لمسة اليد هي لمسة للقلب!

من قسم منوعات
الخميس 11 سبتمبر 2008|

“كلما زاد اللمس بين الزوجين، كلما زادت المحبة والارتياح العاطفي”..

كانت هذه النتيجة المبهرة لدراسة علمية مميزة أجرتها زميلة أمريكية في الجامعة قبل حوالي 15 عاما. الدراسة _ والتي مولتها أحد جهات دعم البحث العلمي في أمريكا _ كانت من خلال وضع كاميرات في منازل عدد كبير من الأسر المشاركين طوعا في الدراسة لمدة تزيد عن ستة أشهر، وسؤالهم كذلك بشكل دوري أسئلة محددة تعطي الباحث في النهاية صورة عن نسبة الحب والتعلق والارتياح النفسي والشعور بـ”الاكتفاء” والأمان العاطفي.

بعد ذلك قامت الباحثة بإجراء إحصاء بسيط لعدد المرات التي يلمس فيها الزوج زوجته بمبادرة منه، وعدد المرات التي تلمس الزوجة فيها زوجها بمبادرة منها، ومقارنة ذلك بنسبة الحب والعاطفة بين الزوجين، والنتيجة كانت بسيطة بالنسبة لغالبية الأسر.

كلما بادرت الزوجة بلمس زوجها كلما شعر بالمزيد من الحب، وكلما بادر الزوج بلمس زوجته كلما شعرت بالمزيد من الحب.

وعندما نتحدث هنا عن اللمس، فنحن نقصد الكلمة كما هي، والتي تشمل التربيت على الكتف، ووضع اليد على الوجه، ولمس اليد الأخرى، ووضع اليد على الظهر، وغيرها من أشكال اللمس الأخرى.

الطريف أن الدراسة أثبتت أن الرجال دائما يشعرون بالحاجة للمس أكثر بكثير من النساء وهو طبعا عكس ما يعتقد بين الناس.

بعد ذلك اطلعت على دراسات أخرى، تتحدث عن أثر اللمس في الصداقة، ومن يومها وأنا لا أضيع فرصة لوضع يدي على كتف صديقي أو التربيت عليه بسرعة، وأحاول دائما أن أجعل لمستي هذه صادقة، تحمل العاطفة التي أكنها لصديقي في نفسي، وأعتقد أن عددا كبيرا من الناس يفعلون ذلك بشكل عفوي تعبيرا عن المحبة التي يكنونها في نفوسهم للآخرين من حولهم، كما أعتقد أن هؤلاء يلقون دائما تجاوبا إيجابيا من الطرف الآخر.

لا بد للمس من أن يحمل العواطف بصدق، لأن الدراسات أثبتت أيضا أن الإنسان يشعر بالمعاني في اللمسة، وأن لمسة اليد ترسل رسائل عميقة حتى أن دراسة نشرت هذا الشهر في مجلة “إيموشنز” Emotions العلمية، تقول بأن الإنسان يعبر عن 12 عاطفة من خلال اللمس، وأن الشخص الآخر يستطيع عادة أن يفهم بسرعة 6 من هذه العواطف، وكان الاختبار من خلال سؤال شخص غريب أن يضع يده من خلال ستارة لا تري وجهه وأن يلمس الشخص الذي يتم إجراء الاختبار عليه وهو يفكر في عاطفة معينة، ثم سؤال الشخص الذي تم لمسه باليد إن كان قد فهم هذه العاطفة.

حسب الدراسة فإن أكثر العواطف التي يمكن فهمها من اللمس هي الغضب والاحتقار والخوف والشكر والحب والتعاطف.

اللمسة هي رسول العواطف بين القلوب، وهي رغم أثرها العظيم، فلا تكلف شيئا على الإطلاق، فلا تبخل بها على أحد، وكل ألف لمسة وأنتم بخير.

* نشر في مجلة المرأة اليوم الإماراتية