استخدم خيالك لتقضي على الإجهاد!

من قسم منوعات
الأحد 18 مايو 2008|

الإجهاد العصبي والنفسي يعتبر عدوا لدودا للإنسان الذي يقضي يومه محاولا تحقيق النجاح في أهدافه العملية بينما تواجهه الكثير من العوامل السلبية أقلها تحديات التعامل مع مختلف فئات الناس الجيد منها والسيء أو حتى القيادة في الطرق المزدحمة وليس أكثرها تحديات تحقيق الأهداف والأرباح ومواجهة التحديات العملية اليومية.

هذه التحديات تصل بنا أحيانا إلى نقطة من الضغط النفسي التي تجعل الإنسان كارها ليومه وبيئته، غير قادر على الإنتاج أو التفكير أو الإبداع، وغير قادر على التعامل مع الناس من حوله بكل ما يقتضيه الموقف من حكمة وهدوء وتروي وانضباط.

ليس ذلك فحسب، بل مثل هذا الإجهاد يترك أثره على صحتنا على المدى الطويل وربما القصير كذلك.

البعض يظن أن الإجازات هي الحل، وهذا صحيح طبعا ولكنه جزء بسيط من الحل، فالحل الفعال يتطلب تقليل الإجهاد اليومي لأنه يعني المزيد من السعادة اليومية، وتقليل الإجهاد يتطلب تغيير الموقف والظروف والأسباب التي تسبب الإجهاد.

أعرف زميلا كان يعاني من الإجهاد بسبب عمله في أحد إدارات القبول والتسجيل الجامعية، وكانت معاناته بسبب كثرة الاتصالات والناس التي تأتي لمكتبه لتسأل أسئلة روتينية محددة ولتعانده عندما يكون جواب السؤال غير مناسب لظروفهم وغير ذلك، ولما أراد إيجاد حل لمشكلته التي كان يفكر في الاستقالة من عمله بسببها قام بأمر بسيط وهو طباعة ورقة فيها أجوبة على كل الأسئلة التي يسأل عنها الناس، وصار يطورها تدريجيا كلما واجه أسئلة لا تجيب عليها الورقة حتى تحولت إلى دليل مختصر، الأمر الذي أعجب إدارة الجامعة فأمرت بطباعة الدليل ونشره على الإنترنت.

النتيجة كانت عملا أسهل وأقل إجهادا مع إصرار الزميل على إحالة كل السائلين للدليل المنشور.

لكن هناك أنواع من الإجهاد لا يمكن علاجها بتغيير الموقف، وتكون قدرا من السماء. هذه الأنواع يمكن التقليل منها بعدد من الطرق ومن أجملها طريقة اسمها “التخيل”.

التخيل مفيد لتحقيق الاسترخاء بسرعة، حيث كل ما يتطلبه الأمر أن يتخيل المرء موقفا جميلا يرتاح له لدقائق يتوقف فيها عن العمل ويسرح فيها بخياله في ذلك المكان الذي يعشقه.

قد يكون المكان شاطئ البحر أو منظر جميل أو حتى المقهى الذي يرتاح فيه الإنسان.

على الشخص وهو يمارس التخيل أن يحاول دمج حواسه الخمسة في الموقف فيحاول سماع ما يدور حوله في ذلك الموقف، ويحاول شم الروائح التي هناك، يحاول تذكر طعم شيء يتناوله هناك، وربما أثر أشعة الشمس على جلده.

هناك أقراص مدمجة وملفات على الكمبيوتر يمكن تحميلها تتضمن أصوات الطبيعة، وإذا كان الإنسان يشعر بأقصى درجات الاسترخاء في نوع معين من حياة الطبيعة فيمكنه الحصول على الصوت الذي يساعده على التخيل.

التخيل ببساطة هو أن تحضر الموقف والمكان الذي تحب إلى مكتبك، من خلال دقائق كل يوم تترك فيها كل شيء حولك وتسترخي متجولا بخيالك في ذلك المكان الجميل.

التخيل أيضا مفيد للاستعداد والتجربة للإلقاء في مكان عام أو لاجتماع معين أو حديث صحفي أو أي عمل يتم التحضير له.

لقد وجدت الدراسات أن تخيل الإنسان للمناسبة التي سيذهب إليها وتخيل تفاصيلها وكيف ستمضي والتفاعل معها وكأنه يمر بها يزيد من ثقته بنفسه كما يزيد من فعاليته وقدرته على النجاح والتأثير في ذلك الموقف.

هناك طبعا أساليب جسدية للتعامل مع الإجهاد مثل التنفس العميق والمساج السريع لأطراف الجسم التي تعاني من الإجهاد وهذه لا غنى عنها ولكن جمعها مع التخيل يضمن لك لحظات من المتعة واسترخاء الذهن بالإضافة لاسترخاء الجسد.

لدقائق فقط كل يوم يمكنك أن تعيش الحياة التي تريد وتهرب من كل الضغوطات.

لا تنساني معك إذا كنت على الشاطئ فأنا أحب عصير الأناناس مع البطاطا المقلية والكاتشب!!

* نشر في مجلة المرأة اليوم الإماراتية