الإنترنت ينافس على الإعلان التلفزيوني!

من قسم شؤون إعلامية
الأحد 19 أكتوبر 2008|

ساهم تحسن البنية التحتية للإنترنت من حيث السرعة وسعة نقل المعلومات على تحسين خدمات البث الإلكتروني للفيديو وقنوات التلفزيون على مواقع الإنترنت، وهذا ساهم في إحداث نقلة لبرامج التلفزيون ليتم بثها على الإنترنت وقامت بذلك عدد من قنوات التلفزيون العالمية خلال هذا العام كما قامت به MBC من خلال موقعها على الإنترنت خلال شهر رمضان المبارك هذا العام والعام الماضي.

بث البرامج على الإنترنت له تكلفته الباهظة، ويمثل أحيانا منافسة لبث البرامج على التلفزيون، ولكن الأمل الذي يعتمد عليه الجميع أن يقبل المعلنون على بث الفيديوهات الطويلة على الإنترنت ويقوموا بزرع إعلاناتهم قبل مشاهدة الفيديوهات وأثناءها وفي آخرها، مما سيمثل تمويلا جيدا لبث الفيديوهات على الإنترنت، ويمثل خدمة جيدة للجمهور الذي سيستطيعون مشاهدة برامجهم المفضلة على الإنترنت متى ما أرادوا وبدون أي تكاليف.

في آخر مقال كتبته قبل العيد، أشرت لإعلانات الارتباطات الدعائية التي حولت Google إلى عملاق عالمي للإعلان، ويبدو أن Google تريد دخول هذا المجال الإعلاني الخاص بإعلانات الفيديو أيضا من خلال الموقع الذي اشترته قبل ثلاث سنوات “يوتيوب”.

إدارة “يوتيوب” في السابق كانت ترفض تماما بث الإعلانات على الفيديوهات القصيرة الموجودة حاليا على الموقع على أساس أنه ليس من المعقول مشاهدة إعلان يستمر 15 ثانية على فيديو يستمر عدة دقائق، وكانت ترى أن هذا سينفر جمهور الموقع، ولذلك جاءت Google بفكرة أخرى، بث البرامج الكاملة على موقع “يوتيوب” الذي سيبدأ قريبا بالتنسيق مع القنوات التلفزيونية التي تملك تلك البرامج، ثم وضع إعلانات في أول وآخر وأثناء هذه البرامج.

هذا يعني أن Google تنوي الدخول في المنافسة وجها لوجه مع القنوات التلفزيونية، وهي تفعل ذلك ولها ما يميزها على القنوات التلفزيونية، لأن المعلن في حالة الفيديوهات على الإنترنت يستطيع التحكم في عدد الذين يشاهدون إعلانه وفي أي فترات زمنية ومن أي دولة وغير ذلك من الإمكانيات المتاحة له، والتي قد لا تتاح له في حالة الإعلان التلفزيوني، بالإضافة طبعا للعامل السحري في إعلانات الإنترنت وهي أن الإعلان على الإنترنت أقل تكلفة بكثير من الإعلان التلفزيوني.

هذا سيساهم في تعميق قوة موقع “يوتيوب” والذي حقق رقم تاريخي في عدد المشاهدات لفيديوهاته في شهر يوليو الماضي والتي وصلت لخمس مليارات مشاهدة، كما سيقدم لمؤسسي مواقع الإنترنت وسيلة جديدة لكسب المال، وخاصة أن Google تخطط بأن تتيح إعلانات الفيديو هذه على مختلف المواقع التي لديها فيديوهات بحيث تتقاسم الدخل مع Google، تماما كما تفعل Google في حالة إعلانات الارتباطات الدعائية.

الإعلان التلفزيوني في خطر ولا شك!

* نشر المقال في صحيفة اليوم السعودية