أن تتحدث مع المدن على «فيسبوك»..!

من قسم شؤون إعلامية
الأحد 03 يناير 2010|

استطاعت مواقع الشبكات الاجتماعية، مثل “فيسبوك” وغيرها، أن تصبح مصدرا للمعلومات وبديلا عن المواقع الرسمية، وإذا كانت كثير من مجالس المدن والهيئات السياحية والحكومات المحلية قد اهتمت في السنوات الأخيرة بوجودها على شبكة الإنترنت، فإن كثير من المدن حول العالم استطاعت أن تضع “استراتيجية للإعلام الاجتماعي” بحيث يكون لها رؤية واضحة كيف يمكن تمثيل المدن على مواقع الشبكات الاجتماعية وكيف تتفاعل مع الجمهور وكيف تحقق أهداف المدينة السياحية والاقتصادية أو كيف تخدم سكان المدينة من خلال الأدوات الرائعة للشبكات الاجتماعية.

أعتقد أن المدن العربية عليها أن تلتفت سريعا لمعالجة هذا التقصير من طرفها، وقد بحثت عن أسماء عدد كبير من المدن العربية فلم أجد لأي منها وجودا فعالا على موقع “فيسبوك” أو “تويتر” أو “يوتيوب” أو الحياة الثانية (Second Life) أو “فورسكوير” فضلا عن المواقع الأقل شعبية، بينما البحث عن المدن الغربية والعالمية ينتج مواقع في منتهى الثراء والتفاعلية.

فيما يلي عدة نصائح للمدن العربية التي تريد أن تصبح “اجتماعية” وأكثر “تفاعلية”، وتريد وضع استراتيجية لذلك..

  • أحد أهم الأسئلة التي ينبغي أن تجيب عنها استراتيجية الإعلام الاجتماعي هو ما إذا كانت المدينة سيكون لها موقع واحد يتم التركيز عليه ويتضمن كل المعلومات _ وهذا له فوائده الكثيرة _ أم سيتم إيجاد مواقع متعددة، فمثلا صفحة خاصة بالسياحة، وأخرى بالاستثمار، وثالثة لسكان المدينة، ورابعة للأنشطة والترفيه والمطاعم وغيره في المدينة، بالإضافة لصفحات للإدارات المحلية (مثل إدارة الشرطة أو التعليم).
  • الجواب على هذا السؤال يرتبط به تحديد من سيقوم بإدارة الصفحة، هل هو مكتب أمير المدينة أو محافظها، أو الجهة المسؤولة عن السياحة، أو الغرفة التجارية مثلا، وإدارة الصفحة هل ستتم عن طريق إدارة العلاقات العامة أو عن طريق التعاقد مع وكالة متخصصة في هذا المجال.

كثير من الضعف الموجود في تمثيل المدن العربية على الشبكات الاجتماعية مرتبط بصعوبة الإجابة على السؤال الأول والثاني.

  • استراتيجية الإعلام الاجتماعي يجب أن تجيب بوضوح عما يمكن الحديث عنه وما لا يمكن الحديث عنه على الصفحة، لأن الإعلام الاجتماعي يعني التفاعل ويعني أن الجمهور سيتحدث ويناقش، وأي مدينة فيها حجم هائل من المشكلات والقضايا، وفي نفس الوقت فهناك اهتمام بالتمثيل الإيجابي للمدينة حتى يتم تشجيع السياحة والاقتصاد المحلي، ولذلك فلا بد من تحديد رؤية واضحة في هذا الاتجاه.
  • القضية الأصعب في الإعلام الاجتماعي والتفاعل مع الجمهور هو من سيجيب الجمهور على أسئلتهم اليومية والمتجددة، هل سيكون هناك جهات متعددة، كل يجيب على الأسئلة التي تخصه، هل سيكون هناك هرم معين حسب الصلاحيات، هل ستكون هناك جهة تبحث عن الإجابات وتحدد ما يجاب عنه وما لا يجاب عنه، وكيف سيتم التعامل مع الملاحظات والأسئلة، بمعنى كيف يمكن أن يشعر الجمهور أن ملاحظاتهم سيكون له تأثير إيجابي على المدينة. بالمناسبة هناك برامج كمبيوتر تنظم مثل هذه العمليات وصار لها قيمة هامة في مثل هذا الموقف.
  • أحد القضايا الهامة في إيجاد تمثيل جيد للمدينة هو إيجاد آلية واضحة لنشر المعلومات وتحديثها وتزويد سكان المدينة بمعلومات سريعة عن الطوارئ المحلية والخدمات والمناسبات، حتى يصبح للجهد الذي تبذله المدينة قيمة حقيقة وتصبح الصفحة مرجعا حقيقيا للناس.

مجرد الإجابة على هذا السؤال له صعوبة خاصة لأن كثيرا من المدن العربية ليس فيها جهة مركزية للمعلومات وللتعامل مع الجمهور، ولأنه في أوقات الطوارئ يحصل عادة فشل للجهات الرسمية إذا لم تكن مستعدة لها باستراتيجية واضحة.

  • كثير من المواقع الاجتماعية لديها أدوات خاصة بالمدن، فمثلا في موقع “فيسبوك” هناك خاصية اسمها “المدينة الحالية” والتي من خلالها تعرف المشتركين في الصفحة الذين ينتمون إلى المدينة، مما يعني التفاعل معهم بشكل مختلف عن المشتركين والجمهور الذين ينتمون إلى مدن أخرى.

أيضا الإعلان عن الصفحة على “فيسبوك” مثلا يمكن توجيهه حسب المدن، وهذا يعني التمييز بين الإعلانات الموجهة لأهل المدينة وبين الإعلانات الموجهة لمن يسكن خارجها.

  • الاستراتيجية الاجتماعية يجب أن تحدد المواقع التي ستتواجد عليها المدينة، وفي ظل غياب لأي شبكة اجتماعية عربية ناجحة، فإن الخيار محصور بين المواقع العالمية الكبرى، وينبغي أن تكون هناك رؤية واضحة عن كيفية نشر المعلومات بما يتناسب مع طبيعة كل وسيلة من وسائل الإعلام الاجتماعي.

هناك نصائح أخرى كثيرة مثل الاهتمام بالصور والفيديو والاهتمام بالتطبيقات (Applications) على أنواعها، ولكن تجاوز العقبات السابقة سيجعل كل النقاط الباقية تحصيل حاصل.

* نشر المقال في جريدة الاقتصادية السعودية