في مؤتمر ضخم أقيم الشهر الماضي بولاية كاليفورنيا الأمريكية وحضره عدد كبير من الأطباء والصيادلة، توصل المجتمعون إلى أن الدراسات المستمرة على الأدوية والمضادات الحيوية، أثبتت أن هذه الأدوية مازالت تحمل في نسبة عالية منها الكثير من الآثار السلبية الجانبية، وأن أجسام الناس في آخر القرن العشرين، والذين ولد أكثرهم وملعقة الدواء في أفواههم، قد تغير تركيب أجهزتها المناعية والهرمونية بشكل سلبي وربما خطير على المدى البعيد.
هذه النتيجة متوافقة مع كثير مما يعتقده نسبة لا بأس بها من عموم الناس حول الأدوية وأضرارها، والذي يجعلهم يبحثون عن أساليب بديلة للعلاج، مثل العلاج الشعبي والأساليب المنزلية التقليدية وخاصة بالنسبة للأمراض البسيطة.
هذه النتيجة أيضا تشرح لك لماذا بدأ قطاع من المجتمع الطبي في أمريكا وألمانيا واليابان وغيرها من الدول بالنظر جديا في استخدام الأعشاب الطبيعية والعطرية في العلاج، ولماذا بدأت عدد من مراكز الأبحاث الطبية الكبرى في إجراء دراسات مكلفة حول هذه الأعشاب وآثارها العلاجية والتوصل لنتائج إيجابية غير متوقعة على الإطلاق.
المشكلة الأساسية التي تبطأ هذه المسيرة أن شركات الأدوية العملاقة التي تنفق عادة على الأبحاث الطبية أملا في إنتاج أدوية تدر عليها ملايين الدولارات لم تضع يدها في هذه القضية، لأن العشب الطبيعي متاح لكل الناس ولايمكن تسجيل براءة اختراعه واحتكار إنتاجه وتسعيره.
نشرة إسلامية متخصصة
أحد الجوانب الهامة في قضية العلاج بالأعشاب الطبيعية هي ارتباطها بتراثنا الإسلامي، فكتاب «زاد المعاد في هدي خير العباد»، للإمام ابن القيم، والذي تضمن في جزء من أجزائه حديثا مفصلا عن العلاج بمختلف أنواع الأعشاب والثمار الطبيعية، وكتاب «الطب النووي»، للإمام النووي، موجودة في مكتبات كثير من الناس وتمثل مرجعا لهم.
هذا يشير للحاجة الماسة للربط بين ما تضمنته هذه الكتب من ملاحظات، وبين الدراسات العلمية الحديثة في هذا المجال.
تنبه لهذه القضية كريستي برنز، وهي أمريكية دخلت الإسلام قبل عدة سنوات، ثم قررت قبل ثلاث سنوات أن تنشأ نشرة متخصصة في الأعشاب الطبيعية من وجهة نظر إسلامية، ويوجد عدد كبير من المجلات الأمريكية المتخصصة في العلاج بالأعشاب عموما.
النشرة التي يتم توزيعها بالبريد العادي أو بالبريد الألكتروني مرتين في الشهر، حققت إقبالا جيدا بين القراء المسلمين، والذين شجعوها على إنتاج طبعة من النشرة خاصة بغير المسلمين وهو ما حدث بالفعل.
تقول كريستي، «كنت سعيدة حدا عندما فعلت ذلك لأن هذا سيعطيني الفرصة لأشارك غير المسلمين معلومات حول إسهامات الإسلام في مجال العلاج الطبيعي وتقديم بعض النصائح الحياتية العامة لهم».
معظم جمهور النشرة العامة والإسلامية داخل أمريكا وبعضهم من خارج أمريكا “خمس اشتراكات من السعودية”.
كريستي، لديها موقف سلبي حاد ضد استخدام الأدوية الكيميائية إذا كان يمكن الاستغناء عنها بالمنتجات الطبيعية، ولذا، فالنشرة تمثل سعي جاد نحو تحقيق هذا الهدف.
في الحقيقة كان إسلام كريستي، في جزء منه، انعكاس لانبهارها بالنصائح الطبية التي يحويها الحديث النبوي الشريف، والتي تضمن سلامة الجسم دون استعمال الأدوية.
أعشاب طبية
فيما يلي بعض الأمثلة على الاستخدامات الطبية للأعشاب الطبيعية حسب ما أثبتته الدراسات العلمية الغربية:
- فول الصويا يساعد الجسم على بناء الجهاز المناعي ويقلل احتمال الإصابة بسرطان القولون، وسرطان الرئة، وسرطان البروستات للرجال، وسرطان الثدي للنساء، ويقلل نسب الكوليسترول في الدم، ويحمي الجسم ضد الأمراض المرتبطة بنقص الكالسيوم في العظام، ويساعد النساء لتخفيف من بعض أعراض سن اليأس الطبية، وله دوره الإيجابي في حماية الكلى، وهناك كتاب أمريكي اسمه معجزة الصويا صدر عام 1995.
- أحد أنواع الشاي، ويسمى بالعربي بشاي الميرامية، ثبت أنه يقلل من مختلف أنواع الروائح السيئة التي تصدر عن الجسم، والأثر نفسه يمكن تحصيله بشرب كميات زيادة من الماء يوميا.
- شاي الزعتر، من جهة أخرى، ثبت أنه يساعد على النوم الهادئ البعيد عن الأحلام المزعجة والاستيقاظ المتكرر.
- الدراسات تقول بأن استخدام زيت الزيتون، وعدد من الزيوت الأخرى، مفيد جدا للجلد، ولكن بعض الناس لديهم حساسية لبعض أنواع الزيوت، ويمكن اختبار ذلك من خلال وضع نقطتان من هذا الزيت في حوالي ملعقتين من زيت الزيتون ثم دهن كوع اليد بها، إذا ظهر أي احمرار أو حكة على الجلد خلال 24 ساعة فهذا معناه أن الجلد حساس ضد هذا النوع من الزيوت.
- إحدى النباتات، وتسمى «شوك الحليب»، والتي تزرع على جوانب الطرقات في أمريكا، ثبت أن لها فوائد كبيرة في وقاية الكبد من الأمراض.
- الجزر والبطاطس الحلوة، فيها نسبة عالية من فيتامين “أ” الذي يساعد في الوقاية من مرض سرطان الجلد، ويساهم في رفع نسبة مناعة الجلد للأمراض، وخاصة تلك التي يسببها كثرة التعرض للشمس.
الباحثون ينصحون أولئك الذين يتعرضون للشمس مباشرة فترات طويلة بشرب كأس من عصير الجزر يوميا.
* نُشر في مجلة اليمامة السعودية