مئات الأطفال الفلسطينيين في عمر الزهور ذهبت بهم أسرهم للمستشفى في الضفة الغربية أو غزة ليأتي الطبيب الإسرائيلي ويحقنهم بإبرة «الإيدز» معلنا بذلك انتهاء حياتهم لا لذنب ارتكبوه سوى أنهم ليسوا بيهود.
تفاصيل هذه الجريمة البشعة وجرائم أخرى ارتكبت بحق الفلسطينيين توجد مفصلة على موقع «أولاد البلد».
يقول الخبر، الذي نشرته جريدة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية اليومية في شهر أبريل 1997، بأن السلطات الإسرائيلية، كوسيلة منها لقمع «الانتفاضة»، حقنت مئات الأطفال بفيروس الإيدز، 305 أطفال من هؤلاء حالاتهم مسجلة بشكل رسمي كمصابين بالإيدز.
الأطفال تم حقنهم أثناء علاجهم من أمراض عادية في المستشفيات التي تشرف عليها السلطات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
الجريدة ذكرت أن عددا من المحامين اعتذروا عن عدم قدرتهم تقديم شكاوى ضد الحكومة الإسرائيلية على أساس اتفاقية السلام الموقعة بين الحكومتين الفلسطينية والإسرائيلية، والتي تحرم تقديم شكاوى ضد جرائم ارتكبتها السلطات الإسرائيلية أثناء تواجدها العسكري في الضفة الغربية وغزة.
جريدة الأهرام المصرية، كانت من أول من نشر الخبر نقلا عن الجريدة الإسرائيلية، لكن الجريدة ظهرت في اليوم التالي لتقول إنها اتصلت بمصادرها في إسرائيل، والتي أخبرتها أن هذا الخبر لم ينشر في الجريدة، واعتذرت الأهرام عن غلطتها، وتعهدت باتخاذ الإجراءات اللازمة، لكن الحقيقة أن الخبر نشر بالفعل مفصلا، ولم يكن في الأمر أي خطأ.
وكالة «إمرا» الإسرائيلية للأنباء، التقطت اعتذار الأهرام، وصاغته بطريقة تتخلص فيها من أي مسئولية لتدقيق الخبر، ثم وزعته بشكل عام حول العالم، وعلى مجموعات النقاش حتى الإسلامية والعربية منها، وهذا الذي دفع «أولاد البلد»، مؤسسة حيادية معنية بحقوق السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بشكل خاص عبر العمل على إطلاق سراحه والتأكيد على حقوقه القانونية والاهتمام بوضعه الصحي والمعيشي والثقافي والاجتماعي، للحديث حول الموضوع، ونشر مفصل نتائجه على شبكة الإنترنت.
«أولاد البلد»، التي تلاحق هذه المأساة، تقول إنه بعد نشر هذا الخبر كل ملفات الأطفال المعنيين في مستشفى المقاصد بالقدس، ومستشفى رام الله، ومستشفى الشفاء، اختفت تماما.
لكن «أولاد البلد»، تقول إنهم وجدوا أدلة أخرى في حوزتهم على هذه المأساة، كما أنهم التقوا شخصيا بعدد من أسر هؤلاء الأطفال.
بعض هؤلاء الأسر قالوا، إن الحكومة الفلسطينية رفضت أن تنص في شهادة الوفاة على السبب الحقيقي للوفاة، واستبداله بالتهاب الرئة.
بعض الأسر قالوا إنهم خائفون من سلطات الأمن الفلسطينية، ولذا لم يقدموا أي شكاوى قضائية رسمية، إلا أن هؤلاء مستعدين للشهادة في المحكمة إذا وجدت قضية رسمية.
«أولاد البلد»، تحاول بذل جهود عالمية للضغط على الحكومة الإسرائيلية للإفراج عن أسماء هؤلاء المحقونين بالإبر، وبالتالي محاولة تحذيرهم من المرض، وعلاجهم “مرض الإيدز قد يستمر نائما غير مكتشف لمدة خمس سنوات”.
وتستفيد المنظمة من خدمة البريد الإلكتروني لتوزيع هذا الخبر على أكبر قطاع من الناس حول العالم، كما أن رسائلهم تحتوي على عناوين البريد الإلكتروني للعديد من المسئولين الإسرائيليين لإرسال رسائل «احتجاج» إليهم!!.
صفحة «أولاد البلد»، على الإنترنت فيها الكثير من المعلومات الهامة و«المؤلمة» في نفس الوقت حول أوضاع السجناء الفلسطينيين في «إسرائيل»، وخاصة منهم سجناء «الاعتقال الإداري»، إذ كما هو معروف يتم الاعتقال الإداري في السجون «الإسرائيلية» بأمر يصدر عن السلطة العسكرية للمحتل، ويتم السجن دون توجيه اتهام أو دون عرض المعتقل على محكمة.
وتكون مدة الاعتقال ستة أشهر يتم تجديدها تلقائيا، وإلى أجل غير معروف، كما أنه غير مسموح لمحامي المعتقل/ المعتقلين بالاطلاع على ملف المعتقل بذريعة أن الملف «سري».
وتتضمن الصفحة تفصيلا لقصص أليمة لبعض المعتقلين الإداريين ظلما منذ زمن طويل.
على الموقع أيضا هجوم شديد من كتاب مسلمين ومسيحيين على تأسيس الحزب المسيحي في فلسطين، واعتباره محاولة لتمزيق الفلسطينيين.
كما أن الموقع مجموعة حوار مفتوحة حول القضية الفلسطينية، وما أشبه بالمعرض الفني الإلكتروني لرسومات بأيدي السجناء الفلسطينيين، والتي تم تهريبها من السجن.
* نُشر في جريدة المسلمون الدولية