد والتفكير والبحث حتى يتمكنوا من إيجاد الأفكار الناجحة والمميزة، وكذلك الزواج يحتاج الكثير من الجهد والتفكير والإبداع في إيجاد وجهة تتوجه إليها الأسرة لتصل بها إلى بر الأمان، ولكن صدقوني الأمر يستحق كل هذا الجهد.

الرئيس الأمريكي جون كندي قال يوما: لا تسأل عما أعطتك إياه أمريكا واسأل ماذا قدمت أنت لأمريكا، وأنا أقول: لا تسأل ما أعطاك إياه الزواج، واسأل ماذا أعطيت أنت للزواج!

* نشر في مجلة المرأة اليوم الإماراتية