في الأسبوع الماضي، كتبت مقالا عبرت فيه عن إحباطي الكبير تجاه المنتديات ولغة الحوار فيها ومستوى محتواها، وكان الإحباط ناتجا من خوفي من أن المنتديات قد تكون مرآة لمجتمعاتنا، وهذا يعني أننا نعاني من درجة عالية من “الأمراض الفكرية” المثيرة للإزعاج والتقزز أحيانا.
سعدت بردود الفعل المتعددة التي وصلتني وجعلتني أشعر أن هناك الكثيرين يشعرون بالمشكلة ومصابين بنفس الإحباط.
أحد الذين تواصلوا معي الأخ عمر الأنصاري، والذي يرى بأن المنتديات لم تكن مرآة للمجتمع بل ساهمت في صنع الظاهرة نفسها، لأن الفرد العربي لم يكن لديه وسيلة ليعبر بهذه الغوغائية عن نفسه، والمنتديات ساهمت في تشجيع هذه الميول الباطنية لدى البعض.
وأنا أدعم فكرة الأخ عمر، لأن هناك دراسات تشير إلى ان النقاش عبر الإنترنت لكونه يجمع القلائل بشكل يعطيك الإيحاء بأنهم كثرة، ويساهم في تعريف الأشخاص ذوي الميول المتشابهة على بعض، ولما هو مرتبط بعزلة الشخص الذي يشارك فيه أثناء الكتابة مع الاختفاء وراء هوية مزيفة، كل هذه العوامل تساهم في خروج ظواهر جديدة من التواصل وطريقة التعبير.
الأخ عدنان فلاتة، قال بأن المنتديات بوضعها الحالي ساهمت في هرب الذين يتميزون بعادات “فكرية” صحيحة، وهذا أكيد، وطبعا ساهم في اتجاه الظاهرة للأسوأ.
الأخ جود حاتم، دعا من طرفه ألا نسرف “في الإحباط الذي يكاد يشل تفكيرنا ونحن نقرأ لأصوات تدعي أنها تمثلنا وما أسوأها من مرآة شوهت معالمنا” وهذه رؤية إيجابية جميلة تدعو لتجاوز الإحباط والبحث عن البدائل، أما الأح حسين الصطيف، ففسر ما يحصل بـ”الأخبار السيئة و الأوضاع المتردية في بلداننا العربية” والتي زرعت “في نفوسنا الخوف و اليأس و صرنا نسعى إلى أن نذم الآخر ” مهما كان، وقدمت الأخت “خائفة”، حلا يتمثل في أن “ان نتخلى عن ارءانا وننظر بعين الحياد لكل قضية بعيدا عن العاطفة والاحكام المسبقة هذا من ناحية أو بالاحرى هذا ما يستطيع ان يفعله كل شخص لنفسه” أما الحل الآخر في نظرها فهو زيادة مساحة الحريات في العالم العربي.
بالمقابل هناك ياسر، الذي يقول بأن ما يحصل في منتدياتنا العربية يحصل في المنتديات الأمريكية أيضا بنفس القدر، وأنا من جهتي لا أتفق معه في هذه النقطة على الإطلاق!!
* نشر المقال في جريدة الاقتصادية السعودية