هذا العنوان عن كأس العالم وأنه ساهم في صنع أكبر حوار بين البشر في التاريخ حول حدث معين ليس مبالغة بل هو حقيقة أكدتها الأرقام والتي لاقت التوقعات التي سبقت كأس العالم.
الحكاية باختصار أن مواقع الشبكات الاجتماعية وعلى رأسها موقع “تويتر” و”فيسبوك” شهدت أعدادا قياسية من الزيارات خلال المباراة الأولى من كأس العالم من الجماهير التي ذهبت إلى شبكة الإنترنت لتتحدث عن كأس العالم.
وإذا كان كأس العالم – كما يقال _ يمثل “العرض الأكبر على وجه الأرض” (The Biggest Show on Earth)، فهذه أول بطولة بعد ثورة الإعلام الاجتماعي التي تمحورت حول مواقع التواصل الإلكتروني والتي استقبلت كأس العالم بجماهير تتحدث حول كل صغيرة وكبيرة تحصل ضمن البطولة، وهو ما سبب لأول مرة مشكلات تقنية لموقع تويتر الذي يشهد أعدادا غير مسبوقة من الزوار والمشاركات خلال فترات مباريات كأس العالم.
“تويتر” بالذات شهد هذه المشكلة مقارنة بغيره من مواقع التواصل الاجتماعي لأنه الموقع الأكثر انسجاما مع جهاز الموبايل، ولذا فإن جماهير كرة القدم تبدأ بإرسال ملاحظاتها وآرائها وما تريد قوله عبر الموبايل أثناء مشاهدة المباراة، الأمر الذي يعني وصول مئات آلاف الرسائل في نفس الوقت إلى الموقع “300 ألف مشاركة حول كأس العالم أثناء المباراة الأولى على تويتر”.
هذه المشكلة التي تواجهها مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها “تويتر” والمتمثلة في زيادة ضغط المشاركة على الموقع الأمر الذي يمثل تكاليف مالية عالية على المواقع دون وجود دخل كبير بالمقابل يذكرنا بواحد من أهم التحديات التي تواجه مواقع التواصل الاجتماعي اليوم.
هناك عشرات المواقع تحاول التقاط ما يكتبه الناس على “تويتر” خلال كأس العالم وإعادة ترتيبه لجعل القراءة ممتعة ومفيدة، ومن هؤلاء موقع CNN والذي يرتب ما يكتبه الناس حسب الدولة والمباراة، بالإضافة لانتدابه عدد من الصحفيين البارزين لتغطية المبارات عبر تويتر من جنوب أفريقيا، والتي يمكن الاطلاع عليه على هذا الرابط:
وهناك موقع جريدة الجارديان البريطانية والذي قاموا بعمل مماثل في منتهى الجمال والفائدة على هذا الرابط:
لقد تحول ما يكتبه الجماهير إلى حوار إنساني متواصل لا يتوقف بين ملايين البشر على وجه الأرض، والفضل كله للإعلام الاجتماعي ولشبكة الإنترنت.
لم يعد العالم مجرد “قرية” بل أيضا “أسرة كبيرة”..!