برامج الطبخ مؤامرة على الأسرة العربية وتهدف لتمزيقها وبالتالي تمزيق المجتمع العربي كله!
قد يجادلني كثيرون في هذه النتيجة، فهل يعقل أن الوجوه البريئة للشيف حسنين والشيف توني والشيف أبوشوكة التي تطل علينا من شاشات التلفزيون العربية البريئة كذلك متورطة في مؤامرة خطيرة من هذا النوع، الله أعلم من يديرها ويدبرها للأسر العربية؟.
فكر لدقائق فقط في برامج الطبخ، ما الذي يريدون تحقيقه بالضبط؟ إن كانت هذه البرامج تدعي أنها تعلم الطبخ فهو مجرد إدعاء باطل طبعا، بل إن هذه البرامج تنسق بعناية بحيث تعرض لنا المأكولات الشهية التي تسيل اللعاب ويمنعك شكلها من النوم وتشغل بالك طول اليوم بينما هي أكلات مستحيلة التنفيذ منزليا إلا إذا كنت عضو في التنظيم السري الذي يسمى كل عضو منه “الشيف”.
بالله عليكم هل يعقل أنه خلال فترة البرنامج، ومن خلال طاولة صغيرة يتم إنهاء كل هذه المأكولات الشهية، بينما النساء في البيوت لديهن كل الإمكانيات اللازمة، ولو دخلت المطبخ بعد انتهاءهن من الطبخ لشعرت وكأن المطبخ قد شهد للتو معركة بين عشرة من القطط الشرسة.
ليس ذلك فحسب بل النتيجة هي أكلة لا تنتمي في شكلها ولا طعمها ولا لونها ولا رائحتها لتلك التي كانت على التلفزيون.
لقد ساهمت هذه البرامج في انتشار الكراهية بين الأزواج لزوجاتهم، فالزوج المسكين المظلوم الضعيف يرى تلك الأكلات اللذيذة التي ستحيل حياته إلى صباح مشعش دائم، وعندما يطالب زوجته بذلك، وتعجز عن تحقيقه عجزا كاملا يشعر وكأن الله ابتلاه بامرأة فيها كل المصائب التي اكتشفها سابقا بالإضافة للمصيبة الأعظم وهي عجزها عن تحقيق أجمل أمنيات حياته التي سولتها له برامج الطبخ.
ألا تلاحظون أن نسب الطلاق ارتفعت في السنوات الأخيرة وذلك فقط بعد أن جاءت القنوات الفضائية وقدمت برامج الطبخ المسببة للتصدع الأسري.
تكتمل خيوط المؤامرة عندما تتعمد هذه البرامج استخدام مكونات غريبة الاسم والشكل.
يظن الزوج المسكين والزوجة المسكينة أن الحل الذي سيعيد لحياتهما سعادتها أن يحصلا على هذه المكونات حتى يصلا لهذه الأكلات، وما الذي يحصل؟ طبعا يذهبا للسوبرماركت ويقضيان الساعات بحثا وترجمة للعامل الفليبيني دون جدوى ويعودان خائبين خاليين الوفاض بلا إنجازات.
أحد الأصدقاء يقول إنه حصل على هذه المكونات فعلا من السوق السوداء، وهذا يؤكد طبعا أن برامج الطبخ مرتبطة بعصابات خفية حيث تروج برامج الطبخ لهذه المكونات السرية حتى يمضي “بزنس” العصابات على ما يرام، بينما جيوب الزوج تفرغ من المال بعد أن استزفتها هذه العصابات السرية.
الزوجة تغضب من فقر زوجها والزوج يغضب من فشل زوجته والأسر تتصدع ولا حل للمشكلة.
لا أحد يقول لي بأن عليهما أن يذهبا للمطاعم لأن أكل المطاعم لن يزيد الفقر إلا فقرا وسيمثل إثباتا واقعيا لفشل الزوجة في تحقيق الممكن.
متى نقضي على كل “شيف تلفزيوني” ونرتاح ؟!
* نشر في مجلة عالم الغذاء السعودية