واحد من الموضوعات غير المألوفة التي أثيرت مؤخرا على الإنترنت في مجموعة نقاش «الفنون القتالية للدفاع عن النفس»، يتعلق بتأثير المسلمين على تكون هذه الفنون والتي تشمل الكونج فو، والكاراتيه، والتوايكندو، وغيرها.
الحوار بدأ بسؤال تشاس كليمينتس، من أمريكا، عن أي معلومات تتعلق بالرياضة الروحية _ المقابلة للرياضات الروحية التي أسسها البوذيون الصينيون و الطاويون والكنفوشوسيون الصينيون _ في الإسلام.
الجواب كان بسرعة من أحد الصينيين المشاركين، «بالطبع هناك الصلاة».
آخر قال بأنه درس فن قتالي اسمه «آفاق سرات»، على يد مدرب بولاية أوريجن الأمريكية، اسمه علي محمد.
آفاق سرات تعني بالأردية «عالمي أو كوني»، وهذا الفن كان خليطا من مجموعة فنون قتالية تعلمها المدرب علي محمد، خلال حياته، ومنها جيوي جيتسو، كونج فو، كينبو، كالي.
ويضيف المتحدث بأن هذه الفنون رغم أنها غير إسلامية الأصل، إلا أن المدرب مزجها مع «الكثير من معتقداته الإسلامية» أثناء تدريسه لهذا الفن للطلاب.
ويشير أن المدرب كان «واحد من ألطف وأحسن الناس الذين كان لي الشرف في مقابلتهم في حياتي، ماعدا بالطبع حين تقاتله».
مارك جولدبرج، أشار في رده أن بطل الصين «العظيم» في رياضة «شواي شيوا»، المعدلة من لعبة الكوبرا في الكونج فو، واسمه شانج تونج شينج، كان من الصينيين المسلمين، ثم استطرد مارك، في حديثه عن الصفات الشخصية الحادة لهذا البطل الرياضي وأثره في مدرسة بروكلين بنيويورك، للدفاع عن النفس.
بريان ألين، من أمريكا، قال بأن نظام «تان توي» من «الكونج فو» أوجده مسلمون صينيون في الصين، و«تان توي» تعني «الساق الزنبركية» والتي يقول عنها بريان، بأنها نظام «رهيب» لتدريب الساقين وأخذ الوضعية المناسبة في الوقوف، كما يعلم الجسد العمل بتناسق كامل بالإضافة إلى تعويده للجسم على العمل الشاق.
أحد فروع هذا النظام يحتوي على 12 حركة، بينما فرع آخر من النظام يدرس 10 حركات فقط.
ويضيف بريان، أن هذا النظام يدربه حاليا في أمريكا فقط تشان بوي، في فلوريدا، بالإضافة لشخص أخر في ولاية كاليفورنيا، والذي يتقن أداء الحركات واسمه آدم هسو.
دون، وهو أمريكي، كتب معلقا: لا تنسى أن هناك أسلوب مشهور في «الكونج فو» اسمه «القبضة الطويلة الإسلامية»، وهذه الأسلوب صيني ولكن الذي وضعه مسلم صيني.
ريتشارد، من بريطانيا، رد عليه قائلا: لم أسمع أبدا بأن أسلوب «القبضة الطويلة» يوصف بـ«الإسلامي»، هذا الأسلوب اخترعه شعب شاولين في الصين والذين كانوا لا يأكلون اللحوم وكانت أجسادهم ضعيفة جدا، حتى مر بهم المدرب البوذي الشهير في التاريخ، دامور، والذي شجعهم على تعلم فنون الدفاع عن النفس ليعوضوا بذلك ضعف أجسادهم، وبالفعل استطاعوا اختراع نظام الحيوانات الخمسة الشهير في «الكونج فو».
«لا أعرف مدى تأثير المسلمين في الكونج فو، لكن ما أعرفه أن المسلمين دخلوا في حروب طويلة مع الصينيين، ولذا فمعظم أجزاء الصين الغربية حاليا يسكنها مسلمون، ما أعرفه بالتأكيد عن المسلمين الصينيين أنهم أكثر من يجيد ألعاب الدفاع عن النفس باستخدام السوط».
جون اسباك، من أمريكا، رد عليه بأن أسلوب «القبضة الطويلة» يتكون في الأساس من خمس حركات أحدها «تشا تشوان»، وهي حركة اخترعها المسلمون الصينيون كما هو معروف. ومعروف أيضا أن أسلوب القبضة الطويلة وضعه في الثلاثينات الميلادية من هذا القرن المسلمون الصينيون في تركستان الشرقية من خلال مجموعة من أفضل المحاربين في الصين في ذلك الوقت والذين يعرفون بـ«النمور الخمسة».
هذا شئ موثق جيدا.. مضحك كيف يتجاهل البعض الحقائق لينسب هذا الأسلوب لشعب شاولين.
بعذ ذلك يدخل هذان الإثنان في نقاش طويل حول هذه القضية، كل يحاول دعم رأيه.
آخر، من أمريكا أيضا، قال معلقا بأنه وجد كتاب يقول بالفعل أن أسلوب «القبضة الطويلة» وألعاب كثيرة غيرها تأسست في منطقة خاتون، بالقرب من صحراء تاكليماكان بالصين عند جبال كون لون، وكان هناك دائما أبطال في الرياضات القتالية أقوياء جدا.
بالمناسبة، من هذه المنطقة يمر طريق الحرير، ويسمى أحيانا طريق البهارات، والذي كان يصل أندونيسيا إلى أوروبا مرورا بالعالم الإسلامي لمدة 1500 عاما.
لكن هذه الرياضات تأثرت بالبوذية المنغولية كما تأثرت بالإسلام بشكل واضح.
أظن أن الحركات التي أسسها جورج جورديف، وأوسبينسكي، مستقاة حسب قولهم من الجانب الروحي للإسلام، هذا كل ما وجدته مكتوبا بالإنجليزية في هذا الموضوع.
أوكي موساكتي، ويبدو أنه مسلم، من أندونيسيا، تحدث عن «كيباتينان»، والتي تعني بالأندونيسية «الدراسة العميقة» أو «الجانب الروحي» في احدى رياضات الدفاع عن النفس، والتي ظهرت في أندونيسيا واسمها «سيلات».
في معظم مراكز تدريب ومدارس رياضة «سيلات» بأندونيسيا يتم تدريس الجانب الروحي كجزء أساسي من التدريب، بل إن اتحاد رياضة «سيلات» الأندونيسي عرف الرياضة بأن لها أربعة أركان منها التدريب العقلي والروحي بالإضافة للجوانب الذوقي والرياضي والدفاعي.
ويضيف «موساكتي»، بأن «كون الأندونيسيين معظمهم مسلمين، فالكثير من التدريب الروحي متأثر بعمق بالفلسفة والمبادئ الإسلامية»!، لكن هذه التدريبات أيضا متأثرة بالديانات الهندوسية والبوذية والديانة الجاوية القديمة السابقة للإسلام، لكن موساكتي، ينبه بأن الإسلام حين وصل لجزر جاوة كان المجتمع مرتبط بالثقافة والديانات الهندية والتي كانت متأثرة أصلا بالإسلام قبل قرون من وصول الإسلام لأندونيسيا، ولذلك فإنه من الملحوظ أن الديانات الجاوية القديمة هي خليط من الديانات الهندوسية والبوذية والإسلام.
موساكتي، يذكر بأن عشرات القصص تدعم أهمية التدريب الروحي، حيث تدعي هذه القصص أن هذا النوع من التدريب يعطي أصحابه مناعة ذاتية ضد الجروح بالآلات الحادة، والقدرة على إصابة الناس من بعد أثناء القتال، والقدرة على الإحساس وقتل العدو المختفي غير المرئي!
ويضيف موساكتي، بأن بعض الفرق الترفيهية التي تدور في أندونيسيا تحتوي ضمن أعضائها على أشخاص يمكنهم أكل الزجاج الحاد دون أي جروح في ألسنتهم، والتغسل بماء الأسيد دون أي آثار لجروح على أجسادهم، وهؤلاء في معظم الأحيان يستعملون أقوالا عند أداء هذه المهام كما يحملون تعاويذ مأخودة من القرآن الكريم.
الجميل أن موساكتي، يذكر بعد ذلك أن أستاذه علمه أن هذا مجرد سحر وتعاويذ وضحك على الناس وتعدي على التعاليم الإسلامية الصحيحة. يضيف أن أستاذه علمه أن التدريب الروحي «المشتق من الإسلام» يمنح المتدرب الإحساس بالتواضع وتسليم أمره كله لله، عز وجل، والإحساس بأن قوته جاءت من الله، عز وجل، وهو باستسلامه لله يؤكد بأنه لن يستخدم هذه القوة إلا فيما يرضي الله.
مندناو، كتب مقالة أكثر تفصيلا حول الجانب الروحي من رياضة «سيلات»، والتي يقول بأنها تمارس في أندونيسيا وجزر مورو بجنوب الفليبين، وهو شخصيا يمارسها واستفاد منها كثيرا، ويدعي أنه وأصدقائه استطاعوا أن يرى البرق الفضي بعد ممارستها، فيما يلي ترجمة موجزة لما كتب مندناو مع تحذيري الشديد بأن كل مما ورد فيه مخالف لمنهج أهل السنة ولكني أوردها من باب العلم بالشئ ولبيان بعض الأفكار التي تروج في البلدان الإسلامية الأخرى بسبب الجهل بمبادئ الدين وانتشار الأفكار البدعية.
ما سيأتي يرينا كيف يمكن للإنترنت أن يكون وسيلة سهلة لنشر الخرافات الغريبة بين الناس، وحين تنشر هذه الخرافات في مجموعات نقاش عامة أكثر مشتركيها من غير المسلمين يصبح ذلك _ من حيث لا يعلم هؤلاء _ وسيلة لتشويه الإسلام وصد الناس عنه.
يقول مندناو: «يتبع فن الدفاع عن النفس الإسلامي في أندونيسيا والفليبين أساليب المعرفة من خلال التدريبات الروحية والذي يبدو واضحا في فن «كيباتينان» لتصميم تقنيات مستفيدة من الحالة الروحية الناتجة عن عبادة الله، عز وجل، الإسلام يقبل أن يدخله مؤمنا أو يدرسه الناس من كل الأديان والأعراق، لكنه لا يتغلغل في أعماق القلب إلا إذا كان الشخص الدارس له مرتبط بالتدريب الروحي للإسلام.
البعض قد يدرس الإسلام من جانب تاريخي أو عقلي، لكنهم في الحقيقة لا يحسون به لأنه لم يلامس أرواحهم، في اللحظة التي يلامس فيها الإسلام الروح تتسع آفاق الإنسان بشكل غريب ليفهم أشياء كثيرة لم يكن يفهمها في السابق، هذه التدريبات الروحية تمنح الإنسان قدرات خارقة حين يرى ما يعرف بظاهرة “النور”.
عندما تصلي في الساعات المحددة بين منتصف الليل وقبل الفجر سترى فجأة كرات من النور في غرفتك، وجسد روحي من الدخان الأبيض، الشخص الذي معك قد يرى هذا النور وقد لا يراه، ومن خلال خبرتي، متدربين أمريكيين رأوا الضوء أثناء الممارسة الروحية، وكان في الخارج ثلاثة أشخاص أمريكيين رأوا النور رغم أنهم لا علاقة لهم بالتدريب وكانوا مجرد عابرين للطريق. كرة عظمية من الضوء ظهرت في وسط الطريق وخرج كل شخص لمشاهدتها، ولكنها ببطء خفت كثافتها وبدأت ترتفع إلى السماء!! وهي كل حال مرتبطة بالقضاء والقدر كما وضعه الرب الله».
بعض المسلمين يظنون أن الكذب والمبالغات جائز لترغيب غير المسلمين في الإسلام وقد يكون هذا دافع من ألف هذه الخرافات، لكنه في الحقيقة لا يرغب الناس إلا في دين مخالف تماما للدين الصحيح.
يضيف مندناو: «سأثبت لكم جميعا صحة هذا الأسلوب: توضأ عند الساعة 11 مساء تماما، عند الساعة 12 بعد منتصف الليل قف في غرفة هادئة وقل في نفس واحد “الله، الله..” خمس مرات، ثم مرة أخرى بنفس واحد 20 مرة، بعد ذلك قل الله 500 مرة، وتحاول أن تطور نفسك مع الأيام لتصل لـ5,000 مرة أو 10,000 مرة في الليلة، والذي يأخذ حوالي ساعتين.
بعد عدد من الأيام من التدريب، أو بعد شهرين من التدريب ثلاث مرات في الأسبوع قد تستطيع أن تحقق رقيا روحيا لتنتمي فجأة للعالم الروحي، قد تفقد الإحساس أثناء التدريب لمدة 3 ثواني لتجد نفسك خلالها في مكان آخر تتبادل حوارا حيا مع شخص ما، ثم تفتح عينيك فجأة في الغرفة التي كنت فيها ولا تستطيع أن تعرف أين كنت قبلها، أيضا بعد انتهائك من الصلاة وذهابك للسرير للنوم قد تجد نفسك في حالة روحية استثنائية تفقد خلالها الإحساس وتفتح عينيك في مكان آخر، وهناك تلتقي بمخلوقات لها شكل الناس وقد يعلموك أشياء غيبية في قضايا حياتك، وقد يعلموك فنونا في الدفاع عن النفس أكثر مما كنت تفهم، هذه الحالات كلها مرتبطة بصفات الإنسان الذاتية والتي يجب أن تتميز بالصفاء الكامل والواضح، كما أنه مرتبط بإرادة الله، عز وجل.
في الحالات الروحية يمكن للإنسان أن يطور الكثير من حركات الدفاع عن النفس لأن هذا العالم الذي تنتقل إليه ليس كالحلم، بل هو عالم حي من ثلاثة أبعاد. بالنسبة للدخان الأبيض فهو من الجن.
في أمريكا، معظم السكان الجن موجودون في الشمال، يتصل الجن عادة بشكل يفضلونه خفيا عن الناس، وهم مطلعون على أفكار الناس، فلا يمكنك أن تفكر في شئ دون أن يعرفوه.
الجن يمكنهم أن ينقصوا مقاسهم، ويمكنهم أن يختفوا، كما يمكنهم أن يظهروا في أي شكل آخر يريدونه، قد تلتقي في هذه الحالات الروحية بالخضر، عليه السلام، كما قد تشاهد أحد الملائكة، الجن المسلمون يحبون الباحثين عن النقاء ويساعدونهم، الإسلام يقبل كل الناس، لكن لابد أولا من الإيمان بالله، عز وجل.
من الملاحظ أن معظم المسلمين جاهلين بهذه القوة المتاحة لهم، ومعظم المراكز الإسلامية الحديثة الموجودة في الغرب لا يفهم الأساتذة فيها هذا العلم».
ويذكر مندناو، أربعة عناوين لمواقع على الإنترنت والتي تفاجأك بما فيها من خرافات عجيبة في نفس هذا السياق، والتي تمثل بالفعل خطرا حقيقيا في إضلال الناس عن الإسلام بسبب وجود مداخل لها في صفحات واسعة الشعبية بين متعلمي رياضات الدفاع عن النفس.
واحد من التمارين المذكورة في هذه الصفحات والتي من مهمتها إمداد التوازن الكامل لجسد الإنسان في حركات الدفاع عن النفس تتكون من التالي:
اغتسل بالكامل بعد منتصف الليل، واذهب لمكان هادئ جدا وحدك وقل التالي:
- الله أكبر.. مرة.
- ادعوني استجب لكم.. 500 مرة.
- سورة الإخلاص كاملة.. 14 مرة.
ثم يصف الكاتب أشياء خرافية مشابهة عن كرات فضية من النور تظهر في الغرفة وشئ من ذلك كثير.
تشاس، الشخص الذي قدم السؤال في البداية، ختم النقاش بشكره للجميع عن هذه المعلومات التي ليس فيها أي جديد لأنه قرأ كل ذلك في كتب تاريخ الدفاع عن النفس، وإنما كان يبحث إذا كان أحد المشاركين لديه مصادر علمية حول الموضوع.
* نُشر في جريدة المسلمون الدولية