النظام الإعلامي الجديد هو مصطلح أطلقته الأسبوع الماضي على قطاع الإعلام بعد التغيرات الضخمة التي يشهدها بسبب التكنولوجيا، واستعرضت بعض هذه التغيرات التكنولوجية والتي سمحت لكل شخص من خلال الإنترنت والموبايل وغيره أن تكون له رسالته الإعلامية التي يضعها ليستهلكها ملايين الناس، طبعا حسب جاذبية تلك الرسالة وقدرته على ترويجها.
لكن هناك عدة قضايا يجب على النظام الإعلامي الجديد أن يحسمها قبل أن يسيطر على الساحة الإعلامية ومنها “المصداقية”، فالشخص العادي يحتاج إلى الكثير من الجهد ليثبت مصداقيته للقراء وزوار الموقع أو مشاهدي الفيديو، كما أن الإمكانات المحدودة للأفراد تجعل من الصعب عليهم منافسة المؤسسات الإعلامية التي تملك موارد مالية ضخمة، أي أن الجودة والنوعية QUALITY هي أيضا قضية مهمة تثير قلق المنظرين للإعلام الجديد، وتجعل البعض يؤكد أن سيطرة الإعلام التقليدي ستستمر في ظل التكنولوجيات الجديدة بمجرد أن تغير نفسها وتستغل هذه التغيرات.
قضية أخرى متعلقة بكيفية تحويل الإعلام الجديد إلى قطاع مربح تجاريا، وإذا كان هذا السؤال مازال مطروحا بالنسبة إلى الإعلام الجديد المعتمد على الإنترنت، فإن الإعلام الجديد المعتمد على الجوّال قد تقدم بشكل أسرع، وانتشرت خدمات الأخبار عبر رسائل الجوّال والبث التلفزيوني الحي ومقاطع الفيديو حسب الطلب وغيره وذلك لأن طريقة الربح معروفة وهي فاتورة الهاتف طبعا.
إحدى أهم القضايا في رأيي هي نوعية المحتوى الذي يناسب الجوّال ويناسب التكنولوجيات الحديثة.
قضية أخرى مرتبطة بعادات الجمهور الذين يحتاجون إلى الكثير من الوقت قبل أن يتمكنوا من تغيير عاداتهم والانتقال إلى هذه التكنولوجيات الحديثة.
هذه القضايا وغيرها كثير هي مثار الكثير من المؤتمرات التي تقام حول العالم، وإن كان عدد من المشاركين أعداء المؤسسة الإعلامية التقليدية، التي يتهمونها بالانحياز والبعد عن الديمقراطية والدقة والعدل في نقل الأخبار يبتسمون بخبث مبشرين بانتهاء النظام الإعلامي الحالي وقدوم النظام الإعلامي الجديد، تماما كتلك الابتسامة الصفراء التي ظهرت على وجه جورج بوش الأب، وهو يعلن إطلاق مصطلح النظام العالمي الجديد.
العالم يمر بتغيرات ضخمة بسبب التكنولوجيا، وهذا يشمل قطاع الإعلام والسينما والراديو والاتصالات، وهي تغيرات نحن أولى الناس بفهمها وفهم أبعادها وآثارها علينا.
العالم يتغير ليصبح أكثر عولمة وأكثر انفتاحا وأكثر اعتمادا على التقنية وأكثر فردية وأكثر حرية، وربما أكثر جاذبية.
* نشر المقال في صحيفة اليوم السعودية