تلفزيون الـ DVP-H المتحرك يصل إلينا!

من قسم شؤون إعلامية
الثلاثاء 25 نوفمبر 2008|

بالرغم من شكوك المختصين في نجاح فكرة مشاهدة التلفزيون على الموبايل من خلال تقنية الجيل الثالث، فقد حققت التقنية نجاحا لم يخيب توقعات المتحمسين للخدمة وشركات الاتصالات التي استثمرت عشرات ملايين الدولارات في إطلاق هذه التقنية عربيا.

صحيح أن البداية لم تكن مشجعة تماما، ولكن تطور التقنية، وتحسن البنية التحتية لشبكة الإنترنت التي تعتمد عليها خدمات الجيل الثالث، وانخفاض أسعار المشاهدة على الموبايل، وتحسن مستوى الأجهزة واستعدادها لهذه التقنية، وإيجاد طرق أكثر بساطة في فوترة الخدمات للمشاهدين، بالاعتماد على الاشتراك الشهري بدلا من الدفع حسب المشاهدة، كلها عوامل ساهمت في الزيادة المطردة لعدد المشاهدين للتلفزيون على الموبايل ومعدل عدد الدقائق التي يقضونها في المشاهدة.

لكن الجمهور الذي بدأ يستمتع بمشاهدة التلفزيون “في أي وقت وأي مكان” صار يريد المزيد، جودة أفضل في الشاشة، سرعة أفضل في البث، تنقل أسهل بين القنوات، وهذا ما دفع شركات الاتصالات العربية للتفكير في تقنية أخرى للبث التلفزيوني على الموبايل هي تقنية الـDVP-H.

هذه التقنية تقوم على البث اللاسلكي من أبراج بث خاصة _ تشبه أبراج الموبايل _ يتم توزيعها في المدينة وتستقبلها أجهزة الموبايل، وذلك بدلا من الاعتماد على شبكة الإنترنت كما هو الواقع حاليا.

في الإمارات العربية المتحدة، سيتم منح رخصة في مطلع العام القادم لهذه التقنية، كما تم منح الرخصة في قطر لشركة كيوتيل، التي بدأت في التنفيذ الفعلي للخدمة، وفي السعودية هناك مناقشات جادة بين شركات الاتصالات وبين هيئة الاتصالات ووزارة الإعلام، حول تقديم رخصة خلال عام 2009 لمشغل لهذه التقنية المميزة، وفي العراق هناك جهود مكثفة لمنح هذه الرخصة خلال العام القادم، وهناك تفكير جاد في الموضوع في مصر بدأ بتجربة محدودة قامت بها أحد شركات الاتصالات.

تتميز هذه التقنية التي بدأ التفعيل التجاري لها في إيطاليا ثم ألبانيا بتقديم بث ذي جودة عالية على الموبايل ولا تتطلب وجود شريحة على الموبايل، كما يمكن أن يتم هذا البث على أي جهاز متنقل بما سيسمح بسرعة انتشار أجهزة التلفزيون في السيارات والأماكن الخارجية بأنواعها بما في ذلك الأجهزة الصغيرة التي قد يحملها الناس عند الخروج للنزهة وتعتمد على الالتقاط اللاسلكي للخدمة.

إذا توفرت الأسعار المناسبة لهذه الخدمات وتم دعمها تقنيا وقانونيا فقد تصبح الشكل الجديد لجهاز التلفزيون الذي يلتقط الشارة اللاسلكية في أي مكان دون الحاجة لوجود جهاز الساتلايت.

حاليا لا يمكنك مشاهدة القنوات التي تعتمد على الترجمة العربية المكتوبة على الشاشة على الموبايل، وذلك لأن الجودة لا تسمح بقراءة النص ولكن التقنية الجديدة ستسمح بهذه الجودة وهذا يعني إمكانية مشاهدة المزيد من القنوات التلفزيونية على الموبايل.

هذه التقنية قد تؤثر بشكل حاد على الإذاعة والصحافة المكتوبة والتي كانت تزدهر حيث لا يوجد التلفزيون!

* نشر المقال في صحيفة اليوم السعودية