هناك دائما تساؤل عن كيفية استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية مثل “فيسبوك” في الإعلان والتسويق والعلاقات العامة.
الفكرة هي أن آلاف الناس يتحدثون مع بعضهم في المنتديات وغرف الدردشة ومواقع التعارف ومواقع الشبكات الاجتماعية، وقد ثبت في عالم التسويق أن انتقال المعلومة من شخص إلى شخص Word of Mouth، هو أكثر أنواع التسويق فعالية وتأثيرا على المدي القصير والطويل أيضا.
هذا دفع خبراء التسويق للسؤال: لو بدأ الناس يتحدثون في هذه المواقع بشكل عادي عن منتج معين وكأن الصديق يتحدث مع صديقه، وسمح مدحا وثناء، فإن هذا سيكون أفضل أنواع التسويق بلا استثناء.
بدأت بعض التجارب تحصل على الإنترنت على استحياء، إلا أن بدأت تجربة ضخمة قام بها موقع متخصص في نشر الأدلة الإرشادية الخاصة بدخول الجامعات collegeprowler.com، حيث بدأت تؤسس مجموعات على الإنترنت بأسماء الجامعات الأمريكية تحت عنوان “خريجي 2013″، وبدأت هذه المجموعات تتكاثر، ثم بدأ موظفون تابعون للموقع بالكتابة في هذه المجموعات وكأنهم طلبة ثانوية بهدف الترويج للموقع ومنتجاته بين الطلبة.
فجأة انكشف الموضوع، وبدأ أستاذ في أحد الجامعات بالهجوم على المجموعة التابعة لجامعته وعلى الموقع، الأمر الذي فتح نقاشا أخلاقيا في مختلف وسائل الإعلام الأمريكية ومواقع الإنترنت حول القضية، وأعلن موقع “فيسبوك” أن هذا مخالف لسياسته، وأوقف كل هذه المجموعات وألغى اشتراك كل الأشخاص الذين شاركوا في هذه المجموعات وروجوا للمنتجات.
بعض خبراء “التسويق الاجتماعي”، وهو المصطلح الذي يطلق على هذا النوع من التسويق، حاول بقوة الدفاع علن الموضوع من خلال التأكيد أن الأمر ليس مؤذيا وأن من حق كل شخص أن يتقمص الشخصية التي يريد، ومن المفروض من الناس أن يكونوا واعيين لقراراتهم الشرائية ولما يسمعون من الآخرين.
النقاش الذي دار على الإنترنت فتح أيضا الباب على الشركات التي تستخدم “يوتيوب” لترويج منتجاتها بشكل غير مباشر من خلال فيديوهات تبدو وكأنها لأناس عاديين يستخدمون كاميرتهم الشخصية للتعبير عن آرائهم، ومن أشهر تلك الحملات حملة عن أضرار الهاتف الجوال، والتي انكشف لاحقا أن الممولين لها هي شركة لسماعات البلوتوث، وتحولت إلى فضيحة للشركة.
من أسهل الأمور على الإنترنت أن تتقمص شخصية مزيفة وأن تتحرك على أساسها، إلا أنه يبدو أن النقاش الأخلاقي والقانوني بين الناس حول الموضوع قد بدأ يأخذ مجراه.
هل الشخصيات المستعارة كذب وعمل غير أخلاقي؟ الجواب لكم
* نشر المقال في صحيفة اليوم السعودية