هل تغير قلب هنتينجتون؟

من قسم منوعات
الجمعة 29 مايو 1998|

على الإنترنت نقاش لا ينتهي لنظرية هنتينجتون، حول «صدام الحضارات»، ولعل هذا النقاش يتأجج دائما لكون الإنترنت ساعد أن تكون هذه النقاشات بين الناس من أنحاء العالم، مما يعني أن يدخل أفراد من مختلف الديانات والخلفيات الثقافية ليشاركوا في نقاش حول مستقبل البشرية الذي ترى نظرية صدام الحضارات أنه قاتم جدا.

النظرية، كما هو معروف، تفترض أن العالم المكون من ستة حضارات إحداها الحضارة الإسلامية، سيضم في المستقبل القريب صراع وجود رهيب بين هذه الحضارات، وخاصة بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية.

لكن على موقع من المواقع إشارة لشئ مختلف تماما عن هنتينجتون، الخبر كتب بقلم أحمد فايز، الخبير في مركز أكيم، مركز للدراسات والأبحاث الحضارية بماليزيا. يقول الموقع ما نصه:

«أستاذ العلوم السياسية الغربي المعروف صامويل هنتيجتون، نصح أوروبا أن تدرس الإسلام، والذي يقول بأنه فقط القادر على تغيير اتجاه العالم نحو الطريق الصحيح، البروفسور هنتيجتون، والذي يدرس في جامعة هارفارد، والذي تسلطت عليه الأضواء بعد مقالته، صراع الحضارات، والتي نشرها في مجلة أمريكية مختصة بشئون السياسة الخارجية، قال بأنه لا يوجد أي مجموعة بشرية في العالم أظهرت قدرتها على مقاومة الضغوط واستعادة وضعها الأصلي كما فعلت الأمة الإسلامية، والتي رفعت نفسها من أعماق اليأس لتقف الآن على قدميها بنفسها».

كان هذا في حديث لهنتيجتون، في أكاديمية ألفريد هير هاوسن للحوار الدولي بين الثقافات والديانات في العالم بمدينة فرانكفورت الألمانية، وذلك في مؤتمر أقيم مؤخرا استمر لمدة ثلاثة أيام وحضره عدد من المفكرين الأوروبيين، وكان موضوعه يدور حول كفاح الثقافات لتحافظ على وجودها وجوهرها الحيوي.

هنتيجتون، قال أن أوروبا التي مازالت تشعر بعقدة الذنب بسبب الجرائم النازية ضد اليهود في الحرب العالمية الثانية، ستشعر بنفس عقدة الذنب مرة أخرى بسبب الطريقة التي تعامل بها المسلمين وخاصة الأقليات الإسلامية في جنوب أوروبا، والتي تشكل، حسب رأيه، أرخبيلا إسلاميا يجب عدم تجاهله.

هنتيجتون، قال أيضا بأن الخوف من الإسلام في الغرب له خلفية تاريخية ذات عوامل نفسية، ناصحا بأن تدرس أوروبا الإسلام، والذي ساعدته مساهماته الحضارية في الماضي الغرب ليتطور اقتصاديا وليدخل في حوار جاد مع المسلمين، وأن الأصولية اليهودية ليس لديها التسامح والعمق الأخلاقي الذي تملكه الأصولية الإسلامية!

هنتيجتون، حذر من الخطر الذي يمكن أن ينتج عن السماح بمشكلات البلقان والبوسنة والشيشان أن تتصاعد دون تحقيق سلام عادل، وأن اليهود اليوم لو كانوا يعرفون أنه سيتحقق لهم السلام والأمن لهم ولممتلكاتهم تحت الحكم الإسلامي لما لجئوا لاضطهاد الفلسطينيين.

مثل هذه التصريحات تعتبر تغيرا هاما في لهجة هنتيجتون، والذي انتقد في الماضي كثيرا بواسطة أكاديميين مسلمين وغير مسلمين لرؤيته أن الإسلام له «حدود دموية» والذي يفترض أن هذه الرؤية أعطت الشرعية لاعتقاده أن مستقبل صراع العالم سيتحدد بصراع الحضارات وخاصة بين الإسلام والغرب.

وكان هنتيجتون، قد دعي لمؤتمر بمركز حوار الحضارات بجامعة مالايا بماليزيا العام الماضي، والذي حضره علماء ماليزيين بارزين مثل البروفسور تشاندرا مظفر، والبروفسور حسين العطاس، وغيرهم من العلماء الأجانب.

في المؤتمر بدى هنتيجتون، معتدلا، لكنه سرعان ما صرح بأن الإسلام هو دين اعتداء وملتزم بسلوكيات عدائية.

* نُشر في جريدة المسلمون الدولية