مواقع الشبكات الاجتماعية وهي كثيرة ومن أشهرها “فيسبوك” تعتبر طفرة ذكية في مجال مواقع الإنترنت، واستطاعت أن تجذب قلوب الملايين حيث يتزايد عدد المشتركين فيها بالآلاف يوميا.
هناك كل أنواع المجموعات التي يمكن للشخص أن يشترك فيها، وبعض هذه المجموعات أصبحت فاعلة لدرجة أن اضطرابات أبريل التي حصلت في مصر وتمثلت في مظاهرات ضخمة ضد الغلاء تنسب بداياتها لأحد مجموعات موقع “فيسبوك” التي تديرها فتاة مصرية شابة.
لكن التجول في موقع “فيسبوك” يعني أحيانا استهلاك محتوى ضعيف، قائم على انطباعات شخصية، وآراء عاطفية تنقصها الدقة والتوثيق، أو كتابات تنقصها الجودة، وهذا لا بأس به عندما يعلم الشخص أن شخصا آخر مثله كتب ما كتب ويعرف أنه يعبر عن رأيه واجتهاده، وإن كان ثمن ذلك أن يضيع وقت عدد كبير من الناس في قراءة ما لا يستحق القراءة.
لكن هذه المشكلة تعطي فرصة لعدد كبير من وسائل الإعلام _ وخاصة الصحف والمجلات _ لأخذ زمام المبادرة والاستفادة من الميزات الضخمة لمواقع الشبكات الاجتماعية وبناء مجموعات يكسبون من خلالها الجمهور الوفي، وفي نفس الوقت يقومون بنشر بعض من محتوى الجريدة اليومي على الموقع ليقوم أفراد المجموعة بالتفاعل معه والتعليق عليه، وربما بعد ذلك الذهاب للموقع الأصلي للجريدة للإقبال على خدماته ومحتواه بشكل عام.
اختيار المحتوى الذي يتم نشره في صفحات المجموعة على موقع الشبكات الاجتماعية قد يتم اختياره من أعضاء المجموعة أنفسهم ولا يلزم اختياره من الجريدة وهذا سيساهم أيضا في إعطاء الجريدة أو المجلة مؤشرا عما يرغب فيه الجمهور ويتفاعل معه بدلا من أن تفرض عليهم اختياراتها من محتوى الجريدة.
المشكلة الأساسية في هذه الفكرة أنها فكرة تسويقية بحتة لا تؤمن مصادر دخل للصحيفة أو المجلة، لأن الإعلانات على مواقع الشبكات الاجتماعية يذهب للموقع وليس لمن يؤسس المجموعات.
هذا يقودنا إلى حل آخر وهو تأسيس شبكة اجتماعية عربية خاصة بالصحف والمجلات والكتاب والمثقفين مما يضمن أن كل المحتوى المنشور في الشبكة تقدمه مصادر موثوقة تستثمر الكثير من المال في جمع المعلومات والأخبار وتدقيقها وتحريرها بشكل جذاب ومميز.
على وسائل الإعلام أن تواكب التطورات السريعة في شبكة الإنترنت ومتطلبات العهد الثاني من الإنترنت (web 2.0)، فهي خير من سيحل مشكلة ضعف المحتوى الذي يكتبه الجمهور!
* نشر المقال في صحيفة اليوم السعودية