إعلان: أحتاج مدرسة!

من قسم منوعات
الأحد 27 مايو 2007|

مع بدء موسم التسجيل للمدارس، امتلأت الصحف بإعلانات المدارس التي تعلن فيها عن ميزاتها الكثيرة، حتى لو كان أكثر ذلك مجرد ادعاء، فالتعليم لا يزداد إلا سوءا عبر الأيام.

لذلك قررت أن آخذ المبادرة لأغير هذا الأمر، وأعلن أنا عن المدرسة التي أريد، وعلى المدارس أن تنظر في الميزات التي أبحث عنها، وعلى من يجد في نفسه الكفاءة أن يرسل لي مندوبا إلى المنزل فيشرح لي بالدليل القاطع كيف تقوم المدرسة بتلبية هذه الشروط حتى أسمح لهم بأن يعلموا فلذة كبدي في مدارسهم، وفيما يلي نص الإعلان:

إعلان

البحث جار عن مدرسة مناسبة تتوفر فيها الشروط التالية:

  • أن تعلم المدرسة ابنتي مهارات الحياة التي تحتاجها في مستقبلها والتي تؤهلها لتكون انسانة متميزة في عملها وبناء حياتها، ولا تعلمها ما لا تحتاجه، بحيث تتخرج وهي قادرة على المنافسة والالتحاق بأحسن الوظائف ولا تحتاج لتأهيل من جديد وكأنها لم تتعلم قط في حياتها.
  • أن تأتي المدرسات وقد ظهرت على وجوههم السعادة والابتهاج، ولا يظهر عليهم الفقر والغضب والتعاسة وكأن أحدا أشبعهم ضربا حتى يأتوا للمدرسة كل صباح.
  • أن يكون في المدرسة بيئة حضارية قائمة على الاحترام والقيم العليا، ولا تكون قائمة على الاضطهاد والشتائم والديكتاتورية والصراخ وامتهان الطلاب.
  • أن تؤمن المدرسة بأن العلم قائم على الفهم والاستمتاع بالمعلومة ولا يقوم على قائمة من الطلبات المدرسية التي ترسلها المعلمة كل يوم وكأننا نملك مكتبة قرطاسية داخل غرفة النوم.
  • أن تؤمن المدرسة بالتعددية واحترام روح الخلاف ورأي الطالب والطالبة، ولا تقوم على الديكتاتورية والطاعة العمياء للمعلم واعتبار رأيه هو الرأي الأول والأخير وكل ما عداه خطأ لا يحتمل الصواب، فيخرج الطالب بعد ذلك ديكتاتوريا مقلدا لمعلميه ورافضا لأي آراء أخرى في حياته.
  • أن تقوم المدرسة بتدريس الطالبة كل المعلومات اللازمة داخل المدرسة، ولا تأتي الطالبة للبيت لتبدأ يوما دراسيا جديدا مع عشرات الواجبات التي لا معنى لها ولا فائدة.
  • أن تتخرج الطالبة وهي قادرة على النقاش والحوار والخطابة وواثقة من نفسها وتملك الرأي والحجة، ولا تتخرج مريضة نفسيا غير قادرة على أن تقول جملتين متتاليتين ذات معنى.
  • أن تعمل المدرسة مع المنزل، وتتواصل معهم باستمرار وتعلمهم بشكل مكثف كيف يقوموا بدورهم في المنزل، كما هو حاصل في المدارس الغربية.
  • أن يكون في المدرسة لكل طالب أو طالبة شخص يعتني بالنتيجة الكلية للطالب ويهتم بوضعه العام ويعالج مشكلاته ويتواصل مع الأسرة بشأنه ويتفاهم مع المدرسين، تماما كما تعين الشركات لكل عميل مديرا لحسابه لدى الشركة.
  • أن تعلم المدرسة الطالبة أو الطالب القراءة الكثيفة والقدرة على الفهم والبحث واستخدام قواعد المعلومات والبحث في الموسوعات وحل المشكلات والإبداع بدلا من تعليمه أن يكون مسجلا يحفظ كل ما ألقي عليه.
  • أن يتعلم الطالب أو الطالبة التوازن بين الواقعية والمثالية، فلا يرى العالم بصورة وردية وكأننا يجب أن نعيش ملائكة تمشي على الأرض، كما لا تعلمه أن يكون وغدا كاذبا حتى ينجح في دراسته وحياته.

على كل مدرسة تجد في نفسها القدرة على تلبية هذه الطلبات أن تتصل وترسل من يشرح بإسهاب ما يثبت التزام المدرسة بما هو أعلاه، وإذا لم يتقدم أحد لأنه لا يوجد أحد قادر على تلبية الطلبات، فأنا أعلن كأب أنني أشعر أن بقاء الطالبة في المنزل خير من دراستها!!

لن يتقدم أحد كما يبدو، وبكل أسف.

* نشر في مجلة المرأة اليوم الإماراتية