نظرا لأنني أرغب في الثراء السريع على حساب الملايين من ذوي الكروش المتهدلة أو الأرداف الضخمة فقد قررت أن أخترع نظام ريجيم خاص بي، أبيعه على الباحثين عن متعة المفاخرة بالنحافة والرشاقة، ولا يعنيهم أن يدفعوا ما يدفعوا لتحقيق ذلك.
في المقابل، سيساهم هؤلاء بمجموعهم في مهمة إنسانية عظيمة وجليلة وهي تحويلي لإنسان مليونير، فمعاناتي كإنسان مسكين من عدم تحقيق المليونيرية قصة مأساوية لو كتبت لسالت الدموع أنهارا.
لتحقيق هذه الأهداف الهامة جدا، سأفتح عيادة ريجيم أبيع من خلالها نظامي الغذائي، كما أنني سأبيع ترخيص استخدام نظامي الغذائي على الطامعين أمثالي في مال الشعوب السمينة فيما لا يملكون قدراتي الإبداعية على خلق نظام ريجيم محترم.
بالإضافة لذلك سأؤلف مجموعة كتب عن نظامي الغذائي الرائع، وستتكلم الكتب عن كل شيء يتعلق بالنظام الغذائي الجديد إلا الوصفة نفسها، لأن الوصفة يمكن الحصول عليها من الطبيب فقط _ نظرا للمخاطر العالية في فعلها بنفسك _ وهذا الطبيب هو أنا طبعا.
هل قلت أؤلف؟
طبعا لن أؤلف بنفسي بل سأطلب من واحد من الخريجين المساكين من أقسام التغذية أثناء سنوات البحث عن وظيفة أن يكتب الكتاب ولا أدري إن كنت سأدفع له مقابلا، فيكفيه فخرا أن يضع على سيرته الذاتية أنه عمل معي في فريق الأبحاث العلمية التابع لعيادتي الخاصة.
هناك الكثير مما يمكن عمله أيضا، هناك مركز لأغذية الحمية التي صممت بناء على نظام الريجيم الخاص بي، وهناك رحلات “ريجيمة” تأخذك عبر العالم للمناطق المشهورة بتطبيق نظامي الريجيمي، كما سأعمل برنامج تلفزيون الواقع لمن يتنافسون في الريجيم على طريقتي، بالإضافة لبرنامجي الإذاعي ومقالاتي في الصحف كخبير في مجال التغذية.
بعد كل هذا بقي أن أخترع نظام الريجيم. بعد تفكير عميق جدا استغرق حوالي ثلاث دقائق، قررت اختراع نظام ريجيم أسميته “ريجيم العشاق”.
طبعا اسم الريجيم فيه خبث يدل على ذكائي الحاد فالناس كلها تريد أن تكون في عالم العشاق، وتتخيل أنه يمكن أن يأتي اليوم الذي ينعمون فيه بقصة حب، ونظرا لأن هذا شبه مستحيل، فسأمنحهم متعة دخول عالم العشاق من خلال ريجيم العشاق.
من جهة أخرى، يمكن تسويق هذا المنتج بسهولة، لأن كل الناس تعرف أن العشاق يغرقون في عالم من الهم والعذاب يجعلهم يمتنعون عن الطعام ويصابون بالنحافة وتصفر وجوههم وتذبل عيونهم وتتشقق شفاههم ويقف شعرهم ذاهلا وتبدأ عروقهم في النفور، وهذا الوصف هو بالضبط ما يريده الباحثون عن النحافة، ولذلك سيقبلون بجنون على الاستفادة من نظامي الريجيمي العظيم والرائع.
“ريجيم العشاق” يقوم على مبدأ اخترعه العالم الأمريكي جون إدوارد، يجعلك أيها الزبون العظيم يا من تحمل المال ولا تعرف كيف تنفقه تصاب بحالة تشبه حالة العشاق فينتابك الهم والغم وتتوقف عن الأكل وتبدأ في النحافة تدريجيا حتى تصبح كالعود الذابل، ثم تستمر في هذه الحالة حتى لو دخلت على المطاعم وأكلت اللحوم والشحوم، ما دمت متلبسا بحالة العشق والولهان.
هذا ما سأكتبه في الإعلان الصحفي عن ريجيم العشاق، أرجو ألا يسألني أحد من هو هذا جون إدوارد، ولكن من يريد المعرفة عن نظام الريجيم فعليه الاتصال بي كوكيل وحيد في الشرق الأوسط لهذا النظام العالمي وحجز موعد للمقابلة ويجهز بطاقة الإئتمان!!
ملاحظة: “ريجيم العشاق” علامة مسجلة في كل دولة في العالم، ولو حاول أحد سرقة الفكرة مني سأرسل له سائقا متهورا من خريجي أقسام التغذية فيصدمه ويخلص العالم من شره لأنه حرامي ونصاب ويستاهل!!
* نشر في مجلة عالم الغذاء السعودية