مسلمو أمريكا قلقون من نتائج انفجارات كينيا وتنزانيا

من قسم منوعات
الإثنين 10 أغسطس 1998|

يسود قلق في أوساط الجالية الإسلامية في أمريكا في أعقاب انفجارات كينيا وتنزانيا، حيث يخشى مسلمو أمريكا أن تؤدي التغطية الإعلامية الأمريكية المنحازة لها إلى أحداث مشابهة لتلك التي تلت انفجارات أكلاهوما، وطائرة TWA.

مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية CAIR، بذل جهودا واسعة النطاق فور الإعلان عن الحادث، حيث تم توزيع بيانات على كل المراكز الإسلامية في أمريكا تتضمن توصيات دقيقة للحفاظ على أمن المساجد والمراكز الإسلامية، والتي قد يستهدفها الاعتداء والخطوات التي يبنغي سلوكها فور وقوع اعتداء سواء كان ذلك على أفراد الجالية المسلمة أو على المراكز الإسلامية، وتم بث على هذه التعليمات أيضا على شبكة الإنترنت وحلقات النقاش الإسلامية.

أيضا؛ قام المجلس بتوزيع بيان على الوسائل الإعلامية الأمريكية يناشدهم بعدم تعجل النتائج وعدم الحكم على المسلمين من خلال معلومات غير مؤكدة، كما طالب البيان الوسائل الإعلامية في حال ثبات هذه المعلومات بعدم نسبة تصرفات أفراد متطرفين لدين أو مجموعة كاملة تستنكر مثل هذه الأحداث.

أيضا؛ وجه المجلس مذكرة عاجلة للرئيس الأمريكي بيل كلينتون، يناشده التمهل في هذه الموضوع ومطالبة وسائل الإعلام بذلك، وبالفعل، كانت جميع تصريحات البيت الأبيض الأمريكي بما فيها حديث الرئيس نفسه، وحديث وزيرة الخارجية الأمريكية، معتدلة بعيدة عن اتهامات سابقة لأوانها.

مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، وعموم الجالية المسلمة، كانوا يتوقعون بشكل كبير تغطية معتدلة غير منحازة حول الانفجارات، وخاصة أن وسائل الإعلام الأمريكية وقعت في الفخ مرتين من قبل حين اتهمت المسلمين بانفجار أكلاهوما، ثم بانفجار الطائرة الأمريكية، واللتين ثبت عدم وجود أي علاقة للمسلمين بهما.

لكن الحقيقة أن وسائل الإعلام الأمريكية قدمت تغطية منحازة، فالبعض ذكر وجود أقلية إسلامية في كينيا وتنزانيا أو وجود شخص بزي إسلامي في مكان الانفجار أو عن اشتبهات بوجود شخص يتحدث العربية، وكأن هذه العلامات كما يقول نهاد عوض، رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، أصبحت دلائل لاشك فيها على تورط المسلمين في الانفجار.

حسب رصد مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية لتغطية وسائل الإعلام الأمريكية، تميزت محطة NBC، بكونها الأسوأ في انحيازها ضد المسلمين في التغطية، ورغم اتصال CAIR، بالمحطة، إلا أن المحطة ثابرت على التأكيد بأن المسلمين متورطون في الحادث، بينما تميزت محطة CNN، بأفضل تغطية نسبيا، وإن كانت المحطة قد حاولت عدة مرات ربط الحدث بالمسلمين من خلال الحديث عن وجود جماعات أهمها مجموعة أسامة بن لادن، والذي أعلن في حوار مع CNN، «الجهاد ضد المصالح الأمريكية».

ورغم استنكار المسلمين في أمريكا لتصرفات هذه الجماعات المتطرفة، إلا أنهم يرفضون تماما اعتبارهم ممثلين للإسلام والمسلمين في العالم.

نهاد عوض، يؤكد أن رصدهم للتغطية الإعلامية في أمريكا تؤكد تعطشهم واستعدادهم للانقضاض في حال ظهور أي أدلة ضد أفراد ينتسبون للإسلام في الحادث، وحينها فقط لا يعلم أحد مدى آثار مثل ذلك على أفراد الجالية الإسلامية في أمريكا مع الأخذ في الاعتبار طريقة الإعلام الأمريكي في التغطية والتي تربط عادة بين الصور الإنسانية للقتلى والجرحى بالحديث عن المتسبب في الحادث والتي تترك ردود فعل عاطفية واسعة بين قطاعات الشعب الأمريكي.

الإعلام الأمريكي لم يأخذ فرصته في الانحياز ضد المسلمين حتى أعلنت صحيفة عربية عن استلامها لمن يدعي مسئوليته عن الحادث من إحدى الجماعات الصغيرة التي تنسب نفسها للإسلام، وقد عبر عدد من الشخصيات الإسلامية في أمريكا تمنيهم أن الإعلام العربي لا يسارع بنشر مثل هذه الأحداث والتي يعرف بالتأكيد أنها قد تكون مجرد ادعاءات يستخدمها المغرضون في الإعلام الأمريكي ضد المسلمين، وقد حصل أن هذه الصحيفة العربية نفسها نشرت خبرا عن بيان مماثل بعد انفجار طائرة TWA، وأحدث الخبر ضجة عنيفة في الإعلام الأمريكي ليثبت بعدها أن الانفجار كان خطأ ميكانيكيا بحتا.

الحكومة الأمريكية رفضت التعليق على إعلان الصحيفة العربية واستبعدوا صحته لأن الاسم غريب وغير معهود من قبل، وخاصة أن الانفجارات مخططة بطريقة تدل على أن التصرف ليس فرديا أو ناتجا من مجموعة صغيرة، كما أن مصداقية مثل هذه الأخبار سقطت لما ثبت عدم صحتها من قبل في حادثة انفجار الطائرة.

إلا أن الإعلام الأمريكي اختار عدم التركيز على هذا النفي والتركيز على الأصولية الإسلامية وخطره على الغرب.

أيضا؛ عبر أحد الشخصيات الإسلامية تمنيه أن يكون الإعلام العربي قد ركز على احتمال تورط الموساد في الحادث وخاصة أن إسرائيل لها مصالح واسعة في المنطقة الأفريقية ويفيدها إيجاد هوة بين المسلمين والعرب وبين حكومات هذه الدول الأفريقية، وظهر ذلك في خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو، والذي ركز على اتهام «الأصولية الإسلامية» بتدبير الحادث.

* نُشر في جريدة المسلمون الدولية