عندما تقوم بالبحث على أحد مواقع “جوجل” فستجد على اليسار _ بالنسبة للنسخة العربية _ عدد من الروابط تحت عنوان “ارتباطات دعائية”.
قد لا تعرف أنك بالضغط على أي من هذه الروابط سيدفع المعلن مبلغا صغيرا من المال مقابل هذه الضغطة يدفعه لموقع “جوجل” والذي أصبح بفضل هذه الارتباطات أكبر موقع على الإنترنت من ناحية الدخل الإعلاني بأرباح تصل إلى 16.4 مليار دولار في عام 2007.
هذا النجاح الخرافي لـ”جوجل” مكنها من السيطرة على 70% من دخل “الارتباطات الدعائية” على الإنترنت، ويليها في تلك السيطرة موقع Yahoo ثم موقع البحث الخاص بـMicrosoft، وسوق الارتباطات الدعائية يتضخم بسرعة على الإنترنت، ويقوم مبدأه عادة على تقديم روابط ذات علاقة بكلمة البحث التي يدخلها مستخدم الإنترنت، الأمر الذي أثبت فعاليته في تحقيق زيارات لمواقع المعلنين بشكل أكبر بكثير من الأشرطة الإعلانية الموجودة على المواقع.
في شهر يوليو الماضي؛ أعلنت “جوجل” أنها وقعت اتفاقية مع موقع Yahoo بحيث يمكن للمعلن على أي من الموقعين أن يصل إعلانه للموقع الآخر، وكان الإعلان خبرا سعيدا لـYahoo التي قالت أنها ستحصل على الأقل حوالي 800 ألف دولار كدخل سنوي إضافي من العقد.
إلا أن العقد من ناحية أخرى مثل رعبا للمواقع الأخرى وخاصة Microsoft والتي بذلت جهودا ضخمة لشراء Yahoo قبل توقيع العقد، وذلك لأن هذا يعني سيطرة لـ”جوجل” على حوالي 90% من سوق إعلانات الارتباطات الدعائية.
بالنسبة للجهات الرسمية الأمريكية، هذا العقد قد يمثل احتكارا للسوق، ولذلك فقد عينت وزارة العدل الأمريكية محققا خاصا للنظر في القضية، بينما بدأ الكونجرس الأمريكي عدة جلسات للنظر فيه، وفي أحد هذه الجلسات قال مستشار Microsoft، أن هذه أول مرة في تاريخ البشرية حين تأتي جهة واحدة لتسيطر على 90% من السوق الإعلاني لأحد الوسائل الإعلانية، والذي يمثل سابقة تاريخية في احتكار الإعلانات، مما يعني أن “جوجل” ستتحكم ببساطة في أسعار سوق إعلانات الارتباطات الدعائية.
“جوجل” ترد على مخاوف Microsoft ومختلف المواقع الكبرى التي أعلنت معارضتها للاتفاق أن تحديد الأسعار لا يتم عبر “جوجل”، بل يتم عبر مزاد إلكتروني بين المعلنين، حيث يقوم المعلن بوضع سعر يستعد لدفعه عندما يضغط أحد على رابطه عند البحث عن كلمة معينة، وإذا جاء معلن آخر بسعر أعلى لنفس الكلمة فهذا الشخص يحصل على مكان الإعلان، إذا تجاوز معايير “جوجل” من حيث الحد الأدنى لسعر الإعلان.
كل هذا يدل على أن الإنترنت قادم بقوة كوسيلة إعلانية، وأن هناك مليارات الدولارات ستتوجه لهذه الوسيلة الجديدة، وأن المسيطر عليها بكل أسف سيكون موقعا يقع مركزه على الساحل الغربي من أمريكا.
* نشر المقال في صحيفة اليوم السعودية