لا يكاد يشك أحد أن الزرادشتية، ديانة «فارس» القديمة، والتي كانت ترتبط بعبادة النار هي عبادة وثنية بحتة، لكن هناك نظرية تقول بأنه ربما كان لهذه الديانة أصل سماوي صحيح، أو أن أصول هذه الديانة اختلطت بديانات سماوية أخرى.
ما يؤيد هذه النظرية هو نص عجيب في أحد كتب الديانة الفارسية القديمة، والتي تتنبأ بقدوم الرسول، صلى الله عليه وسلم، كما ترجمه أحد علماء اللغات القديمة المسلمين في عام 1990، ونشر بحثا عن ذلك على شبكة الإنترنت في عام 1997.
كتاب ساسان الأول، «دساتير»، والتي تعني بالفارسية القديمة عشرة «داس» أجزاء «تير» حسب أحد النظريات، كما تعني «القانون الديني» لو نطقت «دستور»، ومنها أخذت الكلمة العربية المولدة «دستور»، يمثل نسخة محرفة من الكتاب الأصلي للديانة الزدادشتية، والتي ينسبها كتاب دساتير لما سماه «النبي زرادشت».
هذه التحريفات أحدثها الملك الفارسي ساسان الأول، ولا يعرف بالضبط ما هو الأصل الذي قدمه زرادشت، سواء كان نبيا أو لم يكن، وما هو المحرف منه.
في نص مذكور في كتاب دساتير، جاء النص التالي، حسب ما ترجمه حرفيا العالم المسلم ز. حق: «عندما يفعل الفرس هذه الأفعال _ ترك تطبيق العبادات الزرادشتية _ رجل من العرب سيولد، أتباع هذا النبي سوف يسيطرون ويدمرون مملكة وديانة الفرس، والناس المغرورون “الفرس” سوف يخضعون.
بدلا من معبد النار وبيت الأوثان سيرى هؤلاء بيت إبراهيم بدون أوثان كقبلتهم، وهم _ أي المسلمون حسب تفسير د. حق _ سيكونون رحمة للعالم، وهم سوف يسيطرون على كل أماكن معابد النار، مادين، الأراضي القريبة، توس وبلخ وكل باقي الأماكن المقدسة “الخاصة بالزرادشستيين”، وقائدهم _ الرسول عليه الصلاة والسلام حسب د. حق _ سيكون رجلا فصيحا، والذي كلماته ورسالته ستكون واضحة وتصل كل الأنحاء».
هناك أيضا عدة نصوص أخرى أقل دلالة، في أحد هذه النصوص ذكر للرسول، عليه الصلاة والسلام، باسم «الرجل المحمود»، والتي يرى د. حق، أنها مقابل لاسمه، عليه الصلاة والسلام، «محمد».
انه من المحتمل، حسب ما يشير د. حق، أن يكون زرادشت، نبيا بالفعل، أو أن أصل الديانة الفارسية القديمة سماوي ثم تحرف كتابهم عبر الزمن ليتحول لعبادة النار، ولكن الله، عز وجل، شاء أن يبقى هذا النص رغم كل التحريف كنذير لكل أجيال الفرس التي تلت، والتي ربما لم تعرف شيئا عن أصل ديانتهم.
عموما هناك كتاب مفصل حول هذا الموضوع ألفه عبدالحق فيديارثي، واسمه «محمد في النصوص الفارسية والهندية والبوذية»، وكنا قد أشرنا لبعض الإشارات العجيبة في الكتب الهندوسية للرسول، عليه الصلاة والسلام، في حلقة سابقة، وهي منشورة بالتفصيل على شبكة الإنترنت.
* نُشر في جريدة المسلمون الدولية